DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أخصائي نفسي: تنمية مواهب الأطفال تمنحهم «التوازن الانفعالي»

أخصائي نفسي: تنمية مواهب الأطفال تمنحهم «التوازن الانفعالي»
أخصائي نفسي: تنمية مواهب الأطفال تمنحهم «التوازن الانفعالي»
تشجيع الأطفال يساعدهم على كسب الثقة- اليوم
أخصائي نفسي: تنمية مواهب الأطفال تمنحهم «التوازن الانفعالي»
تشجيع الأطفال يساعدهم على كسب الثقة- اليوم

تنمية مشاعر الأبناء من أكثر المهام الضرورية في مرحلة الطفولة، وتكمن أهمية هذه المهمة في كوّنها تساهم في تكوين شخصية الإنسان، فالنضج الانفعالي له وظائف نفسية واجتماعية مهمه في حياة الإنسان، فالمشاعر تمنعنا أحيانا من التفكير بوضوح.

وتقودنا مشاعرنا إلى التصرّف بتهوّر وقول أشياء لا نريد قولها والتصرّف بطريقة لا نريد التصرّف وفقها، لذا فإن فهم المشاعر والقدرة على التحكم بها والتعبير عنها بطريقة إيجابية هي مهمة تربوية عظيمة بالنسبة للطفل.

وكما كانت تصيب الأطفال نوبات غضب في السنوات المبكرة، فقد ينفجر غضبهم فجأة في السنوات المتوسطة، أو قد يبقون هادئين وغير قادرين أو خائفين من التعبير عمّا يشعرون به في هذه الأوقات ويكونون بحاجة لأن يعرفوا أنهم آمنون ومحبوبون.

تنمية مواهب الأطفال والأبناء يجعلهم يحققون النجاح والتميز

أكد الأخصائي النفسي ناصر الراشد، أهمية تنمية مواهب الأطفال والأبناء لتحقيق النجاح والتميز الحب والحضور الإيجابي في المجتمع.

واعتبر الراشد، أن توفير وإنتاج الفرص الاجتماعية والعاطفية الإيجابية هي من المهام التربوية الأساسية، والتي تساهم في تشكيل المكون الانفعالي لدى الأطفال، مؤكدا أن هذه الفرصة تأثيرها كبير على مشاعر الرضا عن أنفسهم وتنمي ثقتهم بأنفسهم.

اقرأ لطفلك وساعده على التعلم - اليوم

التوازن الانفعالي يحقق التفوق الأكاديمي

وأضاف أن الفرص العاطفية تساعد الأطفال على تكوين علاقات آمنة مع الآخرين، ويجعلهم أكثر قدرة على التعلم، حيث يؤدي التوازن الانفعالي إلى تحقيق نجاح في العلاقات الاجتماعية والتفوق الأكاديمي في المستقبل.
وقال الراشد، إن إظهار المشاعر والعواطف الإيجابية من خلال الحديث الهادئ والاحتضان والجلوس معهم والقراءة لهم والتحدث معهم طوال اليوم بلغة فيها لطف وهدوء؛ سوف يجعلهم مقبلين على الحياة.

وأشار إلى ضرورة تشجيع الأطفال على تجربة أشياء جديدة، ومساعدتهم على رؤية ما يمكنهم القيام به، مع إظهار سعادتك بإنجازاته.

وتابع: "امنح طفلك فرصًا للعب مع الأطفال الآخرين في عمرهم، وساعدهم في استكشاف عالمهم والتعرف على الأشخاص الموجودين فيه".

واحرص على إظهار مشاعرك، ودع طفلك يرى عندما تكون سعيدًا أو حزينًا، هذا يساعدهم على تطوير التعاطف مع الآخرين.

 منح الأطفال فرصة اللعب مع أطفال أخرين يساعدهم على اكتشاف عالمهم - حساب سباركيز على تويتر

إنشاء الروتين اليومي يُشعر الطفل بالثقة والأمان

وأوضح أن إنشاء الروتين اليومي سوف يشعر طفلك بالثقة والأمان، وسوف يتعلم أن الأحداث يمكن أن تحدث بطريقة منظمة، وإنشاء إجراءات يمكن التنبؤ بها ولكن مرنة.

وأكمل: "اعترف بمشاعر طفلك وساعده على التحدث عما يشعر به وكيف يشعر، وراقبه عندما يكون مستاء وتحدث معه بهدوء".

ناصر الراشد الأخصائي النفسي

وأردف: "ممكن أن تجعل طفلك يتحدث عن نفسه عن مشاعره كأنها عملية استبطان مقصودة، يتعرف من خلالها الطفل بشكل غير مباشر على طبيعته، و يُكون صورة ذاتية إيجابية عن نفسه، واطلب منه أن يذكر السلوك الذي يرغب أن يكتسبه، وما هو السلوك الذي يرغب التخلص منه، وامنح له فرصة التعلم كيف يختار أصدقائه، من خلال عمل بطاقة تخص سمات الصديق الذي يرغب الارتباط به، والسمات التي لا يحبها في بعض القريبين مثلا، ذلك ينمي لديه القدرة على الاختيار باستخدام القيم والمعايير الاجتماعية".
وشدد الأخصائي النفسي، على ضرورة عدم تعريض الطفل للانتقاد أو اللوم، موضحا أن التربية تحتاج إلى أهداف نفسية واضحة وإيجابية وتعريض الطفل للوم والانتقاد المستمر ربما يؤدي إلى أن تقليل ثقة الطفل في نفسه، وتجنب المواقف الاجتماعية بسبب خوفه من النقد واللوم، وقد يتوقف عن التعبير عن رأيه و مشاعره.

توبيخ الأطفال يشعرهم بالفشل والنبذ

وأكمل: "في بعض الأحيان يحاول الأهل تصحيح أخطاء طفلهم بإخباره بأنه سيء ووقح وأحمق وغير ناضج أو غير مؤهل، وعندما يسمع الأطفال مثل هذه الانتقادات؛ يشعرون بالرفض والنبذ والفشل وهو ما يؤثر بشكل سلبي على نموهم الاجتماعي والأكاديمي، بالإضافة لذلك فإن الطفل الذي ينمو لديه اعتقاد أنه سيء سوف يقوم بأشياء سيئة بنظرنا، وإذا اعتقدوا أنهم غير مؤهلين فمن الأرجح ألا يحاولوا تعلم مهارات جديدة".
وأوضح أن أعيّن الأطفال وقلوبهم وعقولهم موجهه إلينا باستمرار، وسلوكنا وأسلوبنا التربوي سوف يحدد ملامح المستقبل لديهم وهم يعوّلون علينا لبناء معرفتهم ومهاراتهم، فهم بحاجة إلى تشجيعنا ودعمنا ليكون أكثر ثقة، وكلما زرعنا الثقة فيهم كانوا أكثر استعدادًا للتجربة، وأكثر قدرة على تخطي الفشل لأنهم يثقون بقدراتهم على أنهم يحظون بعلاقة أفضل مع أهلهم لأنهم يدركون أن أهلهم يثقون بهم.

الإشادة بمحاولات الأطفال تعزز الثقة بالنفس

وقال إن الأهل يستطيعون فعل الكثير لتطوير الثقة بالنفس لدى أطفالهم من خلال: الإشادة بمحاولات أطفالهم حتى في حال لم تكن المحاولة متكاملة، وتقدير رغبة أطفالهم على تقديم المساعدة، ودعم أطفالهم عندما يفشلون وتشجيعهم على متابعة المحاولة، وإخبار أطفالهم بكل الأشياء التي تميّزهم، فهم يكونون أكثر حيوية عندما يتلقون التشجيع، وهو ما يحدث أثرا قويا على الطفل.


علم أطفالك مهارات تساعدهم فى حياتهم- مشاع إبداعي

وذكر الراشد، أن للأمهات دورًا حاسمًا في العملية التربوية، وهو أمر محل اتفاق من علماء النفس، لذلك فإن الأمومة الإيجابية تساهم بشكل كبير في تشكيل المكون الانفعالي لدى الأبناء، حيث أن الانسان يعيش أهم خبرة للمشاعر وهي الحب مع الأم.

علاقة الأم بالطفل من أهم العوامل المحددة لمستقبله

وأردف: "كلانسي بلير هو عالم النفس التطوري في جامعة نيويورك، يُدرس الانضباط الذاتي لدى الأطفال الصغار، وعمل سنويًا على متابعة مجموعة تتألف من 1200 طفل منذ ولادتهم من خلال قياس طريقة ارتفاع نسبة الكورتيزول (هرمون التوتر)، ووجد بلير؛ أن المخاطر البيئية مثل اضطراب الأسرة والفوضى كان لها تأثير كبير على مستويات الكورتيزول ولكن فقط في حال إهمال الأمهات لأطفالهم. وبعبارة أخرى، الأمومة الجيدة لها تأثير قوي وقائي ضد الآثار الناجمة عن حالات التوتر، العلاقة بالأم هي واحدة من أكثر التجارب العميقة التي يشهدها الطفل وهي من أهم العوامل المحددة لمستقبل الطفل.
ويقول: أحبوهم وتعاملوا معهم بـ"الحلم، والرفق، والتعاطف، والاهتمام"، وكذلك تمرين الطفل على الهدوء عندما يثور ويغضبن هو أمر مهم في تكوين مسارات عصبية تشكل عقله العاطفي تكون مرجعا له عندما يكبر، وتصبح لديه ذاكرة عاطفية تعطية توازن داخلي يتميز بالهدوء والمرونة والقدرة على مواجهة التحديات.