تساءلت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، عن سبب فشل الإصلاحات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وبحسب مقال «لاشا تشانتوريدزي»، بعد الانهيار السريع لقوات موسكو والتراجع غير المنضبط من شمال شرق أوكرانيا، من الواضح أن الجيش الروسي يواجه مشاكل حادة تتجاوز سوء الخدمات اللوجستية والقادة غير الأكفاء.
نقاط ضعف
ويقول الكاتب: نقاط الضعف الهيكلية الحالية في الجيش الروسي هي نتائج الإصلاحات التي بدأت قبل 14 عامًا، مضيفًا: مع ذلك، مع بدء الحرب على أوكرانيا، لم يكن الجيش قد نفّذ سوى بعض الإصلاحات، بينما قاد البعض الآخر الجيش الروسي إلى مجموعة متنوعة من الطرق المسدودة.
وأضاف: كانت الفكرة الأساسية وراء الإصلاحات العسكرية الروسية هي جعل كتائب المشاة الآلية الشكل الرئيسي للتنظيم في ساحة المعركة، واستطرد: كان من المفترض أن تحل هذه القوات محل أسلوب الأفواج الذي استخدم في زمن الاتحاد السوفيتي الذي اعتبر بطيئًا للغاية وغير فعال خلال حملة أفغانستان بالثمانينيات والحرب الشيشانية؛ الأولى والثانية.
كتائب تكتيكية
الكاتب يواصل مقاله قائلًا: لمعالجة الحجم الصغير للكتائب ذات الطراز السوفيتي المكون من 500 رجل، حولتها الإصلاحات إلى مجموعات كتائب تكتيكية يكملها 800 إلى 900 رجل آخر، ويتابع: وفقًا للعقيدة العسكرية الروسية، تُمنح كل مجموعة تكتيكية كتيبة مسؤولية خط أمامي يبلغ طوله 5 كيلومترات يمكن تضييقه إلى كيلومترين خلال العمليات الهجومية.
وزاد: كان تشكيل مستويين إجراء تشغيل قياسيًا في الجيش السوفيتي، حيث يسيطر على كلا المستويين نفس قائد الأسلحة المشترك، مستطردًا بالقول: حجم وقوة العدو هما من يمليان الوضع، حيث يمكن لفوج مشاة ميكانيكي على الطراز السوفيتي يضم أكثر من 3000 مقاتل أن ينظم نفسه في مستويين.
وأضاف: بالمقارنة، يجب أن يكون للقوات البرية الروسية اليوم مجموعتان أو أكثر من الكتائب التكتيكية التي تنتج تشكيلات من مستويين مع قادة مختلفين يسيطرون على كل مستوى.
انقسام القيادة
وأردف: أوضحت الحرب في أوكرانيا، مرارًا وتكرارًا، أن هذا الانقسام في القيادة يؤثر على نتائج كل من العمليات الهجومية والدفاعية.
وتابع: تُظهر الحرب في أوكرانيا أيضًا أن الوحدات الأصغر قد تكون أكثر قدرة على المناورة ولكنها ليست بالضرورة أكثر فاعلية عندما يطلب منها السيطرة على مساحات أكبر.
ولفت إلى أن وحدة القيادة المهددة ليست الصداع الوحيد الذي تواجهه القوات البرية الروسية في أوكرانيا.
تقادم معدات الاتصالات
ويشرح الكاتب بالقول: تتفاقم هياكل القيادة غير الملائمة بسبب معدات الاتصالات القتالية التي لم يتم اختبارها أو التي عفا عليها الزمن، منوها بأن القيادة السياسية والعسكرية الروسية أصبحت متحمسة لفكرة مجموعات كتائب تكتيكية أصغر حجمًا وأكثر قدرة على المناورة بعد الحرب الروسية الجورجية في أغسطس 2008، عندما انتصرت موسكو على خصمها الذي يفتقر إلى المعدات والإمدادات.
وتابع: مع ذلك، اكتشف القادة الروس أن جيشهم لديه مشاكل كبيرة مع أنظمة الاتصالات القتالية وقرروا تطوير أنظمة جديدة.
وختم قائلًا: عادة لا تعطي المنظمات العسكرية الأولوية لمثل هذه الأمور في أوقات السلم، لكن يجب تعبئتها ونشرها أثناء العمليات القتالية.