DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«العادات الإدمانية».. متعة مؤقتة وآلام دائمة لا تزول

الانغماس في ممارستها يعزز بقاءها ويقلل فرص الإقلاع عنها

«العادات الإدمانية».. متعة مؤقتة وآلام دائمة لا تزول
‏العامل المضاد
وأوضح أن المتعة والألم يتشاركان ويصدران من نفس المناطق في الدماغ، بالإضافة إلى أنهما يعملان وفق نظرية العامل المضاد، وهي نظرية تنص على أنه كلما ارتفع عامل ينقص عامل آخر مرتبط به، أي أنه كلما بحث الأشخاص أو سعوا إلى البحث عن السعادة سيشعرون بالألم بالتوازي مع السعادة التي شعروا بها، وتفسر هذه الظاهرة أن الإحساس بالألم الذي يشعر به الأشخاص يزداد بعد تعاطي المخدرات لمدة طويلة، أي كلما استمروا في التعاطي تقل النشوة ويشعرون بالألم أكثر، ويعزى سبب هذه الظاهرة إلى رغبة أجسامنا في البقاء في حالة اتزان بين السعادة والألم، ولذلك يحاول الجسم موازنة الكفة عند ارتفاع أحد العاملين.
الرغبة والاستهلاك
وأضاف: يؤدي الامتناع عن ممارسة العادة الإدمانية إلى خلق مساحة بين الرغبة والاستهلاك، وهو أمر قد نحتاجه بحكم أننا نعيش في عالم مليء بالملذات التي تحث أجسامنا على إفراز المزيد من هرمون الدوبامين، ورغم صعوبة الامتناع فإنه الحل الأفضل للتعامل مع السلوكيات الإدمانية، لأنه يعيد ضبط دائرة المجازاة أو المكافأة في الدماغ إلى وضعها الطبيعي من خلال التوقف عن السعي المرضي وراء المتعة، وبالتالي ترجع كفتا الميزان «السعادة والألم» إلى وضعهما الطبيعي، ويمكن ممارسة الامتناع أو التوقف من خلال عدة طرق، من أهمها وضع حواجز بين الشخص والسلوك الإدماني بحيث تقلل هذه الحواجز من انخراطه فيه.
سلوكيات مؤلمة
‏وتابع: توجد عدة أنواع من الحواجز، منها ما هو بيئي بحيث يعتمد على إبعاد الإدمانية من بيئة الأشخاص، وقد تكون أيضا زمنية بحيث تعتمد على تأجل الرغبة بالاستخدام، وقد تكون تصنيفية بحيث تضع معنى أو سببا يمنعك مما يؤدي إلى ممارسة السلوكيات المؤلمة، أو ما يؤدي إلى حدوث نتائج عكسية، كذلك فإن السعي وراء السعادة بشكل مستمر يسبب ارتفاعا بعتبة شعورنا بها، بالتالي يقل إحساسنا بها ونصبح أكثر حساسية للألم، والأمر نفسه يحدث مع الشعور بالألم، فإن ممارسة سلوكيات مؤلمة ظاهريا يؤدي إلى ارتفاع عتبة شعورنا به، فنصبح أقل حساسية له، فبالتالي يزيد شعورنا بالمتعة، فمثلا على الرغم من أن ممارسة الرياضة متعبة ومؤلمة جسديا، فإن لها أثرا إيجابيا على الفرد، وبالعودة إلى مستوى التنظيم المتوازن بين السعادة والألم، فذلك يزيد من شعورنا بالسعادة عندما نتعرض إلى ألم خفيف أو متوسط، وهذا ليس تحفيزا على قيام الناس بإيذاء أنفسهم، بل إشارة إلى الفائدة الإيجابية الناتجة عن تعرض الإنسان إلى مستويات خفيفة ومتوسطة من الألم بشكل عام.
الرياضات الخطيرة
‏ وأشار إلى أن البعض قد يقعون في فخ إدمان المتعة، والبعض الآخر قد يقعون أيضا في فخ إدمان الألم، ووجدت الأبحاث أن ممارسة الرياضات الخطيرة قد يكون في حد ذاته فعلا إدمانيا، وقد يسبب أيضا انخفاض شعور الأشخاص بالسعادة، وقال: ممارسة رياضات خطيرة أو مؤلمة مثل القفز المظلي أو التزلج على المنحدرات يحفز الجسم على إفراز مادة الدوبامين بشكل يشبه تعاطي المخدرات، وهذا من شأنه أن يسبب ما يسمى «التحمل» الذي يجعل الأشخاص يعتادون هذه الأنواع من الرياضات، بحيث لا يستمتعون بممارسات الأنشطة الأقل إثارة، ولا نقصد وسم الأشخاص الذين يمارسون هذه الرياضات بأنهم مدمنون، بل ما نريد توضيحه هو أن ممارسة هذه الرياضات على المدى الطويل وبمستويات عالية قد يكون له آثار سلبية.
مواجهة المشاكل
‏واختتم حديثه بالقول: كلنا يملك العديد من المشاكل في حياته، ولذلك قد تبدو فكرة الهروب من هذه الضغوط جميلة، كونه أمرا يشعرنا بالسعادة على المدى القصير، لكن لو نظرنا على المدى الطويل لوجدنا أن الهروب سواء بالإفراط في السعي وراء السعادة أو الألم يزيد من مشاكلنا بدلا من أن يقللها، لذلك فإن مواجهة مشاكلنا رغم أنه أمر متعب، لكنه قد يكون الحل الوحيد.
يسعى الكثيرون بدأب إلى تحقيق المتعة المؤقتة المتمثلة في العادات الإدمانية، وهم يجهلون أن هذا السعي يعزز شعورهم بالألم، وقال المعالج النفسي العيادي منصور العسيري، إن التعافي يبدأ بالامتناع عن ممارسة العادة الإدمانية، وإن أفضل طريقة لعلاج الإدمان بجميع أنواعه، مثل إدمان المخدرات، تكمن في التوقف عن السعي وراء العادة الإدمانية، لأن كل مرة يمارس فيه الشخص السلوك فإنه يعزز من بقائه ويقلل من فرصة توقفه، كما يؤدي الامتناع عن ممارسة العادة الإدمانية إلى إعادة ضبط مسار المكافأة في الدماغ، ما يجعلنا نعود إلى الاستمتاع بالأمور والأشياء البسيطة في الحياة.
نظرية «العامل المضاد» تفسر إحساس المدمنين بالألم بعد نشوة التعاطي
الامتناع رغم صعوبته هو الحل الأفضل للتعامل مع السلوكيات الإدمانية
وضع الحواجز البيئية والزمنية بين الشخص والسلوك يقلل من انخراطه فيه