أطلق البرنامج الوطني لتطوير السكن الجماعي للأفراد 22 مبادرة لتطوير منظومة السكن الجماعي، وتوفير بيئة سكنية ملائمة ومستدامة لجميع العاملين في المملكة، والتأكد من مطابقة المساكن للشروط الصحية والفنية والسلامة اللازم توافرها في السكن الجماعي للأفراد، وزيادة نسبة المساكن الجماعية الملتزمة بالاشتراطات المطلوبة عبر منصة "بلدي".
وتمثل الهيئة الملكية بالجبيل وينبع إحدى التجارب الرائدة في هذا المجال؛ حيث سعت لإقامة أحياء سكنية للعمالة بمعايير ومواصفات عالمية ذات مرافق متكاملة تتناسب مع التطور الحضاري والصناعي والاقتصادي، كما توفر السكن الملائم في بيئة صحية واجتماعية آمنة تلبي حقوق العاملين، وتضمن توفير سبل الراحة والأمان للساكنين بالقرب من مواقع العمل، ليسهل لهم الانتقال لها في أقصر وقت ممكن، ما يسهم في رفع طاقتهم الإنتاجية.
وهذه الأحياء لم تكن وليدة اللحظة؛ بل هي جزء من خطط الهيئة الملكية التنموية لمدنها، وضعت ضمن خطتها الاستراتيجية المواقع الملائمة لإنشاء الأحياء العمالية وفق أفضل المواصفات، حيث قامت بإنشاء أحيائها العمالية بخطط مدروسة وفي مواقع محددة مسبقًا، وأشركت القطاع الخاص في الاستثمار بهذا المجال؛ لإنشاء أحياء عمالية وفق المواصفات المحددة والاشتراطات التي تضمن إنشاء أحياء عمالية نموذجية.
تشغيل الأحياء بكفاءة عالية
حرصت الهيئة الملكية على أن يتم تشغيل هذه الأحياء بكفاءة عالية، من خلال الإشراف على تشغيلها بشكل مباشر، عبر الإشراف الصحي المتمثل في توفر عيادة طبية وسيارة إسعاف لنقل الحالات الطارئة، وعلى مناول الغذاء داخلها، بالتأكد من تدريب العاملين في مجال مناولة الغذاء وحصولهم على التراخيص النظامية ومراجعة قوائم الطعام وفحص عيناته بشكل دوري، إضافة إلى مراعاة رغبات الساكنين في تقديم الطعام، حسب جنسياتهم.
والإشراف الأمني بوجود رجال الأمن على البوابات ودوريات أمنية داخل هذه الأحياء، والكفاءة التشغيلية من خلال الإشراف على عقود الصيانة والنظافة، وكذلك مكافحة الحشرات والقوارض وأعمال البستنة والتشجير، إضافة إلى الإشراف على البرامج الرياضية والترفيهية؛ إذ يقام العديد من البرامج الرياضية والترفيهية والمحاضرات التوعوية والتثقيفية.
مشاريع السكن الجماعي
أنشأت الهيئة الملكية للجبيل وينبع عددًا من مشاريع السكن الجماعي الخاصة بها، وكذلك طرحت عددًا من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص لإنشاء وتشغيل سكن جماعي للأفراد، ضمن أفضل المواصفات والاشتراطات، وأنشئت 8 مجمعات سكنية ضمن منظومة السكن الجماعي تستوعب ما يقرب من 32 ألف ساكن، مع مراعاة الطاقة الاستيعابية لكل مبنى، وكذلك تناسب أعداد الساكنين مع المرافق الخدمية والخدمات المقدمة فيها.
كما عملت الهيئة الملكية على تطبيق الإجراءات الاحترازية داخل أحيائها العمالية، وأخذت التدابير الوقائية والصحية في جميع المداخل والمرافق الخدمية فيها، وتجهيز العيادات الطبية بغرف العزل تحسبًا لأي حالات يشتبه بها، وكذلك تكثيف عمليات تطهير مرافق الأحياء بشكل يومي، وتقديم نشرات تثقيفية بلغات متعددة؛ لتثقيف العمالة بالإجراءات الاحترازية التي تقدمها وزارة الصحة.
وقامت اللجان المشكلة من إدارات الهيئة الملكية بعمل الخطط الاستباقية، وتجهيز غرف العزل داخل الأحياء والمحاجر الخاصة بالحالات المصابة، والمشاركة مع عدد من الجهات الحكومية والشركات العاملة في المدينة لإحداث الشراكة الفاعلة وتبادل الخبرات والإمكانات لمواجهه الجائحة.
