DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الإطاحة بـ«راجاباكسا» عقد اجتماعي جديد في سريلانكا

الإطاحة بـ«راجاباكسا» عقد اجتماعي جديد في سريلانكا
الإطاحة بـ«راجاباكسا» عقد اجتماعي جديد في سريلانكا
وقفة احتجاجية قرب أحد المباني الرئاسية في كولومبو (رويترز)
الإطاحة بـ«راجاباكسا» عقد اجتماعي جديد في سريلانكا
وقفة احتجاجية قرب أحد المباني الرئاسية في كولومبو (رويترز)
قال موقع «بروجيكت سينديكيت»: إن الاختبار الحقيقي للسريلانكيين عقب إطاحة آل راجاباكسا من السلطة هو كيفية العمل على بناء عقد جديد يصون كرامتهم وحقوقهم ومصالحهم.
وبحسب مقال لـ «بريانكا كريشنامورثي»، استجابة لنقص الغذاء والطاقة الحاد والتضخم المتزايد بشكل حاد، خرج السريلانكيون إلى الشوارع هذا الصيف وطردوا الرجل القوي الذي انتخبوه قبل عامين ونصف العام فقط.
وتابعت الكاتبة تقول: انتخب جوتابايا، الرجل القوي الذي حاز على شعبية لإشرافه على نهاية الحرب الأهلية في سريلانكا في عام 2009، وفي نوفمبر 2019 وعد بحماية الأمن القومي وتحقيق الرخاء، لكنه فشل فشلا ذريعا.
ومضت تقول: على الرغم من مزاعم الفساد وجرائم الحرب والهجمات على الصحفيين، كان لدى حكومة راجاباكسا تفويض قوي، تم تعزيزه بعد 9 أشهر عندما فاز حزب الجبهة الشعبية السريلانكية، بثلثي الأغلبية في البرلمان، لكن خلال فترة ولايته القصيرة، دفع آل راجاباكسا البلاد إلى الإفلاس وانعدام الأمن الغذائي والتضخم المتصاعد.
وتابعت: أعلن جوتابايا ترشحه بعد أيام فقط من تفجيرات عيد الفصح عام 2019، ووعد برد قوي على الإرهاب، في الأشهر التي تلت ذلك، زادت التغطية المحمومة للصحف والمحطات الإذاعية من خوف الناس من المسلمين، الذين يشكلون 10% من السكان، وازدادت الهجمات عليهم.
واستطردت: استفاد جوتابايا من هذه البيئة، حيث صوَّر نفسه على أنه مدافع عن الأغلبية السنهالية البوذية التي ستحول سريلانكا إلى سنغافورة في المحيط الهندي، اعتمد رجال الدين والإعلام والجيش والنخب السياسية وكبار رجال الأعمال المحليين نفس الخطاب، وربطوا مصائرهم به.
ومضت تقول: على سبيل المثال، أعاد رجال الدين البوذيون باستمرار تأكيد ثقتهم في جوتابايا طوال فترة رئاسته، وفي المقابل، أنشأ مجلسا استشاريا بوذيا من الرهبان البارزين للمساعدة في توجيه قرارات سياسته.
وأردفت: حتى في يناير من هذا العام، عندما بدأت العائلات تقنين الطعام، وبينما باع البنك المركزي احتياطيات الذهب المتبقية لسداد سند دولي، تحدثت المؤسسة البوذية عن جوتابايا، بحجة أنه لا يزال الزعيم الوحيد الذي يمكنه إنقاذ البلاد.
وأشارت إلى أنه مع ذلك، فإن الاحتجاجات كانت من المواطنين من جميع الخلفيات العرقية، وكان من بينهم نشطاء مسلمون، فيما كان يجسد رفضا مباشرا للمشاعر الشوفينية التي أججها جوتابايا.
ولفتت إلى أن مكان الاحتجاج تحول بالنسبة للمحتجين بديلا لعلامة راجاباكسا السياسية، واحتفل المتظاهرون بالوحدة وسط التنوع، مظهرين أن الأمل لا يأتي من القادة بل من قوة الشعب.
وتابعت: المؤسسات التي ضمنت سلطة جوتابايا فقدت مصداقيتها الآن، تتعرض الشركات وغيرها من الذين تحالفوا مع راجاباكسا لوصمة عار على وسائل التواصل الاجتماعي، وأي رجال دين بوذيين يجرؤون على الظهور في الاحتجاجات يتم انتقادهم، يُنظر الآن إلى الجيش والشرطة، اللذين تمت الإشادة بهما على خدمتهما، على أنهما وسيلة قمع، وأدينت المؤسسات الإعلامية الكبرى لإثارة المشاعر المعادية للأقليات.
وأضافت: السؤال الآن ما الذي سيملأ الفراغ؟ بعد تعرض المتظاهرين السنهاليين للغاز المسيل للدموع والضرب على أيدي الشرطة، أدركوا العنف وسوء المعاملة التي عانى منها التاميل، بعد مشاهدة أعمالهم تنهار بسبب نقص الكهرباء، أصبح لديهم الآن إحساس بما يشعر به المسلمون عندما تحرق أعمالهم من قبل الغوغاء الغاضبين، وبعد الشعور بآثار ارتفاع معدلات التضخم بشكل حاد، أدركت جميع الأسر الآن أن عمال المزارع لا يمكنهم العيش على 3 دولارات في اليوم.
واختتمت بقولها: في كل حالة، مُنحت الأغلبية السنهالية البوذية نافذة على عقود من الحرمان الذي عانت منه الأقليات، البوذيون السنهاليون يتواصلون مع التاميل والمسلمين في داخلهم، ولكن فقط من خلال البناء على هذه «الصدمة المشتركة»، يمكن للسريلانكيين تحويل الاستياء ضد الـ «راجاباكسا» إلى عقد اجتماعي جديد من أجل مستقبل حر ومزدهر.