DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«العامل النفسي».. أهم أسلحة المرأة للشفاء من سرطان الثدي

يقوي المناعة ويدعم المرضى في مرحلتي العلاج والشفاء

«العامل النفسي».. أهم أسلحة المرأة للشفاء من سرطان الثدي
«العامل النفسي».. أهم أسلحة المرأة للشفاء من سرطان الثدي
الدعم النفسي يساعد المريضة على تقبل حالتها (اليوم)
«العامل النفسي».. أهم أسلحة المرأة للشفاء من سرطان الثدي
الدعم النفسي يساعد المريضة على تقبل حالتها (اليوم)

يُعد سرطان الثدي إحدى المشكلات المؤرقة للنساء، ولكن الحقيقة التي يجب أن تدركها الأنثى أنها تتفرد بتحملها المعاناة وتتميز به بشكل لا يجاريه فيها الرجل، وأن قوة التحمل لدى المرأة هي التي تقودها إلى مقاومة المرض والتغلب عليه، وتجعل من ألمها أملا وتحفيزا لذاتها.

وقال الأخصائي النفسي العيادي د. عبدالله الوايلي إن مرض السرطان بشكل عام منتشر، وإنه حسب منظمة الصحة العالمية يعد مدعاة للموت، إذ إنه السبب الرئيس الثاني للوفاة على مستوى العالم، فقد أوضحت الإحصائيات أن هناك حالة سرطان واحدة من كل 6 حالات وفاة، ما يدل على مدى انتشاره وخطورته، وهذا بطبيعة الحال ينطبق على الجانبين النظري والعملي، فخطورة المرض من عدمها تتراوح بين ارتفاع وانخفاض حسب الحالة النفسية للمريض، فالعلاقة بين الناحية العضوية والنفسية ارتباطية تبادلية وثيقة بشكل عام كما تؤكد الأبحاث والدراسات التخصصية.

علاقة ارتباطية

وأوضح أن هناك علاقة ارتباطية بين الجهاز المناعي للإنسان وحالته الذهنية، بمعنى أن شعور المريضة بالقلق والتوتر والاكتئاب غالبا ما يؤثر عليها بشكل سلبي وعلى جهازها المناعي، وبالتالي تقل فعالية الجهاز الإيجابية للعلاج، وربما تتفاقم الحالة أكثر لتصل إلى حد الخطر.

غول النساء

وتابع: سرطان الثدي وهو أحد أنواع السرطان الاكثر انتشارا في العالم، فهو غول النساء الحضاري في هذا العصر، وذلك بسبب عدة عوامل متنوعة ومختلفة نفسيا وجسميا وسلوكيا، وهذا ما ذكرته الجمعية الوطنية للرعاية الصحية السلوكية التي أكدت أن حالة واحدة من بين كل 3 حالات مصابة بالسرطان تعاني أزمات نفسية سواء كانت ذهنية أو عاطفية، وأن تلك الأزمات منتشرة أكثر في سرطان الثدي، إذ يصل معدل الحالات إلى حوالي 42% من حالات مرضى السرطان العام.

مواجهة الضغوط

وأشار إلى أن العامل النفسي يكون مؤثرا بشكل كبير جدا كلما زادت الضغوط على الأنثى، ما يجعلها تتصرف بعشوائية متناهية خاصة في سلوكها الغذائي السلبي، إما بالإفراط في الطعام «الشراهة» أو فقدان الشهية، كما أن تناولها الأدوية الكيميائية بكثرة يؤثر على حالتها الصحية، ناهيك عن لجوئها إلى التدخين وشعورها بالقلق والتوتر والحزن، وكذلك الغضب والتشتت والإحباط، وصولا إلى العزلة والانطواء، ما يفقدها الاستمتاع بالحياة، لأن المفاهيم الخاطئة تقودها عادة إلى المشاعر السلبية ومن ثم الاستجابات السلبية، ونتيجة لذلك تزداد حالتها سوءا.

مشاعر مختلطة

وأردف: حتى تتضح الصورة أكثر، لابد من الإشارة إلى أن المريضة عندما تدخل في حالة نفسية سلبية فإنها تتأثر عاطفيا ومعنويا، وتشعر عند تشخيصها بالمرض بمشاعر متطايرة ومختلطة من الصدمة بين ذهول وحقيقة، إذ تتدهور حالتها الصحية نفسيا وجسديا، ما يجعلها تعاني القلق والتوتر والخوف والحزن والاكتئاب، وبالتالي تعيش منعزلة عن البيئة المحيطة، وهنا تتأثر ردود أفعالها وتصبح استجاباتها السلوكية غير طبيعية، فتدخل في مرحلة الهشاشة النفسية والجسدية، ومن ثم تسيطر عليها غالبا الأفكار السلبية السوداوية تجاه ذاتها وتجاه الآخرين من حولها.

د. عبدالله الوايلي

التفاعل النفسجسمي

وأشار إلى أن الحالة النفسية في حد ذاتها لا تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي بشكل مباشر أو غير مباشر، لكنها حتما تعد عاملا رئيسا لتفاقم الإصابة على المدى الطويل، أي أنها عامل غير مباشر للتفاعل النفسجسمي، كما أن كبت المشاعر وعدم التنفيس الانفعالي أهم عوامل الهدم النفسي للمصابة، فتتأثر بشكل تلقائي أعراضها الجسدية.

الدعم الاجتماعي

وأكد أن مصادر الدعم النفسي الذاتي والجماعي وخاصة الأسري منه، يعد أهم المراحل في العملية العلاجية، لأنه يقود إلى الاستعداد والطمأنينة النفسية وبالتالي الاستقرار، وهذا الأمر يساعد المصابة على التجاوب والتفاعل والتحلي بالصبر، ما يعني تقبل كل التغيرات النفسية والجسدية والتعايش مع الحياة الاجتماعية الجديدة، فالدعم الاجتماعي سواء من الأسرة أو الصديقات أو الزميلات مهم جدا في عملية التعافي السريع، لأن الدراسات النفسية تقول إن الحالة النفسية الجيدة تؤدي عادة إلى تقوية المناعة، وإنها تجعل من المصابة أكثر قوة وقدرة على مقاومة المرض.

الوقاية النفسية

ولفت إلى أن الدراسات النفسية السابقة للسرطان تركز على الإناث الأكبر عمرا، لكن الإناث الناجيات الأصغر عمرا يرتفع لديهن معدل القلق والاكتئاب أكثر من شعورهن بالمعاناة النفسية خاصة بالسنوات الأولى من تشخيصهن بالمرض، ولذلك فإن الوقاية النفسية التفاعلية والاجتماعية لهن ستخفف مع الوقت من شدة الأعراض النفسية بشكل تدريجي، خاصة الوقاية المقرونة بالدعم الأسري، لأنه يعد من أساسيات العلاج وجزءا لا يتجزأ منه، إذ إن المصابة بسرطان الثدي في ظل دعم أسرتها، تصبح أكثر قوة وتماسكا، وتشعر بالأمان النفسي، وينخفض لديها القلق والتوتر، وبالتالي تتعايش مع حالتها الصحية وتصبح أكثر إيجابية.

مسؤولية إنسانية

وأكد أن العلاج أصبح متقدما سواء من الناحية الطبية أو النفسية، ما يقلل من المخاطر المتوقعة واللامتوقعة بسبب التقدم الحضاري التكنولوجي، وأنه لابد من التوعية بالمرض ومخاطرة، ولابد من الفحص المبكر والدوري، لأن الأمر مسؤولية إنسانية مجتمعية ووطنية مشتركة، والدراسات والأبحاث الحديثة جعلت العمل تكامليا وتفاعليا فعالا بين كل من المريضة والأسرة والمعالج، إذ تعتمد آلية العلاج على فنيات وتكنيك علمي مهني في كل مراحله، يبدأ بتقبل المرضى نفسيا وجسديا من خلال إطلاع المريضة على حالتها الصحية وفهمها وآلية التعامل معها وعلاجها وحقيقة دورها في ذلك، لأنها ستتعرض إلى عدة تغيرات جذرية سواء في نظرتها النفسية لذاتها أو نظرة الآخرين لها أو ما يعتريها من مشاعر الألم سواء الجسدي أو النفسي.

استراتيجية مستمرة

واختتم حديثه بالقول: يجب الأخذ في الحسبان أن استراتيجية العلاج النفسي تمتد إلى مرحلة ما قبل عملية استئصال الثدي وما بعدها أيضا، وهنا لابد من تفعيل الأدوار الرئيسية لأضلاع العلاج الثلاثة والمكونة من: المريضة نفسها، وذلك من حيث تقبلها فكرة الاستئصال وتماسكها، و الأسرة وأهمية دعمها النفسي ومساندتها الجماعية التي تحقق الأهداف المطلوبة والمنفعة المرجوة، والمعالج وما يقدمه من توضيح وشرح لطبيعة وماهية المرض وآلية وخطوات التعافي والاستشفاء.