DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بالحذر والصبر والحكمة في التعامل تقي نفسك شرور «المتطفلين»

يسعون إلى التدخل فيما لا يعنيهم ويهوون استطلاع خصوصيات الآخرين

بالحذر والصبر والحكمة في التعامل تقي نفسك شرور «المتطفلين»
التطفل ظاهرة اجتماعية عالمية تعني أن يسعى الشخص إلى التدخل فيما لا يعنيه، وحب استطلاع خصوصيات الآخرين، وتتأثر حياتنا الاجتماعية من الأشخاص المتطفلين الذين يتدخلون في شؤون غيرهم بشكل أو بآخر، وهذا التدخل يعد ظاهرة اجتماعية سلبية منتشرة في كل المجتمعات مع اختلاف صورها من مجتمع إلى آخر حسب ثقافة كل مجتمع، فهي ظاهرة غير مقبولة دينيا واجتماعيا، ولا يقرها عقل ولا منطق ولا دين ولا ثقافة؛ لأنها تتخطى كل المعايير الأخلاقية وتستبيح كل محظور دائما.
سلوك سيئ
وقال الأخصائي النفسي العيادي الجنائي د. عبدالله الوايلي: أثبت معظم الدراسات أن التطفل سلوك اجتماعي غير مرغوب فيه، لأنه يدفع المتطفل نحو الإيذاء بدوافع داخلية وخارجية ناتجة عن عدم الشعور بالرضا الذاتي وعدم الإشباع العاطفي، والحاجة الدائمة إلى الاحترام كاعتبار إيجابي محفز ولو كان على حساب الآخرين، وعلى النقيض تماما فإن الأشخاص الفضوليين دائما يحرصون على الغموض في حياتهم الشخصية، فهم يعيشون التناقض بكل صوره وأشكاله ومعانيه، فيخفون أسرارهم عن الآخرين وفي الوقت نفسه يسمحون لأنفسهم بالتدخل في شؤون الآخرين متى ما سنحت لهم الفرصة، وهنا «بيت الداء» لأنه تناقض مرضي جريمي يؤدي إلى إيذاء الذات أولا والآخرين ثانيا.
خلايا نائمةوأضاف: من انعكاسات ذلك أن الفضولي الغامض قد يعاني أضرار أشباهه من الفضوليين، لأنهم منتشرون وكثر في المجتمع الواحد، فهم عبارة عن خلايا نائمة متنوعة ومتوارثة ومتوالدة، ويصعب التخلص منهم لكن يمكن تجنبهم والابتعاد عنهم بشكل تدريجي، خاصة إذا ما عرفنا أنهم غالبا ما يعانون نفسيا، وتظهر عليهم أعراض وعلامات عدم الأمان النفسي الفردي والاجتماعي، وعدم الثقة بالنفس والشعور بالنقص، وعدم النضج الانفعالي وعدم الشعور بالذنب، كسمات شخصية سلبية ومكتسبات سلوكية مؤثرة على الجانب الإنساني.
دافعية داخليةوأوضح أن الشخص المتطفل الغامض مريض يحتاج إلى العلاج النفسي أكثر من غيره، لأن اعتقاده بالتدخل في شؤون الآخرين في كل شاردة وواردة والاهتمام بخصوصياتهم يحتاج إلى جهد جبار لا يجيده إلا هو كشخص فوضوي ومتناقض، يؤمن ويعتقد أنه يجوز لذاته ما لا يجوز لغيره، وتابع: حتى تتضح الرؤية أكثر فإن هناك فرقا بين الفضول والتطفل، فالفضول سلوك فطري وسمة شخصية مولودة مع الإنسان تتعلق بالتفكير الفضولي، وهو سلوك محمود وإيجابي في جوهره، ويدل على حب المعرفة والسعي إلى الحصول عليها، وهو في مضمونة عبارة عن دافعية داخلية قوية تدفع الفرد إلى التعلم والبحث العلمي والدراسة والثقافة، فيكون لدى الشخص رغبة كبيرة في معرفة كل شيء، بحيث تصبح هذه الرغبة هي المحرك للسلوك مثل الإعلامي الذي يبحث عن المعلومة، وهذا جزء أساسي من طبيعة عمله، ومن هنا فإن الفضول طبيعي وثابت في الإنسان لأنه سمة شخصية، فالكل يتمنى ويرغب في المعرفة، ولكن هناك ضوابط ومحددات لهذه السمة حتى لا تصبح صفة سلبية.
علاقة عكسيةوأردف: التطفل عكس ذلك تماما، فهو مذموم وسلبي في جوهره لأنه صفة سلبية متعلمة ومكتسبة ينميها ويطورها صاحبها مع الوقت، وهذا التطفل يعني التحول إلى النقيض تماما، فإن العلاقة بينهما عكسية، ورغم أنهما وجهان لعملة واحدة فإن الفضول محمود ومرغوب لأنه غالبا يقود إلى المعرفة ويقف عند حدود الآخرين، في حين أن التطفل مذموم وغير مرغوب لأنه يقود للإيذاء ويتعدى على حرية الآخرين وحدودهم، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، فهو في حقيقته فضول مرضي يهدف إلى الإيذاء والعنف، ما يسبب الأضرار الجسيمة سواء كانت نفسية عاطفية أو جسدية سلوكية.
الجبري والاختياريوأشار إلى أن هناك عدة أنواع للفضول، أهمها أنه جبري أو اختياري، فالجبري غالبا عبارة عن سمة شخصية موجودة لدى كل البشر تؤدي إلى الرغبة الملحة في معرفة كل ما يخفى على النفس، بينما الاختياري عبارة عن صفة شخصية يؤمن بها الشخص ويترجمها على أرض الواقع، بحيث يتطفل على الجميع في كل الظروف وفي كل زمان ومكان، ويستثنى من ذلك الفضول المهني الذي يشكل جزءا من العمل، وقال: هنا لا بد من التمييز بين نوعين من أنواع الفضول أيضا، وهما فضول الأطفال: وهو ما يقوم به الطفل عادة من الأسئلة المستمرة والكثيرة بسبب الرغبة في معرفة ما يخفى عنه من أسرار ومعلومات، وطبعا هذا النوع من الفضول محمود جدا، ويجب إشباعه بالطرق العلمية والتربوية الصحيحة، كالإجابات المباشرة والشافية مع عدم إغفال التوضيح الإيجابي للطفل وتحذيره من التدخل في شؤون وخصوصيات الآخرين التي يجب احترامها، أما فضول الكبار فهو ما يقوم به الراشدون من الجنسين غالبا من التطفل المذموم من خلال رغبتهم في معرفة أسرار الآخرين وحياتهم الشخصية، ومن ثم التدخل في خصوصياتهم بطريقة أو بأخرى.
استثمار الفضولوأشار إلى أن الفضولي المتطفل غامض بطبيعته، فهو حريص جدا على إخفاء معالم شخصيته وخصوصياته، بل إنه يتحفظ على ذلك كثيرا وبشكل متناقض تماما، فيسمح لنفسه بالتطاول على حقوق الآخرين ومعرفة خصوصياتهم، بل يبذل قصارى جهده من أجل الوصول إلى المعلومات الخاصة جدا، وهذا الأمر له عواقب وخيمة على من حوله، فيفقدهم الثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع الآخرين، كما يفقدهم السيطرة على خصوصياتهم، ومن هنا تستباح السرية وتنتشر الشائعة ويقع الإيذاء النفسي الذي ينتج العدائية المبطنة والعدوانية الظاهرة تجاه المحيط الاجتماعي، وفي المقابل لا بد من استثمار الفضول خاصة لدى الأطفال والمراهقين بشكل طبيعي وملائم، من خلال التركيز على جوانب المعرفة ومصادرها بشكل جيد، وذلك بالبحث والاطلاع العلمي والثقافي الذي يضيف للإنسان ويميزه بين الآخرين.
أسئلة سمجة
وأكد أنه من الأفضل تجنب الشخص الفضولي قدر المستطاع، حتى لا تكون هناك صراعات ومواجهات مباشرة غير محمودة العواقب، لأن الفضوليين من الجنسين غالبا ما يكونون سيكوباتيين لا يهمهم مشاعر الآخرين ولا تقديرهم، فعندما يوجه الأسئلة للتدخل في الشؤون الخاصة فحتما ستكون حول حياة الآخر وأسرارها، وهي أسئلة سمجة تفضي عادة إلى التذمر والعدائية، ولهذا عليكم بالاتزان الانفعالي من خلال التحلي بالهدوء والصبر، إما بالاعتذار بلطف أو إعادة السؤال بذهول أو الإجابة بدبلوماسية أو الإجابة المبهمة أو تغيير المكان، أو المواجهة بعدم التدخل.
إثارة الفتنوأوضح أن المتطفل شخص غير سوي، فهو مضطرب ويهدف باستمرار إلى إثارة الفتن والمشكلات بين الآخرين بسبب تدخلاته ومحاولاته المستميتة لمعرفة تفاصيل حياة الناس الخاصة، بحيث يتصف غالبا بالانحراف السلوكي فيستخدم الكذب والمراوغة والإنكار والحسد والتظليل، وعلى الإنسان حتى يحمي نفسه من المتطفلين وأشباههم، أن يتوخى الحذر، وأن يستخدم الحكمة في التعامل معهم، وأن يكون أكثر فطنة وذكاء ودهاء، وأن يكون قادرا على التحلي بالصبر والتحكم في انفعالاته، وعدم ترك الفرصة لهم لاستثارة غضبه، بالإضافة إلى عدم الدخول معهم في صراعات مباشرة أو غير مباشرة، وهنا يستطيع مواجهتهم والوقوف أمام توجهاتهم السلبية، وبالتالي عدم تحقيق أهدافهم.
الفضول عادة محمودة لو أحسنا توجيهها نحو الرغبة في زيادة العلم والمعرفة
المتطفل شخص غامض ومريض غير سوي يحتاج إلى علاج نفسي فوري
تجنب أصحاب الفتن يقينا صراعات ومواجهات مباشرة غير محمودة العواقب