DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين: على العبد أن يتعلّم ما يقرّبه من الله

خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين: على العبد أن يتعلّم ما يقرّبه من الله
خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين: على العبد أن يتعلّم ما يقرّبه من الله
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر العلن. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: إن المؤمن العاقل الحصيف يُقبِل على الخير وما يُعِيْنُه عليه، ويحرص على ما يُرضي ربه ويقربه إليه، ويجتنب الأعمال التي تبعده عن مولاه، ويحذر قربان ما يكون له خسارة في دنياه وأخراه. وبين أنه من الفقه أن يكون المرء على بينة من أمره؛ يعرف متى يكون القرب من الشيء نافعا مفيدا فيدنو منه ومتى يكون القرب من الشيء ضارا غير مفيد فينأى عنه. وأضاف الشيخ الغزاوي يقول أيها الإخوة: إن أعظم القُرْب القربُ من الله، وقد امتدح الله الذين يتنافسون في القرب منه مبينا حالهم بأنهم: (يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ) وقال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) يعني أن غيرهم دونهم في القرب من الله تعالى ومما هو معلوم أن مراتب القرب من الله تعالى تختلف بحسب رتبة المقرَّب، فالملائكة عليهم السلام شرَّفهم الله بالعبودية له وجعلهم مقربين كما جاء في وصفهم بأنهم: (الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ)، والأنبياء والرسل جميعا سادة المقربين، وقد وصف الله نبيه عيسى عليه السلام بكونه (وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)، وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم فهو أقرب المقربين إلى الله تعالى وأعلاهم منزلة عنده. وأكد أن القرب من الله تعالى هو القوّة الحقيقية التي يملكها العبد، قال تعالى في معرض الامتنان على نبيه موسى عليه السلام: (وَنادَيناهُ مِن جانِبِ الطّورِ الأَيمَنِ وَقَرَّبناهُ نَجِيًّا)، فإن ذلك القرب هو الذي أعان موسى عليه السلام على تخطّي كل ما أصابه في مواجهة فرعون والسحرة. وأوضح أنه على العبد أن يتعلم ما يقربه إلى الله ويجعله عزيزا عنده؛ فثمة عبادات مشروعة تكون سببا في قرب العبد من ربه، فالتوبة إلى الله من أجَلِّ ما يقرِّب المرءَ إلى مرضاة الله ويبعده عن مساخطه كما قال نبي الله صالح عليـه السـلام لقومـه: (فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ) أي إن ربي قريب ممن أخلص له العبادة ورَغِب إليه في التوبة، مجيبٌ له إذا دعاه. وأشار إلى أن الإحسان ذروة الأعمال وخير مكانة يحتلها العبد، وبه يعظم قربه من ربه (إنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِين)، قال ابن القيم رحمه الله: "حظُّ العبدِ من القرب من الله على قدر حظه من مقام الإحسان، وبحسبه تتفاوت الصلاة حتى يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماء والأرض، وقيامهما وركوعهما وسجودهما واحد." وأبان أن مِن أعظم ما يورث القرب من الله ذكر العبد لربه، فعلى قدر ما يذكره يكون قربه منه؛ ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إذا ذَكرنِي) ومما يتحقق به القرب من الله أداء الفرائض والإكثار من النوافل ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّه)، ومن أجلّ الفرائض التي يتقرب بها العبد إلى الله الصلاة والسجود لله تعالى؛ لذلك أرشد الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) فقوله (واسجد) اهتماما بالصلاة، وعطف عليه (واقترب) للتنويه بما في الصلاة من مرضاة الله تعالى بحيث جعل المصلّي مقترباً من الله تعالى، وقال ?: (أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاء) فالسجود يحكي غاية الخضوع والتواضعَ وتركَ التكبر وكسرَ النفس لله تعالى، فإذا سجد العبد لله فقد خالف هواه وقرب من مولاه ودنا من رضاه، ولذلك أرشد صلى الله عليه وسلم من سأله مرافقته في الجنة بقوله: (فأعني على نفسك بكثرة السجود) وفيه الحث على كثرة السجود والترغيب فيه والمراد به السجود في الصلاة. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الدعاء شأنه عظيم؛ فلله قرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق قال سبحانه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) ومن القرب المحمود أن يكون المرء أقربَ منزلة من النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة قال صلى الله عليه وسلم (إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا) وقال فضيلته أيها المسلمون: ومما عرف من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة وشمائله الكريمة أنه كان قريبا من الناس، يتجلى فيه جميل المعاشرة وأدب المخالطة فيحب لهم الخير ويحرص على نفعهم وقضاء حوائجهم وتفقد شؤونهم وإجابة دعوتهم والإصلاح بينهم والصبر على أذاهم والعفو والصفح عن إساءتهم، وقد بيّـن فضل ذلك العمل بقوله: (ألا أخبركم بمن يحرم على النَّار، وبمن تحرم النَّار عليه؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريب سهل) أي كل قريب من النَّاس بمجالستهم في محافل الطَّاعة، وملاطفتهم قدر الاستطاعة، وكل حليم لين الجانب، سَمْحٍ في معاملة الناس. وتابع يقول أيها المسلمون: من محاسن الشريعة الغرّاء أنها دعت إلى التواصل والتقارب والتكافل والترابط بين المسلمين، ليكون حسن العلاقات بينهم موصولا، وحبل المودة بينهم ممدودا. وأجدر الناس بذلك الأهل والأقارب والأرحام، لكن مما يؤسف له ما نجده في الواقع من خلاف ذلك فقد ظهر التنافر والبغضاء والتباعد والجفاء والقطيعة والعداء بين كثير من هؤلاء؛ فضعفت العلاقات ووهَنت الصلات، وقلّ التواصل والزيارات فنتج عن هذه الآفات: أن هُجر من هجر من القرابات، ولم يُعمل على مواساتهم في شتى الأحوال والمناسبات، وأهمل الضعفاء وذوو الحاجات، وحرموا حقهم من السؤال والتراحم والعطايا وإقالة العثرات، وأين هذا مما أرشد الله إليه بقوله: (وآت ذا القربى حقه ...) فأمر سبحانه بإيتاء ذي القربى؛ لقرب رَحِمه، وهو أولى من أُعطي من الصدقة كما ثبت في الحديث: (الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي القرابة اثنتان صدقة وصلة). وأضاف فضيلته كلما كانت صلة القرابة أقوى كان تعزيز الروابط الاجتماعية والتقارب أدعى؛ فبرُّ الوالدين من أجلّ الطاعات التي تقرّب العبد من ربه، فهما أحق الناس بالقرب والصحبة والإحسان والسعي في خدمتهما وتفقد أحوالهما ورعاية شؤونهما. وفي المقابل فقرب الوالدين من أبنائهم وبناتهم من وسائل استصلاحهم بمحبتهم والحنو عليهم ومجالستهم وتأصيل تعاليم الدين وقيم الفضيلة في نفوسهم ومتابعة سلوكهم وأخلاقهم وبذل النصح لهم والخوف عليهم أن يَبْعُدوا عن الجادة فينحرفوا عن الصراط المستقيم ومما ينبغي مراعاته لدى الآباء والأمهات والمربين مضاعفة الاهتمام والعناية بالصغار بمخالطتهم وغرس المبادئ السامية والسلوكيات الحميدة والأخلاق الفاضلة في نفوسهم ومؤانستهم وملاعبتهم وممازحتهم وشغل أوقاتهم بأشياء مفيدة نافعة؛ لإخراجهم من الواقع الذي يجعلهم أسرى للتقنيات الحديثة والبرامج الإلكترونية التي أولعوا بها وصارت تعمل على تربيهم وتكوين ثقافتهم بل والتحكم في مشاعرهم وطريقة تفكيرهم. وواصل إمام وخطيب المسجد الحرام يقول الزوجان يقربان من بعضهما بحسن العشرة ومراعاة حقِّ كلٍ منهما على الآخر لتدوم المودة والوئام ويعيشان في محبة وانسجام، ولا ينفر أحدهما عن الآخر مبغضا له هاجرا، وكلما قرب الزوجان من الله زاد القرب بينهما وكلما ابتعد أحدهما عن ربه وجد أثر ذلك في زوجه قال بعض السلف: "إني لأعصي الله، فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي". ومضى يقول عباد الله: ومن العجب العجاب أنه على الرغم من أن التقنية الحديثة والتقدم الكبير في الاتصالات، سهلت لنا بحمد الله التواصل مع الآخرين وقربت لنا البعيد وتيسر من خلالها إنجاز الأعمال وقضاء الحوائج بأقل جهد ووقت، إلاّ أنها في المقابل كانت سببا في التباعد الأُسْري وتقطع الأواصر الاجتماعية؛ فكم من أسرة يجمعهم مكان واحد ولكنهم متفرقون، فيخلو كل فرد بنفسه في البيت أو ينفرد حال اجتماعهم منشغلا بهاتفه المحمول أو جهازه التقني يتتبع بشغف مقاطع مرئية أو مسموعة أو يبعث رسائل عبر برامج التواصل المختلفة، أو يتصفح المواقع أو يستغرق وقتا طويلا في اللعب بالألعاب الإلكترونية وربما واصل السهر من أجلها، فينبغي لنا أن ننتبه لذلك ونعالج أمرنا ونستدرك حالنا. وأوضح الشيخ فيصل غزاوي أنه ليس كل عطاء نعمة وليس كل نعمة منحة، ولكن النعمة الحقيقية هي التي تُقِّرب من الله عز وجل قَالَ أَبُو حَازِمٍ رحمه الله: "كُلُّ نِعْمَةٍ لَا تُقَرِّبُ مِنَ اللَّهِ فَهِيَ بَلِيَّةٌ"، وتأملوا رعاكم الله ما ذكره ربنا جل في علاه: (وَمَآ أَمْوَ?لُكُمْ وَلَآ أَوْلَ?دُكُم بِ?لَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى?? إِلَّا مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَ?لِحًا فَأُوْلَ??ئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ ?لضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِى ?لْغُرُفَ?تِ ءَامِنُونَ) والمعنى كما ذكر بعض العلماء: وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحًا فتقربهم أموالهم وأولادهم إلى الله زلفى بطاعتهم الله في ذلك وأدائهم فيه حقه دون أهل الكفر بالله. وأكد فضيلته أن الطَّاعاتِ مُوصِلةٌ إلى الجنَّة، والمعاصيَ مُقرِّبة مِن النَّارِ، قال عليه الصلاة والسلام: (الجنَّةُ أقربُ إلى أحدِكم من شراكِ نعلِه، والنَّارُ مثلُ ذلِكَ) لذا فمعرفة ما يقرب من الجنة ويباعد من النار من أهم المطالب، وهذا ما حرَص عليه الصحابة رضي الله عنهم؛ إذ كان أحدهم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ"، فيجيبه صلى الله عليه وسلم بقوله (تَعْبُدُ اللهَ، وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزكاة وتصل الرحم). ودعا فضيلته إلى الابتعاد عن كل عما يَشينه ويسوؤه وأن يكون بعيدا عن كل ما يوقعه في المحرمات الصغائر منها والموبقات فقد حذر الله آدم وحواء عليهما السلام بقوله عز وجل: (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) لكن الشيطان أغواهما فأكلا منها فكان ما كان من شأنهما، وقد جاءت الأدلة المتكاثرة في النهي عن قربان بعض الكبائر لأن قربانها قد يؤدي إلى الوقوع فيها كقوله تعالى: (والرجز فاهجر) والمعنى داوم على هجر الأصنام والأوثان وأعمال الشرك كلها؛ فلا تقربها وابتعد عن كل ما يلابسها، وقوله تعالى: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) أي فابتعدوا عن عبادة الأوثان وطاعة الشيطان واتقوا قول الزور كمِثْل ما افتراه المشركون باتخاذهم آلهة لتقربهم من الله منزلة بزعمهم قال سبحانه: (والذين اتخذوا من دونه أولياء، مَا نَعبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)، أما المؤمن فيحذر الشرك والكذب والزور ويبتعد عما لا قربة له فيه ولا طاعة، قال الله في وصف عباد الرحمن: (والذين لا يشهدون الزور) ويدخل في ذلك كما ذكر العلماء الشرك وعبادة الأصنام والفسق والكذب والباطل ومجالس السوء والخنا وأعياد المشركين والمناسبات البدعية. وأوضح فضيلته أن مما نهى الله عن قربانه كذلك ما جاء في قوله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ? إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا) فنهى عن الزنا وعن مقاربته وهو مخالطة أسبابه ودواعيه، وقولِه جل شأنه: (وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) أي لَا تقربوا الذنوب العظام المستفحشة، ما كان منها ظاهرا وما كان منها خافيا، وهذا يتناول النهي عن مقدماتها ووسائلها الموصلة إليها. وحث إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين باغتنام الأعمار في طاعة ربنا حتى لا نتحسر عند موتنا على ساعة مضت من عمرنا لم نتقرب فيها إلى بارئنا، ولنعلم أن في قربنا من ربنا ونيلِ المكانةِ عنده والمنزلةِ والحظوة، سعادةَ الدنيا والآخرة، وفي البعد عنه أكبرَ خسارة وأشدَّ ندامة وأعظمَ شقاوة، كما علينا أن نحذر أسباب البعد عن الله والطرد من رحمته والهلاك فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه صعد المنبر فقال: آمين آمين آمين. وبين للصحابة سبب تأمينه فقال: (أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار، فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين. قال: يا محمد، من أدرك شهر رمضان، فمات، فلم يغفر له، فأدخل النار، فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين. قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك، فمات فدخل النار، فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين) وفي رواية: فأبعده الله وأسحقه. وفي المدينة المنورة نبّه فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ من خطر إيذاء المسلمين بالقول أو الفعل، مبيناً أن ذلك مخالفة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولأصول الإسلام، داعياً إلى التعاون على فعل الخير، وتجنّب الإضرار بمنافع المسلمين، وفعل ما يؤذيهم في أنفسهم أو الممتلكات العامة التي هيئت للانتفاع بها. واستهل فضيلته خطبة الجمعة بحمد الله والثناء عليه مبيناً أن من أصول الإسلام الأمر بتحقيق كل ما يجلب مصالح الدارين، ودرء كل ما يكون معه مفسدةٌ دينية أو دنيوية، وبهذا يحصل للناس السعادة والفلاح، والأمن والأمان، قال الله تعالى "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ". وأوضح فضيلته أن الإسلام يحثّ على العناية بمرافق المسلمين العامة، ودفع ما يؤدي إلى الإضرار بها، قال تعالى " وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ". وبيّن أن إزالة الأذية بأنواعها عن منافع المسلمين من طرق وغيرها صدقةٌ يقدمها الإنسان لنفسه، داعياً إلى المبادرة لهذه الأعمال الخيّرة التي تنفع العبد بكسب حسنات عظيمة، بأعمال يسيرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قلت: "يانبي الله، علمني شيئاً أنتفع به، قال: أعزل الأذى عن طريق المسلمين". ونبّه إمام وخطيب المسجد النبوي من حرمة إحداث الضرر بشتى صوره، والأذية بمختلف أشكالها في منافع المسلمين كافة، إذ قال تعالى "وَلَّذِينَ يُؤْذُونَ لْمُؤْمِنِينَ وَلْمُؤْمِنَتِ بِغَيْرِ مَا كْتَسَبُواْ فَقَدِ حْتَمَلُواْ بُهْتَ?نًا وَإِثْمًا مُّبِينًا" ، وقد عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حقوق الطريق كف الأذى. وحذّر الشيخ حسين آل الشيخ من فعل كل ما يمكن أن يترتب عليه إيقاع الأخطار بالمسلمين أو الإضرار بهم ، بشتى صور الأذى القولي أو الفعلي، قال صلى الله عليه وسلم :" من مرّ في شيء من مساجدنا أو أسواقنا ومعه نبلٌ، فليمسك وليقبض على نصالها بكفِّهِ، أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء" .