إن الكثير من العباد غادروا الدنيا، وهم يتمنون أن يطيل الله أعمارهم ليشهدوا شهر رمضان، لكنهم رحلوا قبل أن يغتنموه، لأنهم يعلمون أنه كنز لا يقدر بثمن ولا بجبال من ذهب، فصيامه وقيامه والإقبال عليه بما أمر الله له سبحانه وتعالى له جزاء عظيم لا أحد من الخلائق يعرفه، ويكفي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) أخبرنا عن بعض الثواب: «مَن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، لذلك فإن الشهر الفضيل هو بمثابة فرصة ذهبية لا بد من استغلالها بالعبادات والأعمال الصالحات.
ولا شك أن مَن حرم المغفرة في رمضان، فهو مغبون، فالله أحاط فيه عباده برحمته في كل ليلة من لياليه، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، وقد قال رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم): إن الله يأمر ملكاً يُنادي في كل يوم من شهر رمضان في الهواء، أبشروا عبادي، فقد وهبت لكم ذنوبكم السالفة، وشفعت بعضهم في بعض في ليلة القدر.
وعليه فإنه لابد من كثرة الاستغفار في هذا الشهر المبارك، لأنه من موجبات مغفرة الله لذنوب عباده الأوابين المناجين له بالأسحار، عملا بقول رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم): «عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء، فأما الدعاء فيدفع عنكم البلاء، وأما الاستغفار فتمحى به الذنوب».
*رمضان مناسبة للمحبة والإخاء*
إن رمضان هو مناسبة عظيمة لتعزيز قيم التسامح والمحبة والسلام، خاصة أن ليلة القدر وهي خير ليلة جعلها الله سلاما حتى مطلع الفجر، في دلالة كبيرة على أهمية أن يعيش الإنسان في سلام بعيدا عن مظاهر العنف وأشكاله، وذلك باتباع نهج التسامح والمودة حتى يعم السلام على الإنسانية جمعاء.
فالأمة مطالبة في هذا الشهر إلى إعادة تصفية العلاقات وإنعاشها بدءًا من الأسر والعلاقات الاجتماعية بصلة الأرحام ووضع حد للقطيعة، التي تشهدها بسبب دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، لذلك فالشهر الكريم هو فرصة لترميم العلاقات والدعوة إلى التراحم والتحابب ورص الصف وتحقيق الوحدة الإسلامية ونبذ الكراهية، وكل مظاهر العنف والفساد، فرمضان شهر المحبة والوئام والإحسان ولنكن ممن ظفر بالريان.
@sayidelhusseini