وقال مصدران مدنيان كبيران بالحكومة، أمس الأربعاء، إن حظر السفر الذي فرضه جهاز المخابرات العامة يشمل 11 مسؤولا مدنيا في المجمل، معظمهم أعضاء في اللجنة المكلفة بتفكيك الإرث المالي والسياسي للبشير.
ولم يصدر تعليق حتى الآن من جهاز المخابرات العامة أو ممثلي المؤسسة العسكرية.
وذكر المصدران أن القائمة تشمل محمد الفكي الذي اتهم الجيش خلال مؤتمر صحفي الشهر الماضي باستغلال الانقلاب كذريعة ليحاول الاستيلاء على السلطة.
والفكي عضو أيضا في مجلس السيادة الحاكم الذي يضم مسؤولين مدنيين وعسكريين ويدير السودان بموجب اتفاق هش لتقاسم السلطة منذ الإطاحة بالبشير.
ومنذ محاولة الانقلاب، سحب قادة عسكريون قوات الحماية المخصصة للجنة وطالبوا بتغيير في الائتلاف المدني الذي يتقاسمون معه السلطة.
وقال المصدران إن حظر السفر غير قانوني لأنه صادر عن جهاز المخابرات العامة وليس مكتب النائب العام وإن مجلس الوزراء يضغط لإجراء تحقيق.
وأضاف المصدران: إن القائمة انكشفت بعد توقيف شخص آخر ورد اسمه بها، هو رجل الأعمال صلاح مناع، لكنه تمكن في نهاية المطاف من استقلال رحلة جوية إلى القاهرة.
من جهة أخرى، انتقد خبراء ومحللون اقتصاديون، ما وصفوه بتباطؤ الدولة في إيجاد مخرج للأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، مؤكدين أن الأحوال تزداد سوءًا والدولة بعيدة عن هموم المواطن الذي اكتوى بنار الغلاء، وبات يعاني من أزمات متلاحقة بسبب عجزه عن الإيفاء بأبسط متطلبات الحياة المعيشية، بجانب تدهور الأوضاع وعدم حصوله على حصته من الخبز والغاز. بحسب ما ذكر موقع «سودان ناو» أمس.
وتفاقمت أزمة الخبز بشكل كبير واضطرت وزارة التربية والتعليم لتقليص عدد ساعات الدراسة بمعدل (4) ساعات يومية، بسبب عجز الطلاب عن الحصول على حصتهم من الخبز لوجبة الفطور.
واتفق الخبراء على أن ما يحدث الآن ستكون له أضرار على الاقتصاد، لأن توقف حركة الصادر والوارد سوف تلحق أضرارا بالغة بالمستوردين والمصدرين، بجانب خسائر فادحة على الاقتصاد، ورأى الخبير الاقتصادي وزير المالية الأسبق عز الدين إبراهيم، أن الأوضاع الاقتصادية تزداد تدهورا بسبب الأزمات المعيشية وتنامي حالة الغلاء، وهذا بدوره سوف ينعكس سلبا على التضخم وتراجع المؤشرات الاقتصادية، داعيا القائمين على أمر البلاد لمعالجة مشاكل الغلاء وتأمين احتياجات المواطنين الضرورية.
فيما حذر رئيس الغرفة القومية للمستوردين شهاب الدين الطيب، من تداعيات الأزمة التي يشهدها الاقتصاد، من توقف حركة الصادر والوارد، والخسائر الفادحة التي لحقت بالمصدرين والموردين من جراء أزمة الشرق.