DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«المسرح الموسيقي».. فن عريق يبحث عن الانتشار في المملكة

يتداخل مع أشكال أخرى مثل الأوبرا والرقص والأوبريت

«المسرح الموسيقي».. فن عريق يبحث عن الانتشار في المملكة

أكد عدد من المسرحيين والموسيقيين أن هناك لبسا في مفهوم المسرح الموسيقي، خاصة أن الموسيقى والمسرح بشكلهما الأكاديمي جديدان على المجتمع السعودي، وما نشاهده ما هو إلا اجتهادات شخصية ومواهب فنية خاصة، والبعض يخلط بين المسرح الموسيقي والأوبريت الغنائي، كما يتداخل مع أشكال المسرحية الأخرى مثل الأوبرا والرقص.
الأوبريت والمسرح
المخرج المسرحي سلطان النوة قال إن المسرح الموسيقي ليس له وجود بالمملكة، وما نشاهده هو الأوبريت الغنائي، وهو شكل من أشكال المسرح المعروفة عالميا، والتي بدأت في فرنسا منتصف القرن الماضي ووصلت إلى دول الخليج في فترة الستينيات أو السبعينيات الميلادية، واشتهرت في دولة الكويت، وأضاف: هو شكل من أشكال المسرح يجمع بين التمثيل والحوار وطبعا القصة والأحداث والموسيقى والتنوع المشهدي، وهذا النوع من المسرح يتطلب أعدادا من المشاركين وتنوعا في المشاهد المعروضة، وتقدم فيه الحوارات على شكل حوارات غنائية ملحنة بطريقه معينة، ويوجد به أيضا الاستعراض الحركي والتنوع في الديكور والأزياء وغيرها، وقُدم الكثير من الأعمال الغنائية المسرحية في المملكة على شكل أوبريتات غنائية، أشهرها في مهرجان الجنادرية سنويا.
وتابع: المسرح الموسيقي يتداخل مع أشكال المسرحية الأخرى مثل الأوبرا والرقص، وله القدر نفسه من الأهمية نظرا إلى وجود الموسيقى بالمقارنة مع الحوار والحركة وغيرهما من العناصر، ورغم أن الموسيقى جزء من العروض الدرامية منذ العصور القديمة، فهذا النوع من المسرح الموسيقي ليس موجودا بهذا الشكل في المملكة، وإن وُجد فهو قليل وليس منتشرا، والسبب ليس عدم وجود قدرة على الكتابة أو التلحين أو التمثيل، فالسعوديون قادرون على صنع الكثير، لكن الإمكانات وطريقة التنفيذ بحاجة إلى متخصصين ومهتمين بهذا النوع، وقادرين على صياغته بطريقته الأكاديمية العلمية التي ترتكز على أسس وتقنيات فنية مسرحية، كما تحتاج إلى كاتب مخصص قادر على كتابة الفيلم الموسيقي بقصته المتكاملة، والتي تنسجم مع الأحداث.
بداية موفقة
وقال: أعلنت هيئة المسرح والفنون الأدائية مؤخرا فتح باب التسجيل في البرنامج التدريبي «المسرح الموسيقي»، ويسلط البرنامج الضوء على المهارات الأساسية في مجال المسرح الغنائي، ويستهدف الممارسين الحاليين في القطاع من الممثلين والمغنيين والمخرجين والراقصين، أو الراغبين في تطوير مهاراتهم، وذلك بتدريبهم وتأهيلهم في مجال المسرح الغنائي، لإثراء الساحة الفنية المسرحية السعودية بمواهب وقدرات تمتلك قاعدة تعليمية متينة تدعم مواهبهم، ما يسهم في رفع جودة المحتوى المحلي، واعتقد أنها بداية موفقة لخروج مواهب قادرة على صناعة موسيقى مسرحية واعدة.
ترفيه للجمهور
وتحدث العازف والملحن عمر الخميس قائلا: هناك لبس في مفهوم المسرح الموسيقي، فالبعض يعد الأعمال التي تقدم على المسرح بحضرة الجمهور تابعة للمسرح الموسيقي، بينما هي حفلات موسيقية تقدم على المسارح باختلاف أنواعها ومناسباتها، فالأوبريتات بمختلف أنوعها تقدم على المسرح، وتكون لوحات متنوعة بين التمثيل والقصيدة والأغنية، وبعض المشاهد الاستعراضية خاصة الأوبريتات الوطنية أو أوبريتات المناسبات التي تعتمد على تنوع اللحن والكوبليهات، بالإضافة إلى الإخراج والإضاءة والمؤثرات التي تنعكس على المسرح، ويحظى المسرح الموسيقي بجمهور كبير يتفاعل معه.
وأضاف: المسرح الموسيقي شكل من أشكال الأداء المسرحي يجمع بين الغناء والحوار والتمثيل والرقص، وهذا النوع له متخصصون في كتابة كلماته وطريقة إخراجه، ويرسم الملحن الصورة الذهنية للقصة المسرحية أو الفيلم المسرحي الذي يعتمد على عدة شخوص، ويتقمص أدواره فنانون يجمعون بين الأداء واللحن، وينتج من خلال الكلمات والموسيقى والحركات والجوانب التقنية، وهو ترفيه جميل للجمهور.
صوت الشعب
وأكدت المخرج المسرحي إيمان الطويل أهمية المسرح السعودي وتنمية محتواه الثقافي، ورفع مستويات الوعي بأشكال الفنون الأدائية، والتعريف بأطرها وعناصرها وتطبيقاتها، إلى جانب تعزيز وتطوير مهارات المتدربين في مجال المسرح الموسيقي، بما يسهم في تقديم عروض احترافية حية تعزز من رفع مستويات الحراك الثقافي الحي والمتطور في المملكة، وقالت: ما تبذله وزارة الثقافة من جهود ومبادرات جعلت المسرح في المقدمة، والمسرح الموسيقي من الابتكارات الرائدة في العالم، ووضع الوزارة اهتمامها في هذا الجانب جعلها تلامس احتياج الجمهور لهذا النوع من المسرح، فالمسرح الموسيقي وما يحتويه من لوحات فنية وقصص فريدة وإبداع هو سبيلنا للوصول إلى العالم من كل الأبواب، كما أن المسرح الموسيقي طريق حي لإيصال الرسائل المجتمعية، فهو صوت الشعب في الأرض.
ترجمة الموسيقى
وقال رئيس قسم الموسيقى بفنون الأحساء الفنان محمد الحمد: تأثرت بالموسيقيين العالميين الذين قدمت أعمالهم وسيمفونياتهم على شكل مسرح رقص باليه، مثل تشايكوفسكي وأشهر أعماله التي قدمت «بحيرة البجع»، وبيتهوفن، وموزارت الذي يعد من عباقرة المبدعين في تاريخ الموسيقى، وكذلك الموسيقيين العرب مثل الأخوين الرحباني وعمار الشريعي وعمر خيرت وغيرهم، وترجمة الموسيقى على المسرح ليست بالشيء السهل، فلا بد على مؤلف الألحان وصانع الموسيقى أن يتميز بالذكاء، ويعرف أنواع الآلات الموسيقية والمدى الصوتي لكل آلة، وكيف يوظفها بأن يحكي حكاية بالموسيقى ويجسدها الممثل من خلال الرقص أو الغناء، وفي زمننا الحالي اختلفت أنواع الموسيقى، فكانت في البدايات تعتمد على الموسيقى الكلاسيكية «الأوركسترا»، ثم ظهرت بعدها موسيقى الجاز، وبعدها أنواع كثيرة من الموسيقى الشرقية والموسيقى المحيطية التي صارت تعبر عن عمق الحالات النفسية مثل الصراع الداخلي، ويعد الذكاء الموسيقى أحد أنواع الذكاء العاطفي لتأثيره الشديد على نفسية الجمهور.
وأضاف: من أشهر الملحنين الذين عملوا في المسرح الموسيقي بالأحساء عبدالرحمن الحمد وعادل الخميس ومحمد الرويشد وعمر الخميس وعبدالله بوسيف، ومن الذين تخصصوا في توزيع وتسجيل هذا النوع إبراهيم الورثان ومحمد الحمد وعبدالله بوسيف.
وتابع: حصلت على جوائز عديدة على المستويين المحلي والدولي في مجال الموسيقى المسرحية، مثل جائزة أفضل موسيقي في المسرح السعودي الرابع، وجائزة أفضل موسيقي في مهرجان الخليج للشباب بالكويت، وجائزة وزارة الإعلام في مهرجان الطفل الأول، وجائزة أفضل موسيقي في مهرجان الأحساء للكبار ومهرجان الطفل.
وجوده قليل وما نشاهده الآن ما هو إلا اجتهادات شخصية ومواهب فنية خاصة
الإمكانات الموجودة تحتاج إلى متخصصين قادرين على صياغته بطريقة علمية
برنامج الهيئة يسلط الضوء على المهارات الأساسية في مجال المسرح الغنائي
الموسيقيون العالميون قدموا أعمالهم وسيمفونياتهم على شكل مسرح رقص باليه