DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لبنان يقطف ثمار جرائم «حزب الله».. والحل بنزع سلاحه

الحكومات المتعاقبة في عهد عون ضعيفة ومخطوفة من قبل الميليشيا

لبنان يقطف ثمار جرائم «حزب الله».. والحل بنزع سلاحه
لم يكن قرار المملكة تجاه لبنان إلا نتيجة لتقاعس الحكومات اللبنانية المتعاقبة بعهد الرئيس ميشال عون عن ردع الإساءات الصادرة عن بعض المسؤولين، ابتداء من جبران باسيل الذي كان وزيرا للخارجية عندما رفض إدانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، مرورا بتهريب المخدرات من قبل ميليشيات حسن نصر الله، وتصريحات وزير الخارجية الأسبق شربل وهبة، وصولا إلى تصريحات وزير الإعلام في حكومة نجيب ميقاتي التي قابلها سكوت للدولة اللبنانية وعجزها عن القيام بأي خطوة استباقية لرأب الصدع بين المملكة ولبنان.
ويدرك اللبنانيون أن ذلك لن يحصل مع من قتل رفيق الحريري وفجر بيروت بنيترات الأمونيوم، وتوجيه السلاح نحو الداخل وآخرها ما حصل في عين الرمانة، حيث كل ذلك يؤكد ضرورة نزع سلاح حزب الله. فالعجز الكبير والاستسلام لمشيئة وهيمنة سلاح الحزب يضعان لبنان ـ الحر ـ السيّد ـ المستقبل وكل الشرفاء أمام حقيقة إما تحقيق الانتفاضة بوجه مشروع ولاية الفقيه وإعادة الالتحاق بالحضن العربي وإما القبول بتحويل لبنان إلى إمارة إيرانية.
وقف الصفقات
ويؤكد منسق «تجمع من أجل السيادة» نوفل ضو، في تصريح لـ«اليوم»، أن «التدابير السعودية والخليجية يجب أن تكون درسا ليس فقط لخصوم المملكة الذين يستعملون الأرض اللبنانية منصة لاستهداف السعودية ودول الخليج إعلاميا وسياسيا وأمنيا إلخ... وإنما أيضا لمن يفترض أن يكونوا معنيين بالحفاظ على موقع لبنان العربي ودوره وهويته وثقافته»، قائلا: «فعلى الرغم من أن المملكة فرقت بين ما يقوم به حزب الله والسلطة السياسية المنبثقة من سلاح والتي تغطي الاحتلال الإيراني للبنان والسيطرة على مؤسساته الدستورية وقراراته، وبين الشعب اللبناني، فإن ذلك لا يعفي اللبنانيين الذين يسمون أنفسهم سياديين من تحمل مسؤولياتهم في مواجهة الاحتلال ومقاومته على الأقل بالموقف والسياسة والإعلام».
يضيف ضو: «فمن غير المقبول أن يستمر القادة السياسيون والحزبيون في التسويات والصفقات مع حزب الله ومن خلاله مع المشروع الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة. الحجة التي استخدموها لسنوات طويلة وهي الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي سقطت مع الانهيار الذي يعيشه لبنان على المستويات كافة! والنظرية التي برروا فيها صفقاتهم وتسوياتهم للوصول إلى السلطة انقلبت كوارث على لبنان».
رفض التسويات
ويشدد على أن «المطلوب من بعض القيادات التي تورطت في التسوية التي أوصلت ميشال عون إلى الرئاسة ووافقت على قانون الانتخاب الذي سمح لحزب الله بالحصول على الأكثرية أن تسارع إلى تصحيح موقفها بالفعل لا بالكلام، من خلال اعتماد سياسات وإستراتيجيات واضحة في رفض أي شكل من أشكال التسوية مع حزب الله ومهادنة المشروع الإيراني»، لافتا إلى أنه «على الشعب اللبناني أن يضغط على هذه القيادات لتصحيح سياسات السنوات الماضية والعودة إلى سياسات وبرامج وخطط عمل تبني شراكة إستراتيجية مع الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، بعيدا عن منطقة الاستفادة المادية والمساعدات». ويختم: «المطلوب حسم الخيارات فعلا لا قولا بين مشروع السلام والحوار والانفتاح والاعتدال والتنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة الذي تمثله المملكة، وبين مشروع الموت والدمار والتطرف والسلاح والصواريخ والأذرع والتخصيب الذي يدمر حضارة المنطقة».
الحكومة عاجزة
يوضح المحلل السياسي يوسف دياب، في تصريح لـ«اليوم»، أنه «إذا عدنا إلى اتفاق الطائف نرى الحرص السعودي على رعايته وجمع كل قادة لبنان تحت مظلتها لإنهاء الحرب الأهلية وإيصال لبنان إلى الاستقرار الذي نعم به طوال عقدين من الزمن»، قائلا: «في مقابل كل الدعم السعودي للبنان في كل المحطات والمحنات، إلا أن الاعتداء بوجهها لم يتوقف من قبل جزء من اللبنانيين المصرّين على أن يبادلوا ما تقدمه المملكة بالسيئ، كدور حزب الله المتفلت في المنطقة ودوره العسكري في سوريا، والعراق واليمن خصوصا، بعدما بات واضحا أن لدى الحزب المهندسين والمستشارين الذين يديرون الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية التي تستهدف المملكة وأمنها، عدا عن تهريب المخدرات والكبتاغون وتوزيعها بين الشباب السعودي لضربه وإلحاق الأذى به».
يضيف دياب: «كل هذه الأمور كانت المملكة تتغاضى عنها وتعامل اللبنانيين سواسية، إلا أن يصل الأمر لأن يكون هنالك جزء من الحكومة في المواقف التي أطلقها الوزير جورج قرداحي الواضحة والعلنية والتي تحوّل الحوثيين إلى ضحايا وتعتبر المملكة والإمارات دولتين معتديتين على الشعب اليمني أصبح أمرا غير مقبول، خاصة أن قرداحي بنى مجده وثروته من عمله في مؤسسات سعودية وخليجية، كما أن قرداحي أعاد وأصر على كلامه في مؤتمره الصحفي الأخير، مما أظهر أن الحكومة مترددة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ضعيف، ورئيس الجمهورية غائب عن هذا التطور الخطير».
وحذر دياب من أن تذهب هذه الحكومة بلبنان إلى المحور الإيراني، مشددا على أن «السواد الأعظم من الشعب اللبناني ضد هذا المحور ومع التوجه العربي، ونحن في المرحلة الأخطر والأدق في تاريخ لبنان، ولا أعلم إذا كانت معالجتها ستتم في ظل وجود حكومة ركيكة وعاجزة عن اتخاذ مواقف تحمي سيادة لبنان وتثبت الحيادية والنأي بالنفس».
لبنان مختطف
قال أستاذ الإعلام السياسي بجامعة البحرين الدكتور عدنان بومطيع، إن جورج قرداحي الذي أطلق تصريحاته المسيئة للمملكة وللخليج، نموذج للإنسان الذي يعض اليد التي ربته وكونته وكانت سببا في شهرته في العالم العربي، وجعلته نجما، فإذا به يقدم أول كلمة شكر هي إساءة ليس للمملكة وللخليج فقط وإنما لليمنيين أيضا.
وتابع بومطيع في تصريح لـ «اليوم» قائلا: «إن موقف الحكومة اللبنانية صادم، وغير موفق ويدل على عدم إدراك لأهمية الموقف السعودي والخليجي في دعم لبنان في أزمته الحالية»، مضيفا أنه موقف متواطئ مع هذا التعدي الذي قام به وزير الإعلام اللبناني، وأكد أنه موقف غير مقبول ولا يمكن لأي إنسان أن يبرره، وقال: يفترض على الحكومة تأديب الوزير وتأديب غيره ممن يتطاول على المقام السعودي والخليجي.
فشل السياسي
وأشار بومطيع إلى أن لبنان البلد الجميل تحول إلى مكب للنفايات والفشل السياسي والاقتصادي والبيئي، وليس لديهم الآن يد إلا اليد الخليجية، مشيرا إلى أن لبنان مختطف على يد الميليشيا الإيرانية الموالية لطهران بشكل يتحدى طبيعة الجغرافيا ومسيرة التاريخ، ولذلك هؤلاء الناس فضحوا أنفسهم، وأثبتوا بأن مهما اليد السعودية والخليجية تكرمه فإنه سينقلب عند أول مفصل.
وقال: إن الأزمة خلقها رجل، وللأسف الشديد وقفت معه حكومة بلاده غير مدركة لهذا الموقف الذي كان يمكن حله قبل أن يتحول إلى أزمة دبلوماسية، وجعل الشعب اللبناني بعيدا عن المعاناة التي سيتكبدها الآن نتيجة لتصرفات حكومته.
وعن دور ميليشيا حزب الله المدعومة من الجانب الإيرانية والتي تنفذ أجندة طهران وموقفه من هذه التصريحات، قال بومطيع: هذه الميليشيا تدعم هذه التصريحات من دون أدنى شك، فالوزراء الذين تم تعيينهم في حكومة ميقاتي جميعهم موالون لحزب الله الميليشيا الإيرانية التي تحكم الآن لبنان، وأضاف: قرداحي مدفوع لكي يقول هذا الكلام ومحمي من قبلهم لقول هذه التصريحات الوضيعة التي لا تليق بحكومة لبنان ولا بالعلاقة الخليجية اللبنانية.
دعم الإرهاب
من جهته قال رئيس المركز المصري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية، هاني غنيم: بدون شك أن تصريحات قرداحي تخدم الأجندة الإيرانية في المنطقة، إذ إن دعم الحوثيين إعلاميا هو دعم مباشر للإرهاب الذي تمارسه هذه الميليشيات الإرهابية، كما أن وصف الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الحوثي بأنها «مقاومة» يشجع هؤلاء المجرمين على التمادي في التورط في مزيد من الانتهاكات ضد أبناء الشعب اليمني، وتحرض على الاستمرار بالانقلاب على الشرعية.
وشدد غنيم على أن تصريحات الوزير اللبناني تعكس هيمنة نظام الملالي على لبنان ومسؤوليه، وتشير إلى تنفيذه إملاءات إيرانية بالهجوم على دول الخليج من أجل دعم الاختراق الإيراني لليمن، ومحاولة شق صف البلاد وتقسيمها ليصبح لإيران منفذا تستطيع من خلاله تهديد أمن واستقرار منطقة الخليج.
بومطيع:
موقف الحكومة اللبنانية صادم ومتواطئ مع تعدي وزير إعلامها
غنيم:
دعم الحوثيين إعلاميا دعم مباشر للإرهاب الذي تمارسه الميليشيات
ضو:
مطلوب إنهاء الصفقات مع حزب الله ومشروع إيران المزعزع لاستقرار المنطقة
دياب:
لبنان في المرحلة الأخطر.. وحكومته عاجزة عن موقف يحمي السيادة