DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

صرام التمور.. موسم ينتظره المزارعون في 20 أغسطس

ثقافة محلية مرتبطة بالنخلة في الأحساء

صرام التمور.. موسم ينتظره المزارعون في 20 أغسطس
تستعد مزارع محافظة الأحساء خلال الأيام القادمة وتحديدا في يوم 20 أغسطس، لاستقبال صرام تمور النخيل، بجني المحصول بعد جهد عام كامل مع النخلة والاهتمام بها في مناسبة يعيشها المزارعون والأهالي سنويا، وتعكس الثقافة المحلية المرتبطة بالنخلة بما يطلق عليه عيد المزارع، وتشكل ملتقى للعائلات والجيران والأصدقاء.
وأكدوا لـ«اليوم» أن الأحساء تصنف من أكبر وأشهر واحات النخيل الطبيعية في العالم باحتضانها أكثر من مليوني نخلة تنتج ما يقارب مليونا ونصف المليون طن من أجود أنواع التمور سنويا، ولذلك أصبحت من أهم أسواق التمور وأشهرها خلال موسم الصرام، وتزخر الواحة بأجود أصناف التمور، وذلك ما جعلها تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وإعلانها رسميا على أنها أكبر واحة بالعالم.
رافد اقتصادي للمملكة
فعاليات ممتعة تجذب الزوار
لفت المرشد السياحي محمد النصيب، إلى أنه من التقاليد الزراعية لدى الفلاح الأحسائي، التحري والاستعداد للموسم الكبير للمزرعة وهو موسم «الصرام» وحصاد التمر سنويا، الذي يبدأ من منتصف شهر أغسطس، حيث جرت العادة للمزارعين بالاستعداد التام لذلك الموسم بتأهيل وتجهيز موقع العمل والأدوات اللازمة والكوادر المؤهلة، حيث يصعد شخص محترف إلى أعلى النخلة ليقطع عذوق التمر ويرميها إلى أسفل حيث تتم إحاطة ‏النخلة ببعض الحصير والسجاد من أجل تجميع التمر المتساقط عليها.
وأشار إلى أن الصرام يعتبر جزءا مهما من الهوية الأحسائية، فهناك الكثير من الزائرين يسعون لمشاهدة تلك الفعالية، وذلك لحب الاستطلاع والاستمتاع كما يلاحظ على فريق العمل روح التعاون والمرح يتخللها بعض الأهازيج والزهيريات الشعرية وقت العمل التي تجعل تلك الفترة ممتعة ومسلية وعملية جذب للزوار والسياح ممن يحرصون على التعرف بكل ما يقوم به المزارع ومن ذلك فرحة صرام تمور النخيل.
أوضح عضو الجمعية السعودية للاقتصاد د. عبدالله المغلوث، أن المملكة تعد من الدول الرائدة في إنتاج التمور، وأن الدراسات تشير إلى أن أعداد النخيل في المملكة تصل إلى أكثر من 28.5 مليون نخلة، ويبلغ إنتاج النخلة الواحدة نحو 70 كيلو جراما، بينما يبلغ الإنتاج السنوي من التمور مليونا و100 ألف طن.
وقال إنه مع بداية موسم جني التمور «الصرام» من أشجار نخيل واحة الأحساء، يشاهد المزارع ثمرة جهده وتعبه طوال الفترة السابقة من العام، ومع حلول موسم الجني يعيش المزارعون طقوسا تعكس الثقافة المحلية المرتبطة بالنخلة، فتستقبل أسواق الأحساء أصنافا من التمور يقابلها حركة شرائية موسمية من داخل وخارج المملكة، وبات هذا الموسم مناسبة اجتماعية واقتصادية ينتظرها المزارعون في كل عام.
وأكد أن الأحساء تصنف من أكبر وأشهر واحات النخيل الطبيعية في العالم باحتضانها أكثر من مليوني نخلة تنتج ما يقارب مليونا ونصف المليون طن من أجود أنواع التمور سنويا، لذلك أصبحت الأحساء من أهم أسواق التمور وأشهرها خلال موسم الصرام، وتزخر واحة الأحساء بأجود أصناف التمور، وذلك ما جعلها تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وإعلانها رسميا على أنها أكبر واحة في العالم، وتعتبر بنك الأصول الوراثية للنخيل والتمور، لذا تعد سببا من أسباب نهضة التنمية الزراعية، في المملكة والوطن العربي أجمع، لذلك نعيش في كل عام أجواء المزادات والمهرجانات، التي تحمل مجموعة من الأهداف التي تسهم في إثراء الجانب الاقتصادي للمملكة وتساعد في نهضة الزراعة العربية.
وذكر أن واحة الأحساء سجلت الأكبر عالميا في زراعة النخيل وإنتاج التمور، واشتهرت بوفرة المياه وخصوبة أرضها، وتبلغ المساحة المزروعة بالنخيل 8 آلاف هكتار، ومن أشهر تمور الأحساء الخلاص والرزيز والشيشي والهلالي والشهل، بما يمثل نحو 9.5 % من نسبة أعداد النخيل في المملكة التي تتجاوز 30 مليون نخلة، لافتا إلى أن مهرجانات ومزادات التمور تشكل رافدا اقتصاديا مهما للمزارعين وتسهم في تنشيط الجانب الاقتصادي للمحافظة التي تضم 32 مصنعا منتجا للتمور تقدم العديد من الصناعات التحويلية كالدبس وعصائر التمر، وتمتاز بموقعها الإستراتيجي الذي يسهل إمكانية وصول التمور إلى مختلف مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليج.
تدريب الشباب بالمزارع
قال شيخ تجار تمور الأحساء عبدالحميد الحليبي: يبدأ صرام تمور النخيل في الأحساء من 20 أغسطس بصرام نوع الغر والحاتمي والشيشي ومن اليوم الأول من شهر سبتمبر يبدأ بصرام نوع الخلاص من تمور الدرجة المميزة وينتهي موسم الصرام بانتهاء شهر أكتوبر.
وأوضح أن الصرام يعرف بقطع عذوق النخل والقصد منها جني ثمارها تمرا بعد أن تجف تتحول من الخلال إلى البسر ثم إلى الرطب ثم إلى مرحلة التمر، وفي مرحلة التمر يصرم صرما، مضيفا إن الصرام هو عيد لأهل النخل في الأحساء، حيث تجتمع فيه العائلات ومعهم الجيران يتعاونون في فرز التمور وتنقيتها وتعبئة الفاخر ما يمثل اجتماعا وتعاونا اجتماعيا وأخويا، داعيا إلى الاستمرار في إحياء هذا الموروث من خلال تدريب الشباب وإعطائهم الدورات خصوصا لطلاب المرحلة الثانوية والجامعة من أجل العمل في شهر الصرام وتقديم شهادات خبرة ودرجات. وأشار إلى أن صرام النخلة الواحدة يتطلب وجود عدد خمسة عمال، الأول وهو «الصرام» الذي يصعد النخلة ليقطع الثمار، و«السفار» وهو الذي يفرش الفرش على الأرض لتسقط عليها التمور والعذوق، و«المنقي» وهو مَن يلتقط الساقط من التمر ويجمعه، و«الرفاع» وهو مَن ينقل التمر عن طريق المرحلة أو القلة من تحت النخلة إلى مستودع جمع التمور، ويسمى «الرفاع» لأنه يرفع عليه القلة وينقلها إلى مكان الجمع.
الالتزام بالإرشادات يرفع الجودة
أضاف المختص الزراعي جعفر الجبران: تمثل رحلة صرام التمور للمزارعين الأحسائيين، التي تبدأ بعد أيام قليلة ارتباطا وثيقا وعلاقة بينهم منذ القدم تمر بمراحل تشكيل «القروب» وتوزيع المهام وإزالة العذوق ونفضها وجمعها وعملية الفرز وتعبئتها في الكراتين المخصصة، ومن ثَم التخزين أو التسويق، وقد اعتدنا سنويا معرفة موعد الصرام، الذي يختلف من منطقة لأخرى في الأحساء بحسب موقعها، فهناك استدلالات على نضج التمر من ذلك تحول لون العذوق «الشمروخ» إلى اللون الأصفر الغامق. وقال إن مرحلة الصرام للتمور تمر على ثلاث مراحل، الأولى يطلق عليها مرحلة الموحد ويتم صرام جميع المواحيد منها نوع «الحاتمي والشيشي والغر»، والمرحلة الثانية التي نعيشها حاليا هي مرحلة الإخلاص وتكون بين البرادين ويتم فيها صرام «ملوك التمر» من نوع الإخلاص والرزيز، والمرحلة الأخيرة من الصرام وهي الثالثة مرحلة صرام الأثايل لأنواع الهلالي والخصاب والزاملي، مشيرا إلى أن عملية الصرام تكون في البداية للنخيل الطويلة ومن ثم المتوسطة وفي الأخير القصيرة لتسهيل المهمة، وعملية جمع التمر من النخلة الواحدة يمكن أن يستغرق من 15 إلى 20 دقيقة فقط، كما أن الصرام بالطريقة الصحيحة يساهم في رفع الجودة ورفع السعر، ولذلك نطالب بعدم العجلة في الصرام خاصة أن التوقيت مهم جدا.
استغلال الفاقد بالأسمدة العضوية
ذكر المزارع باقر المسلم: ننتظر موسم الصرام بفارغ الصبر كونه يعد بمثابة الفرحة الكبيرة للمزارعين، وعيد لكل مزارع، وتنتشر السعادة، والتجمعات العائلية التي تعتبر ظاهرة مهمة بدأت تعود من جديد لمزارع الأحساء بالاجتماع من الصباح دون الحاجة إلى العمالة للقيام بعملية الصرام، التي توفر الكثير من المال بمشاركة العوائل وهو إرث جميل لا بد أن يستمر، كما أن اختيار وقت الصرام مهم، ودائما ما تكون في فترة الصباح مع ظهور النور حتى لا يقشر التمر، والجميل هو تكرار بعض العبارات المعروفة أثناء العمل وهي التهليل «هلل يا مهلل، هلل واذكر الله»، حيث تتم العملية من نخلة إلى أخرى إلى أن يتم إنجاز العمل المطلوب.
وبيّن أن فرز التمور من المهم أن يتم حسب حجمها وجودتها وعملية التنظيف لها، وبعد ذلك يتم وضعها في الكراتين المخصصة لها، مع أهمية أن تكون نظيفة حفاظا على جودة التمور، ومن ثم عملية نقلها للموقع المخصص إما للمنازل لعملية الكنز التقليدية، أو للمصانع وهي المنتشرة حاليا للحصول على التمور مغلفة وجاهزة، أو يتم نقلها للسوق والمزاد، موضحا أنه وخلال عملية تنقية التمر يكون هناك تمر يطلق عليه «الفاقد»، وهو «غير الصالح»، ويجمع من الأرض أو من السفرة وتتم الاستفادة منه بأن يستهلك كأعلاف وأسمدة عضوية.