يعد هطول الأمطار الغزيرة على المرتفعات الجبلية أمرًا طبيعيًا، لكن عندما يحدث ذلك في مناطق أخرى، مثل الرياض والشرقية، يكون غير طبيعي.
يقول الخبراء إن الحالة المطرية التي تأثرت بها أجواء المملكة تعود إلى تقدم منطقة حزام السحاب الاستوائي إلى وسط المملكة.
ظاهرة طبيعية أم تغير مناخي؟
يوضح مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبد العزيز، د. مازن عسيري، أن تقدم منطقة حزام السحاب الاستوائي إلى وسط المملكة ظاهرة طبيعية تحدث في فصل الصيف تختلف من عام إلى آخر.
وأشار الدكتور "عسيري" إلى أن ما لوحظ هذه السنة أن الحزام تمدد إلى أقصى المناطق شمال خط الاستواء التي يمكن أن يصل إليها، وعزز ذلك تكوّن السحب وهطول أمطار غير معتادة في فصل الصيف بسبب تغذية السحب ببخار الماء من بحر العرب.
وتابع أنه من المحتمل أن يكون ذلك له ارتباط بالتغير المناخي حيث لوحظ بأن القارة الأوروبية تعرضت لموجات حر طويلة بينما زادت كمية الأمطار في المملكة بشكل ملحوظ وكذلك هطول الأمطار في مناطق تكون عادة جافة في هذا الفصل المناخي.
وأكد أنه لتأكيد ذلك فإن الموضوع يحتاج عمل الدراسات البحثية من قبل المتخصصين في مجال دراسات المناخ والطقس.
ويرى "عسيري" إمكانية الاستفادة من هذه الأمطار من خلال البنية التحتية القوية في إدارة موارد المياه، وما زالت خطط وزارة البيئة والمياه والزراعة تعمل بجهد دؤوب لتحقيق الاستثمار الأمثل لمياه الأمطار من خلال الخطط الاستراتيجية الخاصة بإدارة موارد المياه.
طقس نادر في شبه الجزيرة العربية
قال خبير الأرصاد الجوية والمدير السابق لإدارة الأرصاد الكويتية، محمد كرم جوهر، إن الجزيرة العربية تأثرت خلال الفترة السابقة بحالة من الطقس النادر حدوثه من أمطار غزيرة ورياح عاتية.
وأكمل "جوهر" أنه لا شك بأن التغيرات المناخية التي أثرت على المناخ العالمي تلعب دورًا مهمًا بتغيرات الطقس والظواهر المتطرفة، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن نشاهد هكذا حالات في السنوات المقبلة.
وأكد "جوهر" ضرورة المشاركة بأخذ جميع الاحتياطات والمساهمة بالحد من زيادة الانبعاثات الغازية والمسببة للاحتباس الحراري، على المستوى الإقليمي والدولي، بالعمل على تطبيق التوصيات والقرارات الصادرة من المؤتمرات الخاصة بالتغيرات المناخية.
تابع "جوهر" أنه يجب أخذ جميع الاحتياطات ومتابعة النشرات والتحذيرات الصادرة من إدارة الأرصاد الجوية وبخاصة للطقس القاسي والاحتماء بالأماكن الخاصة والتي تنشئها الدولة لحماية مواطنيها.
ولفت إلى إمكانية "الاستفادة من الهطولات وخاصة إذا كانت بكميات غزيرة، بإنشاء خزانات كبيرة تحت الأرض لتجميع المياه والاستفادة منها في عمليات الري للمناطق الزراعية والحدائق وأيضًا لأحواض السباحة وبعض الدول تقوم بمعالجة مياه الامطار للاستخدام البشري".
كيف تتكون هذه السحب؟
يقول خبير الطقس، عبد الهادي العبد الهادي، "يبدأ تكون السحب بعد توافر العناصر الرئيسية المتمثلة في الرطوبة والحمل الحراري والتبريد العلوي وتكون بأمر الله ممطرة مع اعتبار أن هناك تغير في المناخ على المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية وما يحدث الآن هو نتاج لبداية التغير المناخي للمملكة".
وأكد "عبد الهادي" ضرورة اتباع عدة نصائح للوقاية من مخاطر هطول الأمطار وجريان السيول وتجمعات المياه، حيث يوجه الدفاع المدني كثيرًا بعدم الجلوس في مجاري السيول أو عبورها وعدم الاقتراب من تجمعات المياه فعادة ما تكون حوافها قابلة للانهيار، وكذلك وعدم تجاوز مجاري السيول تجنبًا لازدياد تدفق المياه وسرعة جريانها إلى جانب ضرورة الحذر والانتباه عندما تغطي المياه جسر منجر.
وينصح الجميع بضرورة اتباع المسارات والطرق المستخدمة قدر الإمكان وعدم ترك الأطفال يلعبون حول مناطق تجمعات المياه والسيول فهم لا يدركون مدى خطورة فعلهم ويجب تحذيرهم بخطورتها.
ضرورة متابعة حالة الطقس وإرشاداته
قال المتحدث الرسمي في المركز الوطني للأرصاد، حسين القحطاني، إن المركز الوطني للأرصاد يسعى دائمًا إلى تحديث حالات وأخبار الطقس أول بأول، خاصة عندما يتم الإعلان عن ظاهرة جوية تستدعي الانتباه، إضافة الى أهمية الاهتمام بتعليمات الجهات المختصة لتلافي أي مخاطر ناجمة عن هذه الظواهر الجوية، سواء كان من جريان للأودية أو أمطار غزيرة أو رياح نشطة مصاحبة لها تؤدي إلى انعدام الرؤية خاصة على المناطق المتأثرة.
وطالب "القحطاني" بضرورة الاهتمام بهذه المعلومات والالتزام بها، ومتابعه معلومات الطقس يوميًا، خاصة وأن المركز الوطني للأرصاد يقوم ببث علامات على مدار الساعة ولديه عدد كبير من الوسائط والمواقع المتاحة للحصول على كل المستجدات.
