انتشر في الآونة الأخيرة وقوع الكثير من الأفراد كضحايا لعمليات نصب واحتيال عبر مواقع التواصل الإلكتروني التي تتاجر بآمال وأحلام الناس من خلال التسويق الإلكتروني أو التسجيل في مدارس قيادة وهمية للنساء من خلال رابط أو موقع، وبعد الدفع يكتشف أنه وقع ضحية للاحتيال من قبل أناس لا يعرف عنهم أكثر من كبسة زر من خلال لوحة المفاتيح، فيجد نفسه ضحية اختلاس مالي ولكنه لا يعرف كيف وأين يذهب أمام عالم ليس من السهل القبض على مرتاديه، وأخذ النصب والاحتيال الإلكتروني منحنى جديدا أكثر خطورة وهو التسول عن طريق رسائل تراسل عن طريق «واتساب»، والإيقاع بالضحايا، عن طريق النصب في اختراق الحساب بعدها يقوم الجاني بإرسال عدد من الرسائل إلى الأشخاص المضافين بطلب منهم مبلغا عن طريقة إرسال بطاقة الصراف الالي، وحين الاتصال به يقول: إنه لا يستطيع الرد على المكالمة الصوتية لوجود أشخاص لديه، وعليه الإسراع في التحويل لوصول شحنة عاجلة، على أن يعيد المبلغ خلال أيام، وتنطلي الحيلة على الضحية سريعا.
يحتاج الكثيرون إلى توعية كبيرة بمخاطر التعاملات الإلكترونية التي تستلزم دفع المال أيا كان نوعها، فالمشكلة أحيانا بالمبلغ الذي يتم تحويله إلى شخص يصعب استرداده مرة أخرى، وكما أننا بحاجة إلى الكثير من التثقيف القانوني بالطرق التي يجب أن يتبعها كل من وقع ضحية الاحتيال عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وذلك بمعرفة ماذا يفعل وإلى أين يتجه وكيف يتصرف؟ وعلى الرغم من أن مثل عمليات الاحتيال هذه تحدث للكثير من الأفراد الذين لا يملكون خبرة في التعامل مع المواقع الإلكترونية، إلا أن هناك دراسة تؤكد أن عمليات الاحتيال عبر الإنترنت تعتبر صناعة كبيرة ومن الصعب اكتشافها، وكما أنه لا يمكننا أن ننسب نجاح المحتالين إلى تفوقهم التكنولوجي فقط، بل نستطيع أن نعزو نجاح عمليات الاحتيال إلى العديد من نقاط الضعف العاطفية لدى الضحايا.
لقد سهلت التكنولوجيا على المحتالين اللعب على عواطفنا وتسريع استجاباتنا بشكل عاجل، حينما تقف مكتوف الأيدي لا تعرف حقوقك القانونية، وماذا يجب أن تفعل أمام احتيال حدث لك من خلال عالم افتراضي، وما هي الإجراءات الاحترازية التي يجب أن يفعلها قبل أن يقدم الثقة لأي مسوق أو متصيد، إن مثل هذا النوع من الاحتيال أصبح يقع فيه المتعلمون والنخب وكبار السن وليس البسطاء غير المتعلمين أو الشباب من صغار السن وهذا يكشف مدى قدرة هؤلاء المحتالين على الإقناع.
وأخيرا.... يجب على الشخص أن يحرص على حماية نفسه والمحيطين به في المنزل من الاحتيال الإلكتروني، فالوعي جزء أساسي من حربنا التي نخوضها ضد المحتالين والمتربصين بنا وليس القانون وحده فقط من يحمينا.
@alzebdah1