أثار إعلان شركة غازبروم الروسية، عن توقف تدفقات الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب "نورد ستريم 1" الذي يوصل الغاز الروسي إلى ألمانيا، لإن الخط سيخضع لمزيد من أعمال الصيانة، تخوف العديد من متابعين أزمة الطاقة في أوروبا، خصوصًا مع اقتراب بداية فصل الشتاء.
تلك الخطوة كانت بمثابة ضربة قوية لأوروبا، التي تسعى منذ 6 أشهر إلى خفض اعتمادها على الغاز الروسي قبل الشتاء، حيث تحاول القارة العجوز تنفيذ تدابير لتجاوز فصل الشتاء، ولكن إغلاق خط نورد ستريم 1 هدد بمزيد من الاضطرابات الاقتصادية، مع ارتفاع الأسعار أكثر من أربع مرات ما كانت عليه قبل عام.
تخزين الغاز
وكان الاتحاد الأوروبي استعد مسبقًا لوقف الإمدادات، حتى وصلت معدلات إعادة الملء إلى المستوى المستهدف قبل شهرين من الموعد المحدد، مما يخفف من التهديد الفوري، ولكن قد يزداد الوضع سوءاً في أي وقت، خاصة مع اقتراب نهاية موسم التدفئة، أو إذا تعرضت أوروبا لنوبات برد شديدة.
وقالت هيئة تنظيم الطاقة في ألمانيا إن مستويات التخزين وصلت إلى 84.5%، فيما أعلنت هولندا أنها ستصل إلى هدف الاتحاد الأوروبي بملء مواقع تخزين الغاز إلى 80% في وقت مبكر.
وتوقع "جولدمان ساكس"، أن ترتفع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أعلى مستوياتها القياسية التي سجلتها خلال أغسطس الماضي، بسبب رفض روسيا استئناف ضخ الغاز الطبيعي عبر أكبر خط أنابيب ممتد منها إلى أوروبا، وهو ما يزيد مخاطر انقطاع التيار الكهربائي.
خيارات أوروبا لتوفير الغاز
بدأت الدول الأوروبية بالفعل في البحث لبديل عن روسيا، وعمل شبكة غاز أوروبية متصلة ببعضها لتقاسم الإمدادات، حيث تسعى ألمانيا لاستيراد الغاز من بريطانيا والدنمرك والنرويج وهولندا عبر خطوط أنابيب.
كما زاد الاعتماد على النرويج، ثاني أكبر مورد للغاز في أوروبا بعد روسيا، حيث أبرمت شركة سنتريكا البريطانية اتفاقا مع شركة إكوينور النرويجية لزيادة الإمدادات في فصول الشتاء الثلاثة المقبلة، كما قالت الولايات المتحدة إنها تستطيع توريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام.
كما تريد إسبانيا إحياء مشروع لبناء خط ثالث للغاز عبر جبال البرانس، ولكن فرنسا وضحت أن محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة، التي يمكن أن تكون عائمة، ستكون خيارا أسرع وأرخص.
الوقود الإحفوري
وبدأت دول أوروبا في التفكير في استخدام الوقود الإحفوري، والابتعاد عن أهداف المناخ، حيث أُعيد تشغيل بعض المصانع التي تعمل بالفحم منذ منتصف 2021 بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
ووبجانب الفحم تفكر أوروبا في الاستعانة بالطاقة النووية، أو الطاقة المتجددة أو الطاقة الكهرومائية، ولكن تراجع حجم المتاح من الطاقة النووية في بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مع تعرض المحطات في هذه الدول لانقطاعات مع تقادمها أو وقف تشغيلها أو خروجها من الخدمة قد يقيد استخدام أوروبا للطاقة النووية.
ولكن توقف إمدادات غاز بورم الروسي لأجل غير مسمى زاد من الضغط على ألمانيا للإبقاء على محطات كهرباء الطاقة النووية التي كانت تعتزم غلقها خلال السنة الحالية مفتوحة لمدة أطول، حيث تقول الحكومة الألمانية إنها ما زالت تنتظر نتائج اختبارات الإجهاد قبل إصدار قرار، لكن تمديد العمل بالمحطتين النوويتين سيوفر نحو 2.3% من الطلب على الغاز، أي ما يعادل 5.4 مليون متر مكعب يومياً.
