تتوالى والحمد لله أخبار النجاحات، التي يحققها رجال الجمارك السعوديون وقوى الأمن وسلاح الحدود في إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات في المنافذ والمناطق الحدودية في مواجهة محاولات لا تتوقف من قوى شريرة تصر أن تسيء إلى أمن بلادنا ومجتمعنا مدفوعة بدعم بعض دول الإقليم، التي يزعجها ما تستمتع به مملكتنا من الأمن والسلم الاجتماعي والإمكانات الاقتصادية والحمد لله إضافة إلى أن بعض الميليشيات وفي مقدمتها حزب اللات، الذي يعتمد في تمويله لأعمال التخريب والإرهاب في المنطقة على المخدرات باعتبارها مصدراً رئيسياً لتمويل عصاباته، التي تعوث في الأرض فساداً، وقد أثبت ذلك اكتشاف تهريبه للمخدرات بأنواعها في العديد من دول العالم من أوروبا إلى أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا إضافة إلى محاولاته المستمرة لتهريب المخدرات إلى المملكة مستعيناً ببعض الأجهزة الأمنية في الدول التي يتحالف معها وهو ما أكدته محاولات التهريب إلى الأردن وجعله ممراً لهذه المخدرات إلى دول الخليج وفي مقدمتها المملكة. وفي الوقت الذي لا تخفى فيه الآثار النفسية والاجتماعية على الأفراد، الذين يبتلون بهذه الآفة، فإن الآثار الأمنية والاقتصادية، التي تعاني منها المجتمعات المستهدفة لا تقل خطورة عن ذلك لأن المتعاطين من أخطر الناس على المجتمع وعلى أسرهم، كما أكدت ذلك أكثر من واقعة. وإذا كانت النجاحات والجهود، التي يبذلها رجال مكافحة المخدرات والجمارك والأمن تتوالى والحمد لله إلا أن القضاء التام على هذه الآفة، التي تنجح في بعض الحالات في إيصال سمومها إلى المجتمع ولو لمرات قليلة يظل لها تأثيراتها السلبية، التي يتطلب التخلص منها كلياً تضافر جهود كل أفراد المجتمع وتعاونهم مع رجال الأمن، كما أن أفراد الأسر التي يُبتلى بعض أبنائها بهذه المصيبة ينبغي ألا تحول مشاعرهم العاطفية دون قيامهم بإبلاغ الجهات المختصة حين اكتشافهم إدمان أبنائهم أو إخوانهم دون تأخير وقبل أن يرتكب هؤلاء المدمنون جريمة مثل الجرائم، التي حصلت لا قدر لها لنكتشف أن عدم الإبلاغ قد أدى إلى مثل هذه الجرائم، التي يذهب ضحيتها الأبرياء؛ لذلك فإن كل مواطن وكل مقيم يتحمل الأمانة والمسؤولية في عدم التستر على أي مدمن مهما كانت تربطه به صلة قرابة، وأن يتذكر أن المبادرة والسرعة بإخبار الجهات المختصة تؤدي إلى اتخاذ إجراءات الوقاية والعلاج دون تحمل أية مسؤولية سواء للمدمن، الذي سيخضع للعلاج ولا لمَن يبادر بالإبلاغ عن الحالة قبل اكتشافها، وهي مسؤولية كبيرة وعظيمة أمام الله ثم أمام المجتمع وله -بإذن الله- أجر ما يمنعه ذلك من جرائم ومصائب يمكن الوقاية منها.. ببساطة الإبلاغ في الوقت المناسب فيه علاج ووقاية.. اللهم قد بلغت.
@Fahad_otaish