سواء كنت ممن يفضلون الانعزال الاجتماعي أو تعرضت له قصرًا، فإن الشعور بالوحدة الناتج عنه يخلف آثارًا سلبية خطيرة على صحتك، قد تصل بك إلى حد الوفاة في وقت أسرع مما تتخيل.
فبحسب دراسات علمية تناولت تأثير الوحدة على البشر، فإن العديد من الأمراض -بينها القلب والاكتئاب- تنتظر أولئك الذين ينزوون بأنفسهم بعيدًا عن الناس.
أمراض القلب وألزهايمر.. مخاطر صحية تسببها الوحدة
تهدد العزلة الاجتماعية البشر بعدد من الأمراض الخطيرة التي قد تودي بحياتهم، وتشتمل، حسب مركز مكافحة الأمراض التابع للصحة الأمريكية، على:
- أمراض القلب:
إذ ترتفع احتمالية تعرض المنعزلين إلى نوبات قلبية بنسبة 29%، وسكتة قلبية بنسبة 32 %، كما تزيد نسبة أصابتهم بقصور في القلب حتى 4 أضعاف مقارنة بالأشخاص الاجتماعيين.
- ألزهايمر:
يزيد خطر الإصابة بالخرف أو ألزهايمر بنسبة 50% عند المنعزلين اجتماعيًا.
الأشخاص الذين يعانون الوحدة أتمنى مشاهدة هذا المقطع لمعرفة خطورة "الوحدة على صحتكم" pic.twitter.com/JUlQgbLjZ1— حمد العليان (@AlolayanH) August 9, 2022
شعورك بالوحدة يضاهي تأثير تدخين 15 سيجارة
الوحدة تنافس بخطورتها تأثير التدخين والسمنة على الإنسان وفق ما أورده موقع "ساينتيفك أميريكان"، فشعورك بالوحدة خلال يومك يضاهي تأثير تدخين 15 سيجارة بكل ما تسببه من أمراض ومخاطر صحية.
كما تزيد احتمالية تعرض الأشخاص المنعزلين اجتماعيًا للوفاة وتصل إلى نسبة 26% .
وعلى العكس منهم فإن أصحاب العلاقات الاجتماعية القوية لديهم فرص أكبر للحياة بنسبة تصل إلى 50% بحسب الموقع ذاته.
غير الأمراض الجسدية.. تأثير الوحدة النفسي على البشر
إضافة إلى الأمراض الجسدية التي تخلفها الوحدة على الإنسان، تأتي قائمة أخرى من الأمراض والمشكلات الصحية والنفسية المرافقة لها، وتشمل التعرض للاكتئاب والقلق والوسواس القهري.
كما تزيد احتمالية إصابة الأشخاص المنعزلين بأمراض عقلية بنسبة 1.5 إلى 2.5%، زيادة عن أولئك المنفتحين اجتماعيًا، بحسب ما نقلته "دويتشة فيله" عن دراسة علمية أجراها باحثون في جامعة "فرساي سان كوينتين إن إيفلين" الفرنسية.
كبار السن أكثر عرضة للشعور بالوحدة
مع تعدد المخاطر الصحية الكبيرة الناتجة عن الشعور بالوحدة، فإن هذا التأثير يعظم عند كبار السن، إذ تزيد احتمالية مرضهم حال انعزالهم اجتماعيًا أو استشعارهم بأنهم وحيدون، وهم بالفعل أكثر فئة يتعرضون إلى هذا الشعور.
يؤكد هذا تقرير نشرته مؤسسة الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب، يشير إلى أن الوحدة تزيد مع الوصول إلى سن الـ65، لأسباب مختلفة تتعلق بفقدان الأصدقاء أو الأسرة بوفاتهم، أو الإصابة بمرض يعزل صاحبه عن العالم، أو حتى ضعف الإدراك، إلى غير ذلك من الأسباب التي ترافق هذا العمر.
ليست دائمًا مسببة للأمراض.. قليل من الوحدة مفيد للصحة
يرتبط ما سبق من أضرار صحية تسببها الوحدة بكونها دائمة، حين يكون الشخص منعزلًا لفترات طويلة ولا يختلط بالبشر، لكن ماذا عن قضاء بعض الوقت منفردًا ؟
يشير تقرير نشرته "بي بي سي" إلى أن القليل من الوحدة في مساحة خاصة بعيدًا عن البشر لا يضر، بل إن بعض الانعزال الاجتماعي بين الحين والآخر له فوائد، من بينها: تحفيز الإبداع، وزيادة ثقة الشخص بنفسه، وشعوره بالاستقلالية.
إضافة إلى ذلك، فإن الوحدة مفيدة في إنجاز الإعمال التي تحتاج تركيزًا ذهنيًا، ما يزيد من إنتاجية الشخص العملية وفقًا لما تورده مجلة "فوربس" ، كما تعد عنصرًا مهمًا في تخطيط الفرد لحياته بتوفير المساحة الهادئة له للتفكير دون التأثر بعوامل مشتتة.
