DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مواجهة الصين وتايوان ..مخاوف من حرب نووية

التصعيد لا يحتمل الخطأ في التقدير.. و«الصدام» لن يكون صغيرا

مواجهة الصين وتايوان ..مخاوف من حرب نووية
مواجهة الصين وتايوان ..مخاوف من حرب نووية
تجربة إطلاق صاروخ «فرط صوتي» بعيد المدى وسط متابعة احتفال من مواطنين صينيين (رويترز)
مواجهة الصين وتايوان ..مخاوف من حرب نووية
تجربة إطلاق صاروخ «فرط صوتي» بعيد المدى وسط متابعة احتفال من مواطنين صينيين (رويترز)
حذرت صحيفة «فينانشيال تايمز» البريطانية من مخاطر تحول الحرب بشأن تايوان إلى أخرى نووية.
وبحسب مقال لـ «مايكل أوسلين»، الزميل بمعهد هوفر بجامعة ستانفورد ومؤلف كتاب «الجغرافيا السياسية الجديدة لآسيا»، فإن الجدل حول المواجهة مع الصين يتجاهل احتمالات استخدام الأسلحة النووية.
ومضى يقول: السؤال الوحيد الأكثر أهمية حول حرب محتملة على تايوان بين الولايات المتحدة والصين هو ما إذا كان مثل هذا الصراع يمكن أن يظل غير نووي؟
وأضاف: مع ذلك، عندما صرح الرئيس جو بايدن مرة أخرى في مايو أن أمريكا ستدافع عن الجزيرة في حالة وقوع هجوم صيني، لم يسأل أحد ما إذا كان ذلك يعني أنه على استعداد للمخاطرة بتراشق نووي مع بكين؟
وأردف: إذا كان رأي النخبة في السياسة الخارجية في واشنطن صائبا، وهو أن مثل هذه الحرب لم تعد ممكنة فحسب، بل هي محتملة، فإن تقييم مثل هذه المخاطر يجب أن يكون في طليعة كل مناقشة.
الحرب الباردة
واستطرد الكاتب مايكل أوسلين بقوله: منذ أول استخدام للأسلحة النووية منذ ما يقرب من 8 عقود، لم تنخرط أي قوة مسلحة نوويا أخرى في صراع كبير، وتابع: خلال الحرب الباردة، خاضت أمريكا والاتحاد السوفييتي حروبا مباشرة وغير مباشرة بالوكالة، لكنهما تجنبتا الصراع التقليدي المباشر الذي كان من الممكن أن يتصاعد خارج نطاق السيطرة، إن مصداقية المظلة النووية الأمريكية ووعود «الردع الممتد» موضع تساؤل من قبل الحلفاء غير النوويين. وهو أيضا سبب توخي الناتو الحذر الشديد في الرد على الغزو الروسي لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام.
ومضى يقول: بمجرد انتهاء الحرب الباردة، افترض الكثير في الولايات المتحدة أن عصر أزمة الصواريخ الكوبية قد انتهى، وأكد ذلك إغلاق القيادة الجوية الإستراتيجية المخيفة في عام 1992، وأضاف: لم تختف الأسلحة النووية بالطبع، وتحولت القيادة الجوية الإستراتيجية في النهاية إلى القيادة الإستراتيجية الأمريكية، ومع ذلك، خفت المخاوف من أن تنتهي الحضارة بدخان قنابل نووية بسرعة مع تحول البلاد إلى جيل آخر من الحروب في الشرق الأوسط وضد الإرهاب العالمي.
واستطرد: لكن لم يعد بإمكان صانعي السياسة والرأي العام في الولايات المتحدة تجاهل حقيقة بزوغ فجر عصر نووي جديد، كشفت قعقعة السيوف التي أطلقها فلاديمير بوتين في الأيام الأولى لحرب أوكرانيا أن المعتدين المستبدين الذين يملكون السلاح النووي قد لا يتم تقييدهم.
سيادة بكين
وتابع مايكل أوسلين بالقول: نظرا لأن بكين تعتبر تايوان أرضا ذات سيادة، فلا يمكن أن يكون هناك ما يضمن أن الصراع سيظل تقليديا، لا يمكن تحمل الخطأ في التقدير بأن هذا سيكون صداما صغيرا، كانت السيطرة على تايوان هي الشغل الشاغل للسياسة الخارجية والإستراتيجية للحزب الشيوعي الصيني منذ أن تولى ماو تسي تونغ السلطة في عام 1949.
وأردف: سيعتمد الكثير من الأمور على كيفية اندلاع مثل هذه الحرب، سواء كانت متعمدة أو عرضية، ومدى التزام واشنطن في الواقع بالدفاع عن الجزيرة، لكن كل أسئلة الحرب الباردة القديمة حول التحكم في التصعيد النووي، والإشارات والمنحدرات ستدخل حيز التنفيذ على الفور.
وبحسب الكاتب، فإن الألعاب الحربية شيء، لكن في العالم الحقيقي، بمجرد أن يضرب صاروخ أمريكي واحد الأراضي الصينية، تصبح مسألة التصعيد أمرا بالغ الأهمية، ونوه بأن الضربات الانتقامية بالصواريخ من قبل قوات جيش التحرير الشعبي ضد الأراضي الأمريكية ستكون شبه حتمية، ما يؤدي إلى دوامة تصعيدية.
وأردف: من المحتمل ألا ينتظر الصينيون لمعرفة ما إذا كانت الصواريخ الأمريكية القادمة تقليدية بالفعل، لكنها ستضرب صوامع الصواريخ النووية الأرضية في أمريكا لمنع هجوم كامل، وأضاف: في الواقع، سيكون أي صدام كبير أول حرب بالصواريخ الباليستية بين القوى العظمى، توقف الأمريكيون منذ فترة طويلة عن أي استعدادات للدفاع المدني والجمهور غير مستعد تماما للتعرض لهجوم صاروخي.
الأهداف الصينية
وأشار الكاتب بمقاله على صحيفة «فينانشيال تايمز» البريطانية، إلى أن مثل هذا التصعيد من شأنه أن يضع ضغطا هائلا على قادة الولايات المتحدة للرد بقوة أكبر على الأهداف الصينية، وبالتالي المخاطرة بمواجهة شاملة، مع الرغبة في الحصول على الطاقة النووية المتزايدة مع كل نكسة جديدة.
ولفت إلى أن تداعيات حرب تايوان هائلة، لكن ينبغي لأي زعيم أمريكي ألا يلتزم بمنتهى السعادة بالدفاع عن الجزيرة دون أن يفهم أن الصراع مع الصين يمكن أن يكون مثل أي صراع آخر في التاريخ.
واختتم بقوله: يجب مناقشة كل من المدى الذي ترغب الولايات المتحدة في اجتيازه بشكل صريح وتقييم مخاطر العمل بالقدر نفسه الذي يجب فيه مناقشة تبعات التقاعس عن الفعل، يجب أن نفكر فيما لا يمكن تصوره أو ما قد ينتهي بنا إلى دفع ثمن مأساوي.
وتزايدت احتمالات المواجهة بين الصين والولايات المتحدة حول جزيرة تايوان خلال الأسابيع الأخيرة، مع زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي للجزيرة، وما تبعها من زيارة وفد من الكونجرس.
ويخشى المراقبون من أي أخطاء في التقدير من الطرفين خلال أي عملية تصعيد غير محسوبة، لدرجة أن السؤال الأساسي في أغلب الصحف ومراكز الأبحاث لم يعد: هل تغزو الصين تايوان؟ وإنما أصبح: متى تغزو الصين الجزيرة؟
ويتفق كثير من المراقبين على أن أي تصعيد غير محسوب في هذه المسألة سيكون «مقامرة كبيرة».