لقد خنق العدو صوت مراسلة قناة «الجزيرة» شيرين أبي عاقلة، لكنه لن يستطيع خنق أو إسكات أو قطع ألسنة الفلسطينيين.
هو يقتل ثم يقلب الحقائق رأسا على عقب، فبعد اغتيال شيرين وإصابة علي السمودي، الذي يعمل أيضا في القناة من قبل جيش العدو الصهيونى، قال رئيس وزرائه إنه «يبدو أن الصحفية قتلت برصاص فلسطينيين كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي»!!!!
أضاف إن «تحقيقا سيجري في الحادث». وبالتأكيد ستدفع قوات الاحتلال هذا التحقيق ليكون لصالحها.
الكذِب لا يلغي أبدا حقيقة القوة الغاصبة.
ما حدث كان صراعا بين (العقل) و(الجنون): عقل الصحفية وجنون المحتلين، الذي ربحت فيه شيرين وكتبت الخبر الأخير... بدمائها!!
سيجن جنون الصهاينة أكثر فأكثر عندما يرون انتقام الفلسطينيين لشيرين.
وهي كانت تنقل قصص الاحتلال طوال 25 عامًا، فصارت هي القصة.
الدليل على أن القتل جاء من العدو هو الرصاصة، التي كانت تحت الأذن وفي المنطقة، التي لا تغطيها الخوذة ما يعني أن قناصا ماهرا هو الذي أطلق النار، ولم يكن من متظاهرين فلسطينيين، فكيف يقتل الفلسطيني فلسطينيا.
قلب الحقائق لعبة إسرائيلية دائمة، فقد سبق أن لعب بها في ساحة الطفل المغدور محمد الدرة (12 سنة)، الذي قتل عام 2000 وهو محتميا بأبيه وسط صراخ الأب ونحيب الطفل إلى أن صمت برصاصة فلسطينية!!
ولم تتم معاقبة المحتل، فلم يعاقب ولا حتى يتم التنديد، ويبدو أن جريمة شيرين ستنحو نفس المنحى، ويهرب القتلة بجريمتهم التي تضم إلى جرائمهم الواسعة.
ولا بد أن تكون هذه الجريمة خنجرا في ظهر الاحتلال بتسريع التحقيقات وليس بتشكيل لجنة مشتركة بين الفلسطينيين والعدو، لأن إسرائيل إذا وضعت إصبعها في الماء سممته.
والسم الإسرائيلي يرافق دائما الغدر والخيانة والجرائم، التي لن تتوقف، بل ستستمر طالما هناك صحفيون أحرار ونشطاء يدافعون عن بلدهم، وأطفال شجعان لا سلاح لديهم سوى الحجر في قبضاتهم والحب لفلسطين في صدورهم.
إسرائيل تبحث عن الصدور لتغتال الحب، والقبضات لاغتيال الطفل والحجر، وأخبار الصحفيين والصحفيات لتقتلهم.
لا مكان للرحمة في قلوب الجنود المحتلين، ولا فرق بين طفل بريء وصحفية شجاعة.
شيرين كانت تنقل الأخبار لفضاء العالم، فجاءتها الرصاصة الغادرة. الدرة احتمى بأبيه فجاءته (رصاصات) قاهرة!!
ورغم الهجوم على الأطفال إلا أنهم يواجهون بصدورهم وعزمهم على زرع القلق في عقول المعتدين.
••• نهاية
وداعا (ساخنا) لشيرين.
@karimalfaleh