لا يخفى على الجميع تلك الجهود الجبارة لإنجاح الحج، والتسهيل على زوار بيت الله الحرام لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وتتم استضافة الحجاج من جميع الدول؛ حيث ينعمون بخدمات وجهود قوية لا تنتظر منهم جزاء ولا شكوراً، ومع زيادة أعداد الحجاج هذا العام، تزداد جودة الخدمات، وتتجاوز التوقُّعات، وأن موسم الحج لعام 1443 موسم استثنائي، ومهم، خاصة بعد ما عاشته الدول من انتشار وباء كورونا، ولكن لن يكون أول تحدٍ تتغلب عليه المملكة العربية السعودية في موسم الحج، فقد تغلبت على الكثير والكثير وبخبراتها المتراكمة وتفانيها في تيسير رحلة الحجاج وبعون من الله أولًا وآخرًا، سيكون حج عام 1443 محطة في مسيرة نجاحات المملكة في موسم الحج. وتعلق الناس والثقة بقرارات حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- نتيجة ما يرونه من نجاحات متتالية كل عام، وحرص وتفانٍ كبير في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وما مروا به بأنفسهم من تجارب في رحلاتهم إلى الحج. فكل ذلك بجهود متواصلة مع جميع القطاعات حتى يصل الحج إلى التميز. وهنا أريد لفت النظر للجهود المترامية من قبل وزارة الداخلية، جهود يذكرها جميع مَن يرى ويشاهد العمل وما به من تميز ورحابة وسعة صدر، والتضافر من جميع مؤسسات الدولة عبر إطلاق برامج مميزة، ومنها إطلاق وزارة الداخلية السعودية مبادرة «طريق مكة»، ضمن مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج رؤية السعودية 2030، وذلك في (5) دول، شملت باكستان وماليزيا وإندونيسيا والمغرب وبنغلاديش. «طريق مكة»، هي إحدى مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي يندرج تحت برامج رؤية السعودية 2030، أطلقت في العام 2017م، وتهدف لتيسير رحلة الحجاج من خلال إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك والاشتراطات الصحية وفرز وترميز الأمتعة في مطارات بلدانهم، وبالتالي الدخول إلى السعودية كأي رحلة داخلية، ونقل أمتعة الحجاج إلى أماكن سكنهم. ومحطات رحلة ضيوف الرحمن المستفيدين من المبادرة: أخذ الخصائص الحيوية لضيوف الرحمن المستفيدين من المبادرة والتأكد من توافر الاشتراطات الصحية والمتطلبات الوقائية لهم، والحصول على تأشيرة الحج. وكذلك إصدار بطاقة صعود الطائرة وفرز وترميز الأمتعة من خلال تسجيلها باسم صاحبها في محطة الإقلاع. وإنهاء إجراءات دخولهم إلى المملكة في الصالة المخصصة للمبادرة من قبل فريق عمل الجوازات قبل الإقلاع من مطارات بلدانهم، وصعود الطائرة للتوجه إلى محطة الوصول في جدة والمدينة المنورة. ووصول ضيوف الرحمن إلى الصالة المخصصة للمبادرة في المملكة، ونقلهم إلى مقار سكنهم مباشرة.
ومن ثم تسلم أمتعتهم في مقار سكنهم مباشرة دون الحاجة إلى انتظارها في محطات الوصول. ووصلت الأعداد المستفيدة من المبادرة في الأعوام السابقة 276.668حاًجا، وهذا تطور كبير في مجال العمل وتذليل الصعوبات أمام حجاج بيت الله الحرام، ويتم تنفيذ المبادرة بجهود رجال أمننا وتضافرهم ووقوفهم يدا واحدا من أجل خدمة هذا البلد وقيادته، وقامت هذه المبادرة بالتعاون مع وزارات «الخارجية والصحة والحج والعمرة» والهيئة العامة للطيران المدني وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والمديرية العامة للجوازات، وشركة علم. ويُحدثني أحد الإعلاميين من إحدى الدول على الجهود المميزة للحج، وكيفية الاستقبال وتلك المبادرات، التي أبهرتهم ومنها مبادرة مكة المتميزة. وحقيقة مَن يقصد المملكة سيلحظ كل عام تجديدًا وتميزًا في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، فالجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة السعودية لراحة وخدمة ضيوف الرحمن تشهد تطورًا كبيرًا عامًا بعد عام، ما سيسهل على الحجاج أداء حجهم بيسر وسهولة وفي جو إيماني روحاني مبهر.
حفظ الله السعودية وقيادتها من كل مكروه ونكرر (دمت يا وطني شامخاً).
Ghadeer020@