وأكد المتحدثون أن حجم المعلومات الإلكترونية يشهد تضخما متسارعا كل 3 شهور، وهذا ما يستدعي التساؤل والعمل على فلترة المحتوى بأن يكون ذا جودة عالية، لذلك وجّه الفريح سؤاله: «ماذا تقرأ وكيف تقرأ؟»، مشيرًا إلى أن الأمر لم يعد خيارًا بين القراءة الرقمية والورقية، فالأخيرة تشهد اندثارًا تدريجيًا، ما يتطلب اعتماد معيار الجودة، سواء في التعامل أو استثمار التقنيات المستخدمة، لافتا إلى ضرورة السؤال عن المحتوى دون الوسيلة بحسب ما هو متبع في العوالم الرقمية.
وأوضح السفياني أن النظرة إلى كل من القراءة الورقية والإلكترونية، لا ترتكز على منظور تنافسي، فالانتصار يكون في حال تصدر القراءة، والعوالم الرقمية لا يستهان بها بحسب تعبيره، لاسيما أن الأدوات الرقمية ليست محايدة، ونحن في وقتنا الحالي ضمن سياقات رقمية تسببت في حدوث فجوة، وهو ما أحدث خللا وزعزعة في عوالم الإدراك لدى المجتمع البشري، وذلك باختلاف المصطلحات وفرض طرق التلقي، فلم يعد الأمر ذا أبعاد اختيارية، بيد أن هناك سهولة في النفاذ إلى مكتبات العالم، قائلا: «أعمدة القراءة الإلكترونية أمر قائم لابد من التجاوب معه».
في حين لفت الفريح إلى أنه لا توجد إحصاءات دقيقة فيما يتعلق بمستويات القراءة الرقمية حول العالم، موضحًا أن الإحصاء الرقمي يمنح أرقاما حول القارئين داخل المنصات مع الكشف عن مستوى المبيعات، وهذا لا يمثل الشريحة الكبرى للقراء في الوطن العربي، ويمكننا القول إن المبيعات لا قدرة لها على قياس عدد القارئين، وأضاف: كما يبدو أن سلوك الكاتب والقارئ اختلف لحدوث متغيرات في وسائل التلقي وضخ المعلومات والمحتوى إلى جانب متغيرات في نشر الأفكار، ما يستوجب على القراء تنمية ذاتهم بمحتوى هادف قادر على الارتقاء بملكة القراءة، وإن كان هناك تسارع بوتيرة مرتفعة، فإنه لا توجد تهيئة أو استعداد من قبل المجتمعات.
واختتم المشاركون الجلسة الحوارية قائلين إن العودة إلى الوطن «أي القراءة الورقية» أمر واجب، فالقراءة الرقمية تسهم في إحداث التشتت، والخيار الثاني وهو القراءة الإلكترونية يتطلب البحث عن جودة المحتوى على حساب الوسيلة، فالقراءة ما زالت تحتفظ بمكانتها رغم تغيير أنماطها، ومسابقة «أقرأ» نموذج لمواكبة التغيير في ظل عالم الرقمنة.