وقد انسحب هذا الأمر على كل مناحي الحياة لدى الدول التي تدعم الجانبين، حيث لو أننا تمعنا في حال روسيا والولايات المتحدة وهما رأس الحربة لهذين القطبين، وما الذي جنته من النظامين الاقتصاديين وما الذي حصدته الدول التي تسبح في فلكهما لظهرت الصورة جلية.
فالمتابع يلاحظ من الوهلة الأولى أن الدول الاشتراكية أو التي تحالفت معها إما أنها تفككت كما حدث للاتحاد السوفييتي، أو سقطت كما حدث لألمانيا الشرقية ويوغسلافيا، أو أنها تعاني داخليا مثل كوريا الشمالية وكوبا وفيتنام وإيران، وإن كانت الأخيرة ليست بدول اشتراكية بحتة، لكنها متحالفة وتابعة للأجندة الاشتراكية ومتبنية للفكر بشكل أو آخر.
كل هذه الدول وغيرها تجمعها صفات معينة؛ هي تدني مستوى المعيشة وغياب البنية التحتية والانغماس في الصراعات السياسية والعسكرية، التي استنفدت مداخيل تلك الدول، وكذلك العنف والتعسف وغياب لحقوق الإنسان ومحاولة استخدام الأفراد لتحقيق المكاسب العسكرية في صراعات لا طائل منها.
وعلى النقيض من ذلك؛ نجد الدول التي مالت كفتها إلى الرأسمالية وتبنت نهجها قد قطعت شوطا كبيرا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وبنت مجتمعات متقدمة بعيدا عن الحروب والانغماس في الصراعات، وأسست بنية تحتية قادت إلى حياة مترفة تتميز بالاستدامة.
ولتعرف أكثر، ما عليك إلا أن تتمعن في حال الدول التي انتقلت من جحيم الاشتراكية إلى نعيم الرأسمالية.