DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«عام القهوة السعودية».. احتفاء مبتكر ينقلنا إلى فضاءات ثقافية رحبة

المبادرة تبرز أحد مظاهر الكرم والضيافة.. مختصون:

«عام القهوة السعودية».. احتفاء مبتكر ينقلنا إلى فضاءات ثقافية رحبة
أشاد عدد من المهتمين بالقهوة باحتفاء وزارة الثقافة بالقهوة السعودية، وجعلها ضمن أجندتها، وأكدوا أن إعلان وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، تسمية عام 2022 «عام القهوة السعودية»، هو احتفاء فاخر بالأصالة، وبهذا العنصر الثقافي المرتبط بهوية المملكة وثقافتها، وأنه دليل على تحول ثقافي مبتكر ونوعي ينقلنا إلى فضاءات رحبة لا حدود لها.
احتفاء فاخر
قال عضو الجمعية المهنية للتراث الثقافي غير المادي رئيس المنتدى الشعبي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء الشاعر راشد القناص، إن إعلان وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود تسمية عام 2022 «عام القهوة السعودية» هو احتفاء فاخر بالأصالة، هذا العنصر الثقافي المرتبط بهوية المملكة وثقافتها، فالقهوة رمز كرم وعراقة، ورفيقة الحكايات والقصص وحديث المجالس الطيبة، كما أنها محفزة للقريحة الشعرية، فكتب فيها الشعراء وأجزلوا في وصفها والتغني بها، إضافة إلى أن إقامة المبادرات والأنشطة والفعاليات على مدار العام بهذه المناسبة محفز على الابتكار، وجلي بخلق فرص اقتصادية مختلفة تعزز من قيمة القهوة، ما يساعد على دمج الثقافة بالاقتصاد لجعلها رافدا حياتيا مهما، فمبادرة «عام القهوة السعودية» ستكون مظلة جامعة لكل مظاهر الاحتفاء بهذا المكون الرئيس في الثقافة السعودية، والذي يعد من الواجبات الأساسية التي تعمل على تنفيذها وزارة الثقافة الغنية بمبادراتها ومشاريعها التي تسير قدما لجعل الثقافة أسلوب حياة لا يقتصر على الأدب، بل يشمل كل المظاهر الحياتية الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف أن القهوة العربية من أنواع التراث غير المادي التي أدرجت ضمن قائمته عام 2015، وأعتقد أن تاريخ القهوة وتجذرها وقدمها جعلها تحظى بمكانة مرموقة، ووزارة الثقافة تدرك هذه القيمة، لذلك اختارت القهوة السعودية كواحدة من أهم مزايا الاحتفاء الأصيل، إذ تحمل سمات ومعاني الكرم والترحيب والمواساة والتعزيز والحب والتقدير في آن واحد، والمبادرة تحقق نموذجا لـ«جودة الحياة»، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، والتي تعد منصة لإطلاق الأنشطة والحملات والأفكار الداعمة والمبدعة.
كرم الضيافة
أما صاحب أحد مراكز الضيافة العربية عبدالرحمن الزويد، فأكد أن القهوة تلعب دورا مهما في ترسيخ الحياة الاجتماعية العربية، وأنها أسهمت في بلورة المنظومة السلوكية، ولها دور فعال وحيوي في عمليات التواصل الاجتماعي بين الأفراد والمجتمعات، خاصة المجتمع الخليجي، لذلك ارتبطت القهوة بكل المناسبات الاجتماعية، وأصبحت من أهم المعتقدات الشعبية، فلها تاريخ طويل عند العرب، وقوبلت بالرفض والمعارضة في البداية حتى أصبحت من أهم المشروبات الرئيسية الآن، واقترنت بكرم الضيافة.
وأوضح أن المبادرة جاءت امتدادا لمبادرات نوعية ابتكارية تنعش الحراك الثقافي، وتضخ الهواء لرئة المتلقي بكل أنواعه النخبوي والبسيط والنوعي ليبدع ويشارك، كما أن هذه المبادرة عامل تحفيز للجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية والمقاهي المحلية والعالمية للمشاركة فيها عبر أفكار مبتكرة تضمن حضور القهوة السعودية في قوائمها ومنتجاتها، كما يسهم في المنافسة وتجويد المنتج وإمكانية تطويره، إلى جانب تنظيم مسابقات وفعاليات لأفراد المجتمع لضمان تحقيق مستوى عال من المشاركة المجتمعية، كما أنها ستفسح المجال للشاب السعودي بجنسيته لخلق محتوى مختلف يتماشى ومتطلبات المجتمع العصري والحداثي، بهوية سعودية مطورة بنسخة تحمل رؤية 2030 التطويرية.
سيدة المزاج
وقالت البريستا شريفة إبراهيم «صانعة قهوة»: أحيانا تتفوق القهوة على البشر في تحسين المزاج، والاحتفاء بالقهوة ضمن جهود وزارة الثقافة لإبراز العناصر الثقافية السعودية، وتقديمها كمنتج ثقافي مميز للمملكة وتسويقها محليا ودوليا، انطلاقا مما تحمله القهوة من خصوصية في المجتمع السعودي في كل مراحل إنتاجها، زراعة وتحضيرا وتقديما، والتي قد لا تتوافر بالكيفية نفسها في أي بلد آخر، كما تحضر القهوة بلون ومذاق مختلفين في كل منطقة من مناطقها، وتقدم للضيوف بطرق وأساليب متعددة، ما يمنح القهوة السعودية خصوصيتها، وعمقها الثقافي الفريد، فالفنون السعودية مختلفة عن القنوات الأخرى، وارتبطت بالبروتوكولات الرسمية والمراسم الملكية، كما تشهد الآونة الأخيرة إقبالا كبيرا على تناول القهوة، والذي يعد ظاهرة صحية، إذ تحرص أغلب الفئات على شرب القهوة بجميع أنواعها، فطريقة التحضير تختلف، إلا أن المكون واحد وهو «البن»، وطريقة تحضير القهوة السعودية بأجود أنواع البن والهيل والزعفران، والبعض له إضافات أخرى مثل حبات القرنفل «مسمار، عويدي» كما يطلق عليه بعض العامة كل وطريقته، غير أنه مهما اختلفت الطرق، فالجميع لا يختلفون على حب القهوة واعتبارها «سيدة المزاج».
المنتج السعودي
وذكر حسن يوسف الجبارة «تاجر قهوة»، أنه منذ أكثر من 45 عاما امتهن تجارة القهوة وورثها عن والده، وأنه حرص خلال تجارته على اقتناء القهوة السعودية لجودتها ودعما للمنتج الوطني، فهي رمز أساسي في كل المناسبات، وفي غير المناسبات هي عادة صحية حميمة، وصديقة المزاج وبها تحلو الأوقات، وقال: أضافت لي تجارة القهوة الكثير من الخبرة في معرفة أجود الأنواع من رائحتها وشكلها ومدى نظافتها، فهناك الكثير من أنواع القهوة مثل الخولاني واليافعي، كما أن عمر زراعة البن الخولاني في جنوب المملكة لأكثر من ثمانية قرون، إذ كان ميناء جيزان من أكثر المنافذ العربية تصديرا للقهوة، وتعد مزارع القهوة في جبال «الداير» أشهر وأجود تلك الأنواع.
وأضاف: تعد محافظة الداير عاصمة البن الخولاني في المملكة، إذ تنتج المحافظة 489.820 طنا من إجمالي 685.536 طنا بعدد 122.455 شجرة مثمرة من إجمالي 171.384 على مستوى منطقة جازان، ويزاول هذا النشاط والإرث الشعبي الأصيل قرابة 919 مزارعا من 1.596 يمثلون إجمالي مزارعي المنطقة، بحسب إحصاءات هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية.
عادات أصيلة
أما علي الموسى «صانع قهوة»، فقال إن تاريخ القهوة عند العرب قديم مليء بالمغامرات والحكايات الشيقة، فهي من العادات الجميلة والأصيلة، وعنصر ثقافي دال على قيم نبيلة يتميز بها الإنسان السعودي، كالكرم وحسن الضيافة، وكانت القهوة وما زالت جزءا أساسيا في أي لقاء أو اجتماع بين أفراد المجتمع في المملكة، فالقهوة ليست مجرد مشروب؛ بل هي أخلاق لها عادات وطقوس خاصة بها لا يمكن التنازل عنها، مثل تقديمها باليد اليمنى، لأن تقديمها باليد اليسرى فيه إهانة للضيف، وكمية القهوة يجب ملء الفنجان إلى نصفه رغم حجمه الصغير ويُعرف بـ«صبة الحشمة»، أما في حال زيادة الكمية عن ذلك فهذا يعني عدم الترحيب بالضيف، وهز فنجان القهوة والذي يعني الاكتفاء، أما في حال عدم هز الفنجان فهذا يعني الاستمرار، كما أن هناك بعض المسميات لعدد مرات شرب القهوة، فالفنجان الأول يطلق عليه «الهيف»، والذي يشربه المضيف ليثبت للضيف أن القهوة ليس بها ما يؤذي، والفنجان الثاني «فنجان الضيف» هو عنوان للإكرام والمعزة، والفنجان الثالث «فنجان الكيف»، وهو للاستمتاع بطعم القهوة، والفنجان الرابع «فنجان السيف» ويرمز إلى أن الضيف سيقف مع مضيفه في حال تعرضه لأي أذى.