تصريحات مدير منظمة الصحة العالمية تعكسها الإحصاءات الرسمية لإصابات فيروس كورونا حول العالم، إذ بلغ إجمالي الإصابات ما يقرب من 532 مليون إصابة، و6 ملايين و300 ألف وفاة، في الوقت الذي دفع تفشي الفيروس بعض الدول الأوروبية مثل البرتغال إلى إعادة فرض قيود المكافحة للتصدي لانتشار المرض.
الأجسام المضادة
وكشفت دراسة جديدة، أن المتحورين الجديدين المتفرعين من "أوميكرون" "BA.4" و"BA.5" ، لديهما القدرة على التهرب من الأجسام المضادة الناتجة عن الإصابات السابقة وكذلك الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، ما يشير إلى إمكانهما إصابة الشخص الذي تلقى لقاح كورونا، وفقًا لشبكة CNN الأمريكية.
ووصف الدكتور ديفيد هو، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة كولومبيا في نيويورك، المتحوران قائلاً: "إنه تهديد خطير".
وظهر المتحوران لأول مرة في جنوب أفريقيا، وانتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر شهر مارس، وفقاً لموقع مشاركة تسلسل الجينات " GISAID"، كما أجرى باحثون في جنوب أفريقيا اختبارات لقياس قدرة الأجسام المضادة على التصدي لمتحوري كورونا، ووجدوا انخفاضًا بأكثر من 7 أضعاف لدى الأشخاص الذين لم يتم تلقيحهم، لكنّهم تعافوا منذ فترة قصيرة من عدوى "BA.1"، في قدرة أجسامهم المضادة على مواجهة فيروسات "BA.4" و"BA.5"، وكان الانخفاض أقل بثلاثة أضعاف لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، وأصيبوا بـ"BA.1" مؤخراً، كما أن الفيروس أسرع انتشارا من باقي السلالات.
إذًا، ما هي أوجه الاختلاف لأعراض السلالتين الجديدتين من كورونا؟.. وفقاً لشبكة "سكاي نيوز" فإن عالم الأوبئة البريطاني تيم سبيكتور، حذر من أن المتحورين لهما أعراض تصيب جهة قريبة من الدماغ، مؤكداً أن فقدان حاسة الشم وطنين الأذن من الأعراض التي يسببها الفيروس، بما يدل على أن تأثير الإصابة يكون بالقرب من الدماغ.
هل يجب أن نقلق؟
وصنّف المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) BA.4 و BA.5 كمتغيرات مثيرة للقلق، وجاء ذلك في أعقاب ارتفاع حاد في الحالات في البرتغال، حيث قدر المعهد الوطني البرتغالي للصحة في مايو الماضي أن BA.5 مسؤول عن نحو 37٪ من جميع مصابي الفيروس.وتفيد تقارير "ECDC" أنه على الرغم من عدم وجود دليل حتى الآن على زيادة الخطورة مقارنة بالمتغيرات السابقة، يبدو أن BA.4 وBA.5 أكثر قابلية للانتقال والانتشار.
سريع الانتشار
وأخذ المتحوران الجديدان من "أوميكرون" الانتشار في العالم، حيث رُصد "BA.4" في 30 دولة، فيما ظهر متحور "BA.5" في 32 دولة، وفقًا لموقع "Outbreak.info" التابع لاتحاد يتألف من مراكز أبحاث أكاديمية، بدعم تمويلي من المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة (NIH).
ويعتقد البعض أن الأوضاع الخاصة بفيروس كورونا تسير في تحسن مستمر، ولكن هل هذا صحيح؟.. كشفت لجنة شكلتها منظمة الصحة العالمية لتقييم القدرة العالمية على مواجهة الأوبئة، أن العالم ليس في وضع أفضل مما كان عليه عندما ظهر الفيروس القاتل عام 2019، وقد يكون في الواقع في وضع أسوأ بالنظر إلى الخسائر الاقتصادية فقط، مشددة على عدم إحراز تقدم في الأنظمة الصحية العالمية بما يؤكد أن العالم ما يزل معرضاً للخطر أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يدل على أن أوضاع الفيروس يمكن أن تشهد تطورات خطيرة.
كيف تحمي نفسك؟
يوصي الخبراء بالالتزام بأساليب الوقاية "المعتادة"، وهذا يعني أن تحصل على لقاح ضد "كوفيد 19"، والتأكد من أنك على اطلاع بآخر المستجدات بشأن معززات مناعتك.وعلى الرغم من أن المناعة التي يوفرها اللقاح غير كاملة في منع العدوى، غير إنّه يجنبك الأعراض الخطيرة والشديدة ويُبعدك عن المستشفى.
وإذا كنت تعتبر معرضًا لخطر كبير للإصابة بمضاعفات الفيروس، فيجب الحفاظ على ارتداء "قناع عالي الجودة ومناسب" في الأماكن الداخلية.
