من القصص الغريبة قصة (أصحاب السبت)، وهي قصة تعود لأهل قرية كانت حاضرة البحر، دارت أحداثها حول جماعة من اليهود، حرم الله عليهم الصيد – العمل – يوم السبت «واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت».. كان السبت بالنسبة لهم يوما مقدسا لا يمارسون فيه أي عمل دنيوي.. أراد الله أن يختبرهم، ويرى مدى التزامهم بأمره وصمودهم أمام المغريات، ابتلاهم بأن (الحيتان) لا تقترب من سواحلهم طوال أيام الأسبوع بخلاف السبت «إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم».
تحايلوا على أمر الله فقرروا نصب شباك الصيد يوم الجمعة، لتقع فيها الأسماك يوم السبت، ويجمعونها صباح الأحد، وبالتالي هم – ظاهريا – لم يصطادوا يوم السبت!!
الأمر المرعب كان في العقوبة «فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين».
انقسم أهل القرية ثلاثة أقسام، فرقة ارتكبت المحظور، وأخرى أنكرت على الفاسدين، والفرقة الثالثة وقفت موقفا سلبيا لم تعص لكنها لم تنكر على المخالفين.
لو تدبرنا القصة بعقلية اليوم لربما شعرنا أن ما قاموا به فعل عادي لكن العقوبة تبين عظم الجرم.. فإذا كان عقاب أصحاب السبت بسبب حيلتهم في صيد السمك، فكيف بمن يغير الأحكام ويطعن في الأحاديث وثوابت الإسلام؟!
تعلمت من أصحاب السبت..
* التحايل على أوامر الله يبدأ من تسمية الأشياء بغير مسمياتها.. فالرشوة تسمى أتعابا، والربا فوائد.. قصة أصحاب السبت حاضرة في واقع المسلمين بسبب تنامي موضة العقليات المحللة التي تتفنن في التحايل وتسهيل الحرام على طريقة أصحاب السبت.
* الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام أمان ينشر الخير ويئد الشر.
* المجاهرة بالمعصية جريمة، لأنها تمنح السيئين نشر باطلهم، وتشجع السذج على ركوب موضة خرق الأخلاق.
* هناك خط رفيع بين مرتكب المعصية دون تحايل ومرتكبها وفق التحايل.. وفرق بين المعصية العادية وبين المجاهرة بها.
* إن لم تناصح أحدا فلا تهون من شأن من يناصحه.. إن لم تفعل الخير فلا تشارك في منعه، وإن لم تفعل الشر فلا تسهل نشره.
* في كل منكر يظهر ويوجد من ينكره، تظهر طائفة ثالثة تهون من شأن الإصلاح، ولسان حالهم: لن تصلح الكون فدع الناس.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
خذها قاعدة: إن لم تصطف مع الحق، فلا تصفق للباطل.
@alomary2008