DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الخطاب القومي يثير مخاوف تفكك البوسنة وعودة الصراع العرقي

اتفاقيات دايتون أنشأت مؤسسات حاكمة استمرت فيها سياسة المحسوبية

الخطاب القومي يثير مخاوف تفكك البوسنة وعودة الصراع العرقي
الخطاب القومي يثير مخاوف تفكك البوسنة وعودة الصراع العرقي
جنود «يوفور» ينفذون تمرينًا في سراييفو في أكتوبر (الوكالة الأوروبية)
الخطاب القومي يثير مخاوف تفكك البوسنة وعودة الصراع العرقي
جنود «يوفور» ينفذون تمرينًا في سراييفو في أكتوبر (الوكالة الأوروبية)
قال مجلس العلاقات الخارجية إن الخطاب الانفصالي بين قيادة صرب البوسنة يثير مخاوف بشأن تفكك البوسنة، مشيرا إلى أنه جزء من موجة قومية عبر البلقان تهدد بعودة الصراع العرقي.
وبحسب مقال لـ «تشارلز أو كوباشان»، الخبير بالمجلس، في خضم الانقسام الدموي ليوغوسلافيا، نجحت اتفاقيات دايتون في إحلال السلام في البوسنة في عام 1995.
وأضاف: لكن الاتفاقية وضعت أيضًا هيكلًا سياسيًا صعبًا يتمثل في دولة واحدة تتكون من جمهورية صربسكا، يسكنها بشكل أساسي الصرب (المسيحيون الأرثوذكس)، واتحاد البوسنة والهرسك، يسكنها بشكل رئيسي البوشناق (المسلمون) والكروات (الكاثوليك). وتتكون الرئاسة الثلاثية للبوسنة من صربي وبوشناق وكرواتي.
ومضى يقول: أنشأت اتفاقيات دايتون مؤسسات حاكمة استمرت فيها السياسة والمحسوبية في العمل بشكل أساسي على أسس مجتمعية.
وتابع: قام ميلوراد دوديك، زعيم جمهورية صربسكا، بتكثيف الحديث مؤخرًا عن الانسحاب من المؤسسات العسكرية والاستخباراتية والقضائية والضريبية في البوسنة، مما يهدد فعليًا بالانفصال.
وأشار إلى أنه ليس اللاعب الوحيد في البلقان الذي لعب بالورقة القومية مؤخرًا.
توحيد الصرب
ومضى يقول: وسط دعوات من وزير داخلية صربيا «لتوحيد الصرب أينما كانوا»، زادت صربيا بشكل سريع من إنفاقها الدفاعي واستعراض قوتها العسكرية من خلال التدريبات المنتظمة والاستعراض العلني لقوتها النارية.
وأردف: تواصل صربيا رفض الاعتراف بكوسوفو، الدولة ذات الغالبية الألبانية والمسلمة التي أعلنت استقلالها عن صربيا في عام 2008 بعد تدخل قوات منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1999 لوقف الصراع العرقي.
وأضاف: العلاقات بين بلغراد وبريشتينا في وضع هبوطي صعب. إضافة إلى ذلك، تمنع بلغاريا محادثات انضمام مقدونيا الشمالية مع الاتحاد الأوروبي، مدعية أن سكوبي تستحوذ على التراث البلغاري وتفشل في الاعتراف بالعلاقات اللغوية والثقافية والتاريخية بين البلدين.
ولفت إلى وجود عوامل متعددة ساهمت في هذا التصعيد في المواقف القومية.
انتكاسة سياسية
وبحسب الكاتب، أصاب جائحة منطقة البلقان بشدة، مما أدى إلى تراجع اقتصادي حاد وانتكاسة سياسية.
ومضى يقول: في منطقة لا تزال مليئة بالتوترات بين الطوائف، يلجأ السياسيون الذين يتطلعون إلى تعزيز ثرواتهم بانتظام إلى قرع طبول القومية.
وتابع: صعدت روسيا من تدخلها الدبلوماسي، وتواصلت مع إخوانها السلافيين والأرثوذكس لاستغلال وتفاقم خطوط الصدع السياسي. وكلما زادت المشاكل التي يمكن أن تثيرها موسكو في البلقان، زادت قدرتها على إبطاء اندماج المنطقة في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
واستطرد بقوله: في الوقت نفسه، يشعر قادة البلقان والناخبون بالإحباط مما يرون أنه عدم اهتمام من الغرب. كان الاتحاد الأوروبي بطيئًا في مشاركة لقاحات كورونا مع الدول المجاورة التي لم تنضم بعد إلى الكتلة، كما أن توسع الاتحاد الأوروبي متعثر.
خيبة أمل
وأوضح أنه في أعقاب قمة الاتحاد الأوروبي وغرب البلقان في أكتوبر، أصدر زعماء ألبانيا ومقدونيا الشمالية وصربيا بيانًا مشتركًا، شكوا فيه من أنه على الورق، لا تزال سياسة التوسيع نشطة. لكن من الناحية العملية، هناك خيبة أمل متزايدة بين مواطني المنطقة من منظور الاتحاد الأوروبي. ودفعت المنطقة تكاليف جسيمة للتأخيرات في هذا الجانب.
وأردف: وضعت الولايات المتحدة المنطقة في مأزق، حيث ركزت اهتمامها الدبلوماسي والعسكري على الشرق الأوسط والمحيط الهندي والمحيط الهادئ. في غضون ذلك، زادت الصين من نفوذها الاقتصادي والسياسي في البلقان، مما زاد من إضعاف التوجه الأطلسي للمنطقة.
وبحسب الكاتب، فإن البلقان ليس بعد على أعتاب جولة أخرى من الحرب العرقية.
التقدم الهادئ
وأضاف: لقد أحرزت المنطقة الكثير من التقدم الهادئ منذ التفكك الدموي ليوغوسلافيا في التسعينيات. كرواتيا وسلوفينيا عضوان في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. في عام 2019، قامت مقدونيا الشمالية أخيرًا بتسوية نزاعها مع اليونان، وانضمت منذ ذلك الحين إلى حلف شمال الأطلسي، على خطى ألبانيا وبلغاريا والجبل الأسود المجاورة. لا تزال صربيا وكوسوفو على خلاف، لكنهما أبرما اتفاقًا العام الماضي بوساطة إدارة دونالد ترامب لتطبيع علاقاتهما الاقتصادية. كان التنفيذ متقطعًا، لكن الاتفاقية كانت بمثابة خطوة إلى الأمام.
ومضى يقول: مع ذلك، فإن التصعيد الأخير في المناورات القومية يعيق هذا الزخم إلى الأمام. إن إيماءات دوديك الانفصالية خطيرة، ويمكن أن تؤدي خطوة انفصالية من قبل جمهورية صربسكا إلى اندلاع جديد لسفك الدماء الذي ينتشر خارج البوسنة.
الصراع العرقي
وأشار إلى أن آخر ما تحتاجه المنطقة هو جولة أخرى من الصراع العرقي، مضيفا: كما سيكون إخماد حرائق جديدة في البلقان احتمالًا مخيفًا لحلفاء الناتو. أوروبا والولايات المتحدة مشغولتان بروسيا والصين ولا تبحثان عن التزامات عسكرية جديدة في محيط أوروبا.
ودعا الكاتب الولايات المتحدة وأوروبا إلى إطلاق جهد دبلوماسي كبير في البلقان.
وتابع: تسير إدارة بايدن في الاتجاه الصحيح من خلال تعيين فريق من الدرجة الأولى من الدبلوماسيين المخضرمين للتعامل مع المنطقة. أما بالنسبة لجمهورية صربسكا، فإن معاقبة وعزل دوديك ودائرته الداخلية قد لا يكون كافياً.
ولفت إلى أن الكيان السياسي الذي خلفته اتفاقيات دايتون تجاوز تاريخ انتهاء صلاحيته، مشيرا إلى أنها الحرب الأهلية البوسنية، لكنها جمدت أيضًا الانقسامات الطائفية.
وأردف: لقد حان الوقت للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لرعاية البوسنة نحو اتفاقية دستورية من نوع ما وكذلك إطلاق مفاوضات تهدف إلى توفير الهياكل السياسية للبلاد التي يمكنها الصمود والتغلب في نهاية المطاف على التوترات العرقية القومية التي يجب أن تتركها المنطقة وراءها بشكل دائم. كما يجب أن يكون تطبيع العلاقات بين صربيا وكوسوفو أولوية قصوى.
واختتم بقوله: تستعد شبه جزيرة البلقان بأكملها للاندماج عاجلاً أم آجلاً في مؤسسات الأطلسي. بالنظر إلى ميل المنطقة إلى الصراع العرقي، سيكون عاجلاً أفضل بكثير من آجلاً. مع التصعيد الأخير في روح الألعاب القومية، تعد الآن لحظة مناسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للقيام بدفعة أخيرة لإكمال هذه المهمة.