DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عمره يقارب الـ100 عام.. سقوط 5 أجزاء من قصر «عالي» وفريق «تدخل سريع» لإنقاذه

اجتماع طارئ للوقوف على الأسباب.. وإغلاق محيط الموقع

عمره يقارب الـ100 عام.. سقوط 5 أجزاء من قصر «عالي» وفريق «تدخل سريع» لإنقاذه
باشرت هيئة التراث ووفد من وزارة الثقافة بالرياض وعدد من المهندسين، والبلدية والدفاع المدني، مساء أمس الأول، عملية انهيار 4 أجزاء داخلية وخارجية وبرج من قصر عالي التراثي، والذي يصل عمره إلى قرابة قرن من الزمان، بسبب التصدعات والاهتزازات الهوائية.
تقييم الأضرار
وعقد محافظ قرية العليا ماجد العريفي، اجتماعا طارئا مع الفريق الذي باشر عملية الانهيار، فيما أغلق الفريق الطرق المحيطة بالمبنى لتقييم الأضرار والحفاظ على المارين.
متابعة مستمرة
وقال محافظ قرية العليا إن هناك متابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة، حفظهما الله، إذ جرى تقديم الدعم اللوجستي والمعنوي لإجراء الترميمات اللازمة لهذا الصرح العملاق، أحد أشهر قلاع المملكة المسجلة ضمن قائمة التراث الوطني، وجرى الاجتماع مع الفريق المختص من هيئة التراث للعمل على ترميمه.
لا إصابات
وفوجئ أهالي محافظة قرية العليا، صباح أمس، بانهيار برج القصر الواقع بحي المروج في حين لم تسجل أي أضرار مادية أو إصابات.
وأحاطت الجهات المعنية الموقع بشريط تحذيري، فيما أعرب عدد من الأهالي والسكان المجاورين لموقع القصر عن تخوفهم من سقوط أجزاء أكبر خلال الفترة المقبلة.
بدء العمل
وذكر مصدر لـ(اليوم) أنه جرى إعداد فريق عمل لترميم الأجزاء المنهارة من القصر، والبدء فورا، إذ تم الاتفاق مع الشركة المنفذة للترميم وإعادته إلى وضعه الطبيعي من نفس المواد المستخدمة للبناء، مع تدعيم المواقع المتصدعة والأجزاء الخطيرة المتوقع انهيارها في المستقبل.
وأثار انهيار البرج الغربي للقصر عدة فرضيات حول الأسباب، كما أعاد إلى الأذهان التحذيرات التي أطلقها الأهالي، سابقا، بشأن معالجة مواد البناء الأصلية المستخدمة في ترميم القصور ومباني التراث العمراني الطينية.
وكانت (اليوم) قد نشرت عدة تقارير بشأن حاجة القصر إلى الترميم، ودعت إلى مزيد من الاهتمام، من بينها تقرير نُشر في أكتوبر من عام 2006م، إلى جانب موضوعات أخرى في نفس السياق.
استخدام الأثر
من جهته، قال أستاذ النقد المعماري بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل والمشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني سابقا د. مشاري النعيم إن هناك العديد من القصور تعاني من إهمال كبير، وما حدث لقصر عالي من الممكن أن يحدث لقصور كثيرة منتشرة على رقعة المملكة، مشيرا إلى أن الاهتزازات الهوائية ليست السبب الأساسي، وإن كانت أحدثت الضرر النهائي، مشيرا إلى أن الضرر ينشأ تدريجيا ويتفاقم قبل أن تاتي القشة التي تقصم ظهر البعير.
وقال: الأساس هو «استخدام الأثر أو خسارته» وهو ما يعني التركيز على العناصر التي تشكل تاريخنا وهويتنا المعاصرة والقريبة، وأن نعمل على توظيفها واستخدامها، ليس فقط كمتاحف فقط، ولكن يمكن أن تصبح ملتقيات للفنانين والمبدعين، وأن تكون جزءا من مواقع الجامعة وتعقد فيها المجالس، وبالتلي فإن إعادة الحياة لها هو الحل الأهم.
أساليب وقائية
وذكرت أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن د. حصة الشمري، أن قصر عالي من أهم المعالم التاريخية في قرية العليا الواقعة في المنطقة الشرقية بمسافة 280 كم شمال غربي الدمام، والتي كانت محطة عبور للحجاج القادمين من شرقي الجزيرة العربية.
وأضافت: من الواجب أن يتم المحافظة على مثل تلك القصور التاريخية التي تمثل جزءا مهما من التراث العمراني، وقيمة وطنية وحضارية، ومصدرا رئيسا لحفظ تاريخ البلاد وإبراز هوية المجتمع السعودي وعراقة تاريخه. وبينت: الحفاظ على مثل تلك المباني الأثرية يكون بعدة أساليب من أهمها الدراسة، الوقاية، الصيانة، والترميم وإعادة الاستخدام بما يتناسب مع وظيفتها السابقة.
تراث حضاري
وقال أحد معاصري القصر خالد صنيتان الخالدي، 95 عاما، إن لكل مجتمع جذورا تاريخية يمثلها تراثه الحضاري يعكس تنوع التراث الحضاري للشعوب، مما يدعو للحفاظ عليه وتطويره. وأضاف: لا تزال القصور ذات الطابع التاريخي الجميل والقديم المتميز بأشكال تراثية رائعة منها قصر «عالي» بمحافظة قرية العليا، وهو مبني من الطين والطابوق القش، ومزين من الداخل بالنقوش والألوان والتصاميم الجميلة، التي تبهر من يشاهدها.
محطة لعبور الحجاج
وعرفت محافظة «قرية العليا»، كواحدة من محطات عبور حجاج شرقي الجزيرة العربية، وتحديدا ضيوف الرحمن القادمين من البصرة والبحرين إلى مكة المكرمة، إلى جانب ما يميزها من معالم تاريخية وأثرية، ولعل من أبرز هذه المعالم قصر «عالي» التاريخي، الذي أمر ببنائه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله عام 1355هـ.
وجاء ذلك نظرا إلى كثرة حركة المرور بالمنطقة التي احتضنت القصر، ولقربها من الحدود الكويتية والعراقية، وهو واحد من جملة قصور أمر ببنائها في مختلف مناطق المملكة، لتكون بمثابة قصر حكم محلي، وافتتح الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- القصر الذي بُني بالحجارة والطين وجذوع الأشجار بقرية العليا التي تعد محطة عبور للحجاج القادمين من الشمال الشرقي.
دوائر حكومية
ويضم قصر «عالي» التاريخي الذي يقف بشموخه شاهدًا على حقبة من تاريخ الدولة السعودية الحديثة عددًا من الدوائر الحكومية، من إمارة، وإدارة للجوازات والجنسية، وإدارة للمالية، وللبريد، والشرطة، ومركز لاسلكي، فهو يعد أحد أهم المعالم التاريخية والأثرية في «منطقة الصُّمان» عمومًا، وفي محافظة قرية العليا خاصة، حيث أسهم القصر في نهضة المنطقة التي بني فيها.
اللوحة التأسيسية
ويحتفظ القصر باللوحة التأسيسية الموجودة داخل القصر، بالنص الآتي: «بسم الله الرحمن الرحيم.. بأمر جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود بني بقرية العليا قصر عالي بإشراف سمو الأمير سعود بن جلوي حاكم الأحساء عام 1355هـ»، ومع التطور الذي شهدته المملكة، والتنوع في حاجات الناس، انتقلت جميع الدوائر الحكومية إلى مقار جديدة، وبقي قصر عالي معلما أثريا وسياحيا في المنطقة يجتذب المهتمين والدارسين لتاريخ العمارة في المملكة، سواء من داخلها أو خارجها.
مراحل تاريخية
وأضافت دارة الملك عبدالعزيز في توثيقها أن القصر الذي شيد على مساحة 8,836 مترا مربعا وسط محافظة قرية العليا يشتمل على المدخل الرئيس الذي يتوسط الواجهة الغربية، بينما المدخل الأصلي للقصر يقع وسط الواجهة الشمالية، إلا أنه أغلق بعد مدة لظروف جوية، أصبح من الصعب استخدامه كمدخل فاستبدل بالمدخل الغربي.
أبراج القصر
وذكر توثيق الدارة أن القصر مدعم بسبعة أبراج ضخمة ومخروطية الشكل أربعة أبراج بالأركان وثلاثة أبراج في الوسط من الواجهة الغربية والشرقية والجنوبية، ويقع القصر وسط 4 شوارع واسعة مسفلتة ويحده من الجهة الغربية ساحة كبيرة كانت موقفا للسيارات القادمة من الكويت أو الذاهبة إليها من أجل إجراءات الجمارك والتفتيش، مشيرة إلى أن الدخول إلى هذا القصر يتم من خلال مدخل ذي عقد نصف دائري يقع في منتصف الواجهة الغربية الذي يحتوي على بوابة خشبية ضخمة بعرض 5.15 مترًا وارتفاع 4.40 مترًا تؤدي هذه البوابة إلى مدخل مسقوف بعروق «الدشن» محمول على عقود نصف دائرية.
محتويات المبنى
وأضافت الدارة أن قصر عالي التاريخي يضم من الداخل مجموعة من الإدارات الحكومية وهي إدارة الجمارك وإدارة البريد والبرق والهاتف على اليمين بالجانب الجنوبي ودورة مياه وبئر ومركز للشرطة بالجانب الشرقي ومقر الإمارة على اليسار بالجانب الشمالي ومبنى إدارة المالية وسط الفناء كما يضم القصر مسجدًا ومقرًّا للسجن بالقسم الغربي من الجانب الشمالي، بالإضافة إلى وجود سلالم في الزوايا الأربع تؤدي إلى الأبراج العلوية المرتبطة ببعضها عن طريق ممرات.
قرية العليا
وقرية العليا هي عبارة عن بئر قديمة يقطنها أبناء البادية وتم إنشاؤها كبلدة في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود في أوائل الهجرة عام 1335هـ -1916م وتعرف قرية العليا قديما ً باسم «النباج» وقد ذكرها الأصفهاني باسم الشيط العطشان والشيط الريان وهي بلدة الشيط وتابعة لمحافظة قرية العليا وتقع غرباً مسافة 50 كلم، وتعتبر قرية العليا المرجع الأساسي لمنطقة الصمان لتوفير جميع المرافق الحكومية والخدمات لتوفر المياه الجوفية بها ولخصوبة أراضيها وكثرة المراعي والمزارع وهي من أساسيات الاستيطان بمحافظة قرية العليا ويتبعها 19 مركزا ًوهجرة تقع على مسافات مختلفة أقربها تبعد 50 كلم، وأبعادها مسافة 190 كلم، و تبلغ المساحة التي تشرف عليها محافظة قرية العليا 260 × 260 كيلو متراً تقريباً «67.600 كلم مربع».
مدينة قديمة
يذكر أن المقومات الحضارية التي تتفرد قرية العليا، في تلك السنين، أدت إلى تطور الحركة الاقتصادية على الناحية الاجتماعية، ومن ثم، نزوح عدد كبير من الحاضرة إلى قرية العليا لوجود فرص عمل ولخصوبة أراضيها ووفرة المياه بها.
وتعتبر محافظة قرية العليا هي ثاني اكبر محافظة في المنطقة الشرقية من حيث المساحة أما كثافتها السكانية فقد تصل إلى 20.000 عشرون ألف نسمة.