قبل الكارثة.. سر هجوم أسماك القرش على البشر

أعاد مقطع فيديو لحادث مقتل سائحة بأحد سواحل مدينة شرم الشيخ المصرية، جراء هجوم سمك قرش، الحديث عن أسباب مثل تلك الهجمات.
مقطع الفيديو- غير الموثق حتى اليوم ونفته السلطات المصرية- أظهر استغاثة سيدة تصرخ وسط بقعة من الدماء، وزعم البعض أن الحادث وقع في منطقة سهل حشيش.
الحادث المزعوم أعاد للأذهان حوادث نادرة وقعت في الشواطئ المصرية على البحر الأحمر، وأثارت التساؤل مجددا لماذا تهاجم أسماك القرش البشر في بعض الأحيان؟

على الرغم من سمعتها المخيفة، لكن الحقيقة نادرًا ما تهاجم أسماك القرش البشر وتفضل كثيرًا أن تتغذى على الأسماك والثدييات البحرية.
وشارك حوالي 10 فقط من بين أكثر من 300 نوع من أسماك القرش في هجمات على البشر.
أسماك القرش تطورت قبل ملايين السنين من وجود البشر، وبالتالي فإن البشر ليسوا جزءًا من وجباتهم الغذائية العادية، وتتغذى بشكل أساسي على الأسماك الصغيرة واللافقاريات، وبعض الأنواع الكبيرة تتغذى على الفقمة وأسود البحر والثدييات البحرية الأخرى.

بحسب "BBC"، فمن المعروف أن أسماك القرش تهاجم البشر عندما يكونون مرتبكين أو فضوليين، فإذا رأى القرش إنسانًا يصدر ضجيجا في الماء، ما يؤدي إلى هجوم عرضي. ومع ذلك، فإن أسماك القرش تخشى البشر أكثر مما تخشاه منهم.
ويصطاد البشر أسماك القرش من أجل لحومها وأعضائها الداخلية وجلدها وزعانفها من أجل صنع منتجات مثل حساء زعانف القرش ومواد التشحيم والجلود.
تعد أسماك القرش جزءًا مهمًا من النظم البيئية البحري، لكن الصيد الجائر يهدد بعض تجمعات أسماك القرش.
وتجري الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي التابعة لوزارة التجارة الأمريكية، أبحاثًا حول موائل أسماك القرش وأنماط الهجرة والتغير السكاني من أجل فهم أفضل السبل لحماية والحفاظ على استقرار تجمعات أسماك القرش.

ويقول بليك تشابمان، عالم الأحياء البحرية الذي درس الأنظمة الحسية لأسماك القرش، "لا يمكنك تجميعها معًا فقط، فالأنواع المختلفة لها مثل هذا النطاق من حيث بيولوجيتها الحسية، وكيف تتصرف، ودوافعها والموائل التي تعيش فيها".
ويكمل: "تميل أسماك قرش الثور، على سبيل المثال، إلى الصيد في المياه الضحلة العكرة التي تتطلب اعتمادًا أقل على الرؤية وأكثر على حاسة الشم والاستقبال الكهربائي، مما يسمح لها باكتشاف المجالات الكهربائية الدقيقة التي تنتجها فرائسها".
ويقول تشابمان: "أسماك القرش البيضاء (الكبيرة)، التي غالبًا ما تصطاد في مياه صافية جدًا، تستخدم رؤيتها كثيرًا وبصرها أفضل بكثير، هناك أيضًا بعض الأدلة على أن أسنان سمك القرش قد تعمل أيضًا كتركيبات حسية ميكانيكية- تشبه اللمس- لمساعدة الحيوانات على معرفة المزيد حول ما تعضه".

ويعتقد "تشابمان"، بحسب بي بي سي، أنه قد تكون هناك مجموعة معقدة من الأسباب وراء زيادة الهجمات غير المبررة على البشر في العقود الأخيرة.
بصرف النظر عن ارتفاع عدد السكان على طول السواحل، فإن تدمير الموائل وتغير جودة المياه وتغير المناخ والتحولات في توزيع الفرائس تدفع أسماك القرش إلى التجمع بأعداد أكبر في بعض النقاط الساخنة حول العالم.
في عام 1992، على سبيل المثال، كانت هناك موجة مفاجئة من هجمات أسماك القرش قبالة ساحل ريسيفي بالبرازيل، وهي منطقة لم تشهد هجمات غير مبررة طوال العقد الماضي بأكمله.
ويعتقد تشابمان أن بناء الموانئ التجارية الثقيلة في المنطقة ألحق أضرارًا بمناطق كبيرة من الشعاب المرجانية وأشجار المانغروف، ما قد يؤدي إلى تشريد أنواع مثل أسماك القرش الثور، التي انتقلت إلى مناطق جديدة مثل ريسيفي بحثًا عن الفريسة.
واقترح باحثون آخرون أن أسماك القرش قد يهاجمون البشر أثناء صقلهم لمهاراتهم الافتراسية، بالطريقة نفسها التي ستختبر بها الأسود الصغيرة أي فريسة يمكن أن تتصدى لها.
ولكن بغض النظر عن أسباب الهجمات على البشر، فإن المخاطر التي ينطوي عليها الأمر لا تزال ضئيلة للغاية.

وكشفت دراسة عن سبب ميل بعض أسماك القرش إلى مهاجمة البشر، وقد يعود الأمر إلى حالة بسيطة من "الهوية الخاطئة"، بحسب "ديلي ميل".
وجد بحث من جامعة ماكواري في سيدني أن أسماك القرش البيضاء الكبيرة تهاجم البشر بسبب تشابهها مع الفقمات وأسود البحر.

وتمثل أسماك القرش الأبيض وأسماك القرش الثور وأسماك القرش النمر أكبر عدد من اللدغات على البشر، وفقًا للباحثة ما بعد الدكتوراه في الأنظمة الحسية للحيوانات، الدكتورة لورا رايان.
وقالت رايان: "وجدنا أن راكبي الأمواج والسباحين والقدمين (الفقمة وأسود البحر) على سطح المحيط ستبدو كما لو كانت سمكة قرش بيضاء تنظر من الأسفل، لأن أسماك القرش هذه لا تستطيع رؤية التفاصيل الدقيقة أو الألوان".
وتكمل: "على وجه الخصوص، فإن السباحة البشرية أو التجديف على لوح التزلج هي الأمور الأكثر عرضة للعض، خاصة من قبل أسماك القرش البيضاء الشابة".
"رايان" والتي تهوى هي نفسها راكبة أمواج شغوفة، تقول إن الدراسة ستساعد العلماء على فهم أفضل لسبب عض بعض أسماك القرش للبشر.
وتضيف: "تستخدم أسماك القرش مجموعة من الإشارات الحسية للتمييز بين الأشياء المختلفة والصفر في طعامها، وهذه تختلف في الحساسية بين أنواع أسماك القرش".