DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي لـ «اليوم»: الحديث عن انقسامات «الجماعة» خدعة للتغطية على مؤامرات التنظيم

القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي لـ «اليوم»: الحديث عن انقسامات «الجماعة» خدعة للتغطية على مؤامرات التنظيم
القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي لـ «اليوم»: الحديث عن انقسامات «الجماعة» خدعة للتغطية على مؤامرات التنظيم
ثروت الخرباوي
القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي لـ «اليوم»: الحديث عن انقسامات «الجماعة» خدعة للتغطية على مؤامرات التنظيم
ثروت الخرباوي
قال القيادي المنشق في جماعة الإخوان والكاتب السياسي والمحامي الحالي ثروت الخرباوي: إن تنظيم الإخوان الإرهابي لا يزال يعمل سرا ويسعى لإعادة الهيكلة في الدول التي تعرض فيها لضربات قوية، مؤكدا أن القيادي الإخواني المحبوس خيرت الشاطر نصب مرشدا جديدا «سريا» يقود حاليا مخطط إعادة بناء التنظيم الإخواني، وكشف في حوار مع (اليوم)، وحول ما يتردد عن وجود خلافات داخل الجماعة بين ما يسمى جبهتي لندن وإسطنبول هي محاولات لإلهاء الجميع عن حقيقة ما يتم التخطيط له «سرا».
وشدد الخرباوي على أن الجماعة لن يتم القضاء عليها للأبد إلا بالمواجهة الفكرية، لافتا إلى أن نجاحه بمجهود شخصي في إقناع المئات من شباب الإخوان في التراجع عن أفكارهم الهدامة، مشيرا إلى أن بعض أجهزة المخابرات الأجنبية ما زالت تستخدم الإخوان «ورقة ضغط» على بعض الدول التي ينشط فيها التنظيم، كما تمول هذه الأجهزة الاستخباراتية ما يسمى إدارة «قياس الرأي» في الجماعة، من أجل تحريك العقل الجمعي في هذه الدول نحو قضايا بعينها؛ لبث الفرقة والانقسامات عن طريق نشر الشائعات، كما تحدث الخرباوي عن قضايا أخرى ملتهبة.. فإلى نص الحوار:
• ما مصير جماعة الإخوان بعدما تردد عن انقسامها إلى جبهتين في لندن وإسطنبول؟
ما ذُكر عن الانقسامات «سحابة دخان» يتم إطلاقها حتى تحجب الرؤية الحقيقية عما يدور في الجماعة، وكل هذه الخلافات مصطنعة وليست حقيقية، وأتذكر أنه بعد وفاة حسن الهضيبي المرشد الثاني للإخوان في عام 1973، تولى موقع المرشد «شخص مجهول» لا يعرفه أحد من الرأي العام، وظل مرشدًا إلى يناير 1976، عندما تولى عمر التلمساني منصب المرشد الثالث، وقتها هذا «المرشد المجهول» كان معروفًا فقط داخل تنظيم جماعة الإخوان، وأخذت البيعة له من أفراد التنظيم، ثم أخذت البيعة له من تنظيمات الإخوان في بقية دول العالم، وحدث أن اعترض عليه بعض أفراد التنظيم في مصر، وكان هذا من الاعتراضات الخفية داخل الجماعة، وأصدرت هذه المجموعة الرافضة للمرشد الجديد بيانًا قالت فيه: «المرشد المجهول يقود الجماعة إلى مصير مجهول»، وتم توزيع البيان على أفراد الجماعة وترتب على ذلك عقد اجتماعات ولقاءات تنظيمية أسفرت عن الضغط على التلمساني ليقبل أن يكون مرشدا علنيا للجماعة وتنحية «السري».
وأرى أن التاريخ يعيد نفسه لكن بصورة مختلفة؛ إذ يجب أن يعلم الجميع أنه في الفترة الراهنة يوجد مرشد للإخوان لا يعرفه أحد، وهو الذي يأتمر بأمره جميع الإخوان، ليس في مصر فقط؛ ولكن في الدول التي ينشط فيها التنظيم، وأنه تم أخذ البيعة له من جميع تنظيمات الإخوان في 77 دولة، وهذا «المرشد المجهول» والمؤيدون له قرروا تشكيل مجلس خاص بالمرشد، وتم الاستغناء مؤقتًا عن مكتب الإرشاد، وأطلق على المجموعة المقربة من المرشد السري «مكتب المرشد» ويتولى أعضاء المجموعة مهمة التنسيق بين التنظيم في مصر والجماعة في الخارج.
وأعلن للمرة الأولى سرا وانفرادا أخص به جريدة (اليوم)، ولم يُطرح على الإطلاق أمام الرأي العام، أن أعضاء مكتب المرشد السري قرروا الاتفاق بأن يتم الترويج لفكرة أن هناك خلافا بين جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، وأن كلا منهما عزل الآخر ومجموعته، وأن إطلاق هذه السحابة هدفه أن تعمي عيون الرأي العام عن مخططات الجماعة السرية.
وهنا أتذكر عندما قتل القيادي محمد كمال في 2016، الذي كان القائم وقتها فعليا بموقع المرشد، أقيمت في تركيا صلاتا جنازة؛ الأولى من مجموعة محمود حسين والثانية من مجموعة إبراهيم منير، وكل هذا كان مرتبًا لينشغل الجميع بما يتردد عن وجود خلافات بين القيادات، ولا ينتبه أحد إلى القيادة الحقيقية لجماعة الإخوان في مصر، وهذه عملية خداع تكتيكي، فكَّر فيها بعض أفراد جماعة الإخوان في السجن مع بعض أتباع محمد كمال.
وأقرب التصورات أن الذي يتولى منصب المرشد العام لجماعة الإخوان، ويتولى إدارة الأمور في التنظيم هو أحد رجال محمد كمال، وهو شخص غير معروف للرأي العام، لكن في الغالب له ملف لدى الجهات الأمنية، وأظن أن الأمن المصري لا يعلم هذه التفاصيل؛ لأنه كان مشغولًا بإفشال اجتماعات ولقاءات أفراد التنظيم الإخواني.
القيادي الإخواني السابق يستمع لأسئلة الزميل حسام أبو العلا (اليوم)

• هل «المرشد السري» نظام حديث ابتكره الإخوان للعمل بالخفاء؟
«المرشد السري» ليس بدعة في جماعة الإخوان، ولكنه تكرر قبل ذلك عندما قتل حسن البنا مؤسس الجماعة، ظل الإخوان لمدة عامين دون مرشد علني حتى تم تعيين حسن الهضيبي، وقتها تولى أحد قيادات الإخوان موقع المرشد بشكل سري، وكان يُدعى عبدالقادر عودة، والذي أعدم في عام 1954، بفترة الرئيس جمال عبدالناصر.
وأشرت إلى مرشد سري آخر في كتابي «قلب الإخوان.. محاكم تفتيش الجماعة»، ويُدعى حلمي عبدالمجيد، وتولى الموقع بعد وفاة الهضيبي إلى أن تم تعيين عمر التلمساني في يناير 1976.
والآن هناك مرشد سري لجماعة الإخوان، والتاريخ يعيد نفسه للمرة الثالثة، ورغم أني لا أعرف اسمه لكن أعرف العلامات التي تدل عليه، أعرف أنه من الشخصيات المنتمية في الأصل إلى التنظيم السري الخاص، ومن الشخصيات التي تم تدريبها منذ الشباب على حمل السلاح، وأنه في الغالب ذهب إلى أفغانستان وانخرط فيما يسمى الجهاد، وكان من المقربين جدا من مصطفى مشهور المرشد الخامس، ومن التابعين الأوفياء لمحمد كمال، بل كان مرشدا روحيا له، تتوافر هذه الصفات حاليا في 3 أو 4 شخصيات قيادية في التنظيم الإخواني.
• مَن وراء اختيار المرشد الجديد وقاد التواصل والتنسيق؟
البارع في تطبيق خطط الخداع وتعلمها منذ أن كان عضوًا في التنظيمات الشيوعية هو القيادي في التنظيم «خيرت الشاطر»، الذي يحترف أسلوب المراوغة، وكان يدرِّس ذلك لكتائب الإخوان تحت عنوان «خطط الخداع»، وهو مَن قاد التنسيق والتواصل مع قيادات الجماعة لاختيار المرشد الجديد، وهو بالفعل مَن حسم القرار.
والمعروف عن الشاطر أنه عندما يتصرف لا يستشير أحدًا من القيادات لقوة شخصيته وتأثيره في التنظيم، ربما يكون قد أخبر محمد بديع المرشد الثامن والذي لا يزال يحتفظ صوريا بالمنصب، لو حدث لقاء بينهما في السجن.
مرشد الإخوان «الثامن» محمد بديع الذي لا يزال يحتفظ صوريا بالمنصب (اليوم)

• لماذا اختار الإخوان هذا التوقيت لخطة خداع جديدة؟
خطط الخداع في هذا التوقيت أصبحت ضرورية بعدما تعرضت جماعة الإخوان من الناحية التنظيمية لضربة قوية؛ فقد تفكك التنظيم داخل مصر، ونجح الأمن المصري في ذلك، لكن جماعة الإخوان كالحرباء تتلون بلون البيئة التي تعيش فيها، وتعتبر انتهاءها من التاريخ جريمة لا تُغتفر، وبالتالي وجودهم عقائدي، وهذا يتطلب حرية الحركة لإعادة بناء التنظيم مرة أخرى، ولأن التنظيم تعرض لضربات أمنية لا بد من عمل خطط خداع للإلهاء حتى لا ينتبه الرأي العام لحركة التنظيم تحت الأرض في إعادة البناء مرة أخرى، وأطلقوا الخلافات حتى ينشغل الأمن بذلك ويعملوا بهدوء تحت الأرض؛ لأن الهدف الرئيسي إعادة بناء التنظيم.
والتنظيم قوة بشرية تستطيع افتعال دعاية إيجابية لهم، ودعاية سلبية للنظام السياسي للدولة من ناحية أخرى، ويتم إخضاع هؤلاء لدورات تدريبية سرية ليتم تفعيلهم كقوة بشرية فعَّالة لمصلحة التنظيم في إطلاق الشائعات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى لا تقترب منهم عيون الأمن يتم استغلال أشخاص لهم علاقة بالإخوان في زرع الفتن في المجتمع لتشاع الفوضى والانقسامات.
• هل لا تزال للإخوان قدرة على تحريك الأحداث في بعض الدول؟
تنظيم الإخوان لا يزال ينشط بقوة وإن كان يبدو أنه اختفى من على الساحة السياسية، فهم لديهم ما يسمى «إدارات لقياس الرأي»، وكثيرون لم ينتبهوا إلى أن مَن يدير الإخوان جمعيات متخصصة في إدارة عقلية الجماهير أو ما تسمى العقلية الجمعية، بنشر شائعات مهمة مثل وفاة نجم مشهور، ويتم رصد الصفحات والمنابر الإعلامية المؤثرة، لاستغلالها في ترويج أمور غير منطقية.
وتلقت مؤسسات في الإخوان دعما من أجهزة مخابرات حتى تقوم بهذه القياسات لتحرك الرأي العام في الاتجاه الذي تريده، كل ذلك يجعل الإخوان تعمل سرًّا دون لفت الأنظار، الكل يركز على ما يحدث من خلافات في لندن وأنقرة، بينما يغفلون عن أن التنظيم يفخخ للأقوى من القنابل؛ باختيار مرشد جديد وإعادة الهيكلة.
• هل انتهى تأثير الجماعة في دول كانت تنشط فيها؟
تستطيع أن تطلق على جماعة الإخوان في العصر الحالي «دولة الولايات المتحدة الإخوانية»؛ لأن أفراد تنظيم الإخوان يعتبرون الجماعة وطنا ودولة، أما الدول التي تنشط فيها الجماعة فهي مجرد ولايات تابعة للدولة الإخوانية الكبرى، وبالتالي الإخواني وطنه هو التنظيم، وهم تنظيم دولي، وإذا سقطت ولاية من هذه الولايات لا يعني ذلك سقوط الدولة الإخوانية، وإسقاط «دولة الولايات المتحدة الإخوانية» يقتضي أدوات ووسائل أخرى، وفي رأيي أن الإخوان في مصر وتونس وليبيا وغيرها من الدول لم ينتهوا؛ لأنه لم تتم مواجهة الإخوان فكريا حتى يلفظهم المجتمع.
بعد فترة من سكون التنظيم تبدأ الخلايا الإخوانية النائمة داخل الدول التي كان ينشط فيها الإخوان في الترويج لكسب التعاطف مع الجماعة التي تجيد دور الضحية، وقد ظن الناس أن جماعة الإخوان انتهت في سجون الحقبة الناصرية، لكنهم خرجوا من السجون وأطلقوا كمًّا من الشائعات عن التعذيب، وتعاطف أعداد كبيرة جدا من الشباب وعادت الجماعة مرة أخرى تنشط بقوة.
الإخوان نجحوا على مدار أعوام في تحويل أفكارهم داخل التنظيم إلى أفكار براقة يقتنع بها تيار عريض في مجتمعات عربية بمزاعم أنها تدعم الإسلام، وأصبح لهم رصيد يعول عليه لإعادة التنظيم إذا ما تم هدمه، وحاليا بدؤوا في تنفيذ هذا المخطط الذي يجب أن ننتبه إليه جيدا، علينا أن ندرك أنه إذا ما تم ضرب تنظيم الإخوان في بلد يظل ساكنًا لكنه لا يموت، والحل في القضاء تمامًا على الإخوان ومواجهة عناصره خاصة من الشباب، فكريا وعقائديا.
«ارحل يا مرسي» عبارة كتبت على أرض ميدان التحرير رفضا لحكم التنظيم (اليوم)

• ما الفرق بين المواجهة الفكرية وضم الإخوان لحوار وطني؟
لا يصلحون للمشاركة في حوار، ولو تم ضمهم فسوف يستخدمون التقية والأكاذيب، وسيقولون كلامًا غير مؤمنين به، كما قال من قبل محمد بديع، إن كان يرغب في الجلوس مع الرئيس مبارك، ويتمنى أن يسمع منهم وليس يسمع عنهم، وكما قال المرشد السابع مهدي عاكف إنهم لا يمانعون في تولي جمال نجل مبارك رئاسة مصر.
محاورة أفراد الجماعة عبث؛ فهم لا يؤمنون بفكرة الوطن، بالإضافة إلى أن لهم رؤى وأفكارا عن الإسلام تختلف تماما عن التي يؤمن بها عامة المسلمين.
المواجهة الفكرية مهمة حتى لا يقع الشباب في مصيدة الإخوان والدخول في التنظيم، وحتى نستطيع إخراج عدد من الجماعة بعد أن يتخلصوا من الأفكار الإخوانية الهدامة، وقد نجحت بمجهود فردي بأن يخرج على يدي بضع مئات من التنظيم.
• هل ما زالت أجهزة استخبارات أجنبية ترى الإخوان ورقة ضغط على بعض الدول؟
بعض أجهزة المخابرات الأجنبية تعلم أن جماعة الإخوان ليست جماعة وسطية أو معتدلة، أو جماعة سياسية، ولكنها تريد استغلال هذه الجماعة لتحقيق أغراضها وأهدافها بالضغط على الدول التي لجماعة الإخوان أنشطة قوية بها.
والجماعة في الأصل هي صنيعة المخابرات البريطانية، ومنذ تأسيس حسن البنا للتنظيم عام 1928، بمدينة الإسماعيلية، لم تستغنِ هذه الأجهزة عن «الإخوان» وتستغلهم ورقة فاعلة.