الزواج علاقة معقدة ونجاح الأشخاص في مؤسسة الزواج يحتاج لعدد من المهارات والمؤهلات يجب تعلمها للجمع بين السمو في الغايات وإشباع الرغبات الجسدية والنفسية، بعيدا عن الصور الذهنية والمفاهيم المختلة التي يصدرها الإعلام والتي تسببت في خلق نفوس مضطربة وعقول مرتبكة.
الزواج هو علاقة اجتماعية مركبة بين طرفين، تحصل فيها تفاعلات ذات دلالات نفسية، يحاول فيها كل شخص إشباع الاحتياجات النفسية والجسدية والاجتماعية للآخر في إطار معلن ومعلوم.
يتطلب الزواج درجة من التوافق الديني، الاجتماعي، الاقتصادي، التعليمي، العمري، والثقافي وذلك لا يعني الحكم بفشل الزيجات غير المتوافقة لكنها تتطلب درجات أعلى من التفهم والوعي والمرونة وحسن الإدراك لإدارة الحياة واحترام الاختلافات.
تجربة الزواج من أهم التجارب الحياتية التي تؤثر على الأفراد وتوفر لهم الشعور بالطمأنينة لوجود السند العائلي وإعطاء معنى وقيمة للوجود.
إضافة إلى إشباع رغبة الأمومة والأبوة وسد الاحتياج الجسدي وتحقيق استقلالية الفرد من الأسرة الكبيرة وإدارته لأسرة جديدة يكون هو راعيها والمشرع لقوانينها.
يتأثر الزواج بمستوى الوعي وطريقة التفكير عند الزوجين حيث إن هناك بعض الأنماط الفكرية التي يؤدي تبنيها من أحد الزوجين أو كليهما إلى خلل قد يدمر العلاقة الزوجية.
النمط الشهواني، يفكر في احتياجاته الجسدية فقط دون فهم حقيقي لرابطة الزواج، من المهم أن ندرك جيدا أن النضوج الجسدي وحده غير كاف مطلقا للزواج فلابد من النضوج العقلي والعاطفي.
النمط الأناني، عنده رغبة شديدة في التملك والاستحواذ على الشريك وعزله عن محيطه أو حياته السابقة بدعوى الحب في حين أنها أبعد ما تكون عن الحب، وما هي إلا درجة من درجات التعلق المرضي.
النمط المثالي، يعيش في أحلام خيالية ويرسم صورة مثالية ويضفي قدسية متوهمة على شريكه، سرعان ما يصطدم بالواقع فيتحول الشخص الأسطورة في نظره إلى شخص عادي مليء بالعيوب.
النمط المتشائم، يدخل للزواج بسقف توقعات أقل من المنخفض ويظل مترقبا للفشل متصيدا للأخطاء غير راغب في التعاون أو بذل أي جهد لتحسين حياته الزوجية.
من أهم المفاهيم التي يجب أن ندركها عن الزواج أننا نملك الخيار ونتخلى عن الفكرة الانهزامية للقسمة والنصيب التي لا ينتج عنها غير العجز والتخاذل، الزواج خيار، حتى في أحلك الظروف، نحن نمتلك القرار بالاستمرار والانسحاب، وهنا طبعا ليست دعوة للطلاق أو الانفصال إنما دعوة لتوجه إيجابي وفاعل في الحياة وأن نعمل على إصلاح حياتنا الزوجية لكن لو أصابك اليأس من إصلاحها فلا تتردد في أن تقلب صفحة الألم والمعاناة.
أي علاقة خصوصا الزواج هي استثمار لابد للطرفين من بذل الوقت والجهد والتعلم والعطاء والتنازل لتقوية أركان العلاقة.
لن يكون الزواج أبدا مخرجا من حياة تعيسة وإنما سيكون الطريق إلى حياة جديدة أكثر تعاسة (اعتذر عن حدة العبارة) لكن التغير يبدأ من الداخل والواقع هو انعكاس لأفكارنا، إذا لم نطور ذواتنا واحتفظنا بنفس أفكارنا المتأخرة، ومشاعرنا المرتبكة ومعتقداتنا غير الخادمة، سنتورط مع شريك بنفس المواصفات، لذلك علينا العمل على أنفسنا بدلا من انتظار المنقذ.
@wallaabdallagas