«التجاهل» سلوك يصدر من بعض الأشخاص تجاه آخرين بعدم الانتباه لهم أو الاهتمام بهم، أو تجاه بعض الأمور في الحياة متظاهرين بعدم وجودها، فهو من السلوكيات التي تقتضي تحلي مَن يلجأ إليها بالصبر والهدوء والقدرة على ضبط النفس، بالإضافة إلى الذكاء، فهو سلاح ذو حدين، يجب أن نُحسن استخدامه حتى يمكن الاستفادة منه، وهو فن قلة قليلة من الناس مَن يتقنونه، فهو لا يعني أن نصمت وندّعي عدم السمع أو الرؤية، بل يدور حول متى وأين ولماذا ندّعي هذه الأشياء، وأن نعرف متى يكون الصمت هزيمة ومتى يكون انتصارًا في حد ذاته.
وقالت المستشار الأسري منيرة السكران، إن تعلّم التجاهل وكيف نتخلص من الأشخاص المزعجين هو سؤال يتبادر إلى ذهن الغالبية العظمى من الناس، فالجميع لديه أسبابه لتجاهل شيء أو شخص ما، وبغض النظر عن الأسباب، فالواقع يقول إن الجميع بحاجة إلى تعلّم فن التجاهل، فعاجلًا أم آجلًا ستجبرنا الحياة على اللجوء إليه.
وأضافت: التجاهل وسيلة يمكننا من خلالها تحقيق الكثير من الأشياء في الحياة، ففي كثير من الأحيان يكون غض النظر عن بعض الأمور سبيلًا إلى السعادة، وتجاهل بعض التصرفات التي تصدر من الآخرين يكون أول خطوة نحو السلام النفسي وتحقيق السعادة؛ لذا وجب علينا أن نعرف كيف نتعلم التجاهل؛ لأنه يحقق لنا السلام النفسي الذي يساعدنا على المضي قُدمًا وترك الماضي خلف ظهورنا، وسيجعلنا قادرين على تحقيق النجاح الذي نطمح إليه، فنحن بحاجة إلى الاستماع لأنفسنا والإيمان بما نحن قادرون على تحقيقه بالفعل، لذلك لا بد من تعلم التجاهل وإتقانه بفن ومهارة، ولكن لا بد أن نعرف متى يكون التجاهل إيجابيًّا أو سلبيًّا.
وتابعت: التجاهل الإيجابي يدور حول اعتزالك ما يؤذيك ويعكر عليك سلامك النفسي وسعادتك الشخصية، سواء كان أشخاصًا أو أشياء، فمن الحكمة في كثير من المواقف اتباع أسلوب التجاهل من أجل سعادة الجميع، ومن أمثلة التجاهل الإيجابي: تجاهل الآراء السلبية التي تثنيك عن متابعة طريقك وتحبط من عزمك، تجاهل الأشخاص المزعجين ومن يفتعلون المشكلات بلا داعٍ، وتفادي الدخول في النقاشات الجدلية التي يعلو صوت الصراخ فيها على الآراء، وغض النظر عن بعض التصرفات الصادرة ممن تحب، خاصة في أوقات الانفعال، وتجاهل تكرار توجيه النصح للآخرين خاصة إن كانت النصيحة متكررة.
بحث متقدم
