وشدد العراقيون على أن الجميع يدرك أن عملية الإعلان المبكر لنتائج الانتخابات بعد 24 ساعة من إغلاق مراكز التصويت من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق رافقها إخفاق بسبب عدم إتمام العمليات الحسابية لجميع المحطات الانتخابية، بسبب خلل فني رافق العد الإلكتروني، لكن هذا لم يمنع من أن الانتخابات لم يثبت رسميا حصول عمليات تزوير وتلاعب بها كما حصل في جميع العمليات الانتخابية التي شهدها العراق منذ عام 2005 وحتى الآن.
التلويح بالعنف
وذكر صادق خليل «39 عاما»، موظف حكومي، أن «الانتخابات العراقية سارت بشكل هادئ ومنظم رغم أن المشاركة الشعبية لم تكن بمستوى الطموح؛ كون هذه الانتخابات جاءت برغبة شعبية على خلفية المظاهرات الاحتجاجية الشعبية التي طالبت بإعادة رسم العملية السياسية في البلاد».
وقال: «أعتقد أن الحكومة ومفوضية الانتخابات قدما نموذجا جيدا في هذه الانتخابات، وبالتالي فإن إعلان النتائج بشكلها الحالي يعكس رغبة الجمهور في إحداث تغيير، وهو أمر مشروع وعلى الخاسرين والفائزين أن يستعدوا للمرحلة المقبلة وإعادة حساباتهم والإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة».
وأكد سلمان محمد «43 عاما»، مدرس، أن «التلويح بالعنف في البلاد من قبل الخاسرين في الانتخابات أمر مرفوض، ولا يمكن السماح به لأن العملية الانتخابية أفرزت نتائج تعكس رغبة جماهيرية، وعلى كل من يؤمن بالمسار الديمقراطي أن يتفهم هذه النتائج». وأوضح تحسين السامرائي «57 عاما»، متقاعد: «علينا احترام نتائج الانتخابات أيا كانت والتحذير من التلويح بحالة الصدام الشعبي، لأن هذا أمر خطير يجر البلاد إلى المجهول، وعلى المرجعيات الدينية أن تتدخل لإيقاف الهجمة الإعلامية للكيانات الخاسرة، وعدم جر العملية السياسية إلى الانزلاق والعنف والاقتتال الشعبي».
فوز وخسارة
وبموجب نتائج الانتخابات، فإن التيار الصدري بات الأقرب للدخول في مفاوضات مع الأطراف الأخرى الفائزة بنتائج الانتخابات. ورأت أمينة خالد «37 عاما»، موظفة: «علينا الاعتراف بأن الانتخابات فوز وخسارة، وهذا منطق الديمقراطية وصناديق الاقتراع، وبالتالي علينا أن نتفهم هذه الثقافة والتسليم بمبدأ صناديق الاقتراع وعدم التلويح باستخدام السلاح والرضوخ للأمر الواقع، واللجوء إلى القانون فيما يتعلق بالطعن بنتائج الانتخابات».
وقالت: «علينا أن نفتخر بأن العملية الانتخابية بعد مطالب شعبية أفرزت هذه الانتخابات وهذه إنجازات عظيمة، بينما الفوز والخسارة أمران طبيعيان».
الميليشيات ترفض
من جهته، أعلن الإطار التنسيقي للقوى الشيعية أمس، رفضه الكامل لنتائج الانتخابات، محملا مفوضية الانتخابات المسؤولية الكاملة عما وصفه «فشل الاستحقاق الانتخابي»، وقال الإطار التنسيقي في بيان: «كنا نأمل من مفوضية الانتخابات تصحيح المخالفات الكبيرة التي ارتكبتها أثناء عد الأصوات وإعلان النتائج وبعدهما، وبعد إصرارها على نتائج مطعون في صحتها نعلن رفضنا الكامل لهذه النتائج». وحمل البيان المفوضية «المسؤولية الكاملة عن فشل الاستحقاق الانتخابي وسوء إدارته، مما سينعكس سلبا على المسار الديمقراطي والوفاق المجتمعي».
وقال البيان إن تلاعب الأيادي الأجنبية في نتائج الانتخابات وطرق تزويرها الفاضح بإشراف حكومي أدى بالنتيجة إلى فشل أداء عمل المفوضية وعجزها عن الوقوف في وجه الإرادات الخارجية، وهو ما قد يتسبب في إيصال البلد إلى حافة الهاوية. وأضاف البيان إن هذه القوى تؤكد أن من حق العراقيين الخروج احتجاجا على كل من ظلمهم، ورفض الإذعان إلى مطالبهم، بحسب تعبير البيان.
والقوى التي أصدرت بيانها برئاسة عمار الحكيم، التي حضرت اجتماعه في منزله، كل من: هادي العامري وفالح الفياض وقيس الخزعلي وأحمد الأسدي وحيدر العبادي وهمام حمودي وأبو فدك، وآخرون من أحزاب ميليشيا الحشد.