بعضهم يستنزف جزءاً كبيراً من رواتبه الشهرية على ميزانية المطاعم وحتى ما يحضره من مواد غذائية وتموينية تنتهي صلاحيته ويفسد دون أن يستخدم، مما يطرح تساؤلاً ملحاً يحتاج إجابة.
هل الطلب من المطاعم يعد كسلاً أم ترفاً أم تقليداً أم مواكبة ومجاراة لعادة أو عرف انتشر وأصبح الناس يرغبون به ويميلون إليه؟ علماً بأن الكثير من المطاعم سعرها مرتفع وبعضها مستوى النظافة فيها متدنٍ.
يقال إن أنجح مشروع تجاري تقدم عليه الآن هو افتتاح مطعم، فالربح مضمون والزبون موجود ونسب فشل المشروع ضعيفة وغير واردة، فالناس لن تتوقف أبداً عن الأكل وطلب الطعام.
تفيد بعض الإحصائيات بأن هناك مبالغ طائلة تصرف على الأكل في المطاعم مما يشعرك بعدم رغبة الأسرة في الأكل من المنزل، بل إنهم يستمتعون بذهابهم للمطاعم والأكل بها، فالأمر لديهم غدا ترفيه ورفاهية، مع حرص المطاعم على الجذب من خلال الديكورات الفخمة المبهرة والأصناف المتنوعة، وما يسمى بالتعدد والتنوع في الطبخ، فالأكل في المطاعم لدى بعضهم تباهي وتميز يوثق بتصوير المكان، الذي يذهبون إليه والأكل الذي يطلبونه.
وعندما ترى زحام الناس على المطاعم يتبادر لذهنك سؤال محير يفرض نفسه:-
هل بعض الناس لا تأكل من بيوتها ويستهويها الأكل في المطاعم والطلب منها؟
ثم تتساءل بحرقة موجعة.
أين دور بعض النساء في البيوت؟
هل تكاسلنا عن الدخول للمطابخ؟
وهل غدا اجتماع الأسرة على وجبة تطبخ بالمنزل قليل ولا يتحقق؟
أصبحنا بحاجة ضرورية للعودة للأكل من البيت، فذلك فيه صحة الأبدان والترابط الأسري وتوفير المال وتفعيل دور المطبخ الضروري في المنزل، فقيم الترابط مهمة وضرورية مهما كان مكانها.
@samialjasim