تؤثر قرارات الاحتياطي الفيدرالي على اقتصادات العالم كله، ولكن البلد الأكثر تأثرًا بهذه القرارات هى بالطبع الولايات المتحدة الأمريكة التي يؤثر زيادة تكلفة الاقتراض على مواطنيها المعتمدين بشكل أساسي على القروض وبطاقات الائتمان لتمويل عمليات الشراء الكبيرة.
وكانت إجمالي الزيادة التي أعلنها بنك الاحتياطي الفيدرالي قد وصلت إلى 375 نقطة أساس هذا العام، لتكون الزيادة الأعلى منذ 1981، في محاولة لكبح جماح التضخم على أساس النظرية القائلة بأن الحد من المشتريات سيؤدي إلى إبطاء نمو الأسعار في جميع قطاعات الاقتصاد، وبالتالي تنخفض معدلات التضخم.
أسعار الفائدة تؤثر على سوق السيارات
بدأت أسعار الفائدة المرتفعة في التأثير على سوق السيارات الأمريكي، حيث أن رفع أسعار الفائدة حد من قدرة الملاك على سداد الأقساط، وتم سحب السيارات منهم، كما قلل من قدرة الكثيرين على شراء سيارات جديدة.
وكان معدل سعر قروض السيارات في جميع أنواع القروض ارتفع بمقدار 2.8 نقطة إلى 10.6٪، وهو ما يرفع متوسط مدفوعات السيارة بأكثر من 8٪ بسبب الفائدة وحدها، فمثلا كانت أقل سيارة جديدة في التكلفة خلال 2022 هي شيفي سبارك، والتي ارتفعت تكلفة تقسيطها إلى أكثر من 400 دولار شهريًا.
The Car Market Is Collapsing
sound ... pic.twitter.com/apxRchrNwE— Wall Street Silver (@WallStreetSilv) November 5, 2022
صناعة السيارات
زادت مخاوف الأمريكان من أن شراء السيارات الجديدة قد لا يستطيع تحمله سوى الأثرياء، فقبل الوباء ، كانت صناعة السيارات تتجه بالفعل نحو السيارات الأكثر تكلفة مع الانتقال إلى المزيد من الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي والسيارات الفاخرة على حساب السيارات الأصغر والأقل تكلفة.
ومع الوباء وأزمة نقص الرقائق، أتجه المصنعون أكثر إلى السيارات باهظة الثمن أكثر من استخدامهم تلك الرقائق المتوفرة في السيارات رخيصة الثمن.
ومع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، ستجبر شركات السيارات على مضاعفة هذه الإستراتيجية، بحيث يصبح سوق السيارات أكثر اعتمادًا على المستهلكين ذوي الدخل النقدي المرتفع والمستهلكين من فئة الائتمان الأعلى.