صحيح أن التعطل، الذي استمر لست ساعات يعكس القيمة والنفوذ، الذي باتت تحمله شركات التقنية الأمريكية، إلا أنها تعكس في الوقت ذاته خطورة الاعتماد على هذه المنصات الأجنبية كبديل موثوق لوسائل الإعلام. ولهذا لجأت دول مثل الصين إلى حظر المنصات الأجنبية واستحداث منصات محلية بديلة عنها، ولسبب مشابه تبحث روسيا الاستقلال بشبكة إنترنت مستقلة عن الشبكة العالمية.
فيسبوك اعتذرت وعزت العطل، الذي طرأ على خدماتها إلى «تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم»، التي تربط المنصّات بمستخدميها، وأن «الأشخاص والشركات في جميع أنحاء العالم يعتمدون علينا للبقاء على اتّصال ببعضهم البعض»، وقالت:«نتقدّم بالاعتذار لأولئك، الذين تأثروا بانقطاع خدمات فيسبوك والمنصّات التابعة له». هل يكفي هذا؟
من بين 3.5 مليار مستخدم لمنصات فيسبوك سياسيون ومسؤولون وتنفيذيون ومؤسسات إعلام وصحافيون وأطباء.. إلخ. من المهام التي يتعذر معها وجود نسبة 1 % لتعذر وصول رسائلهم، لذا فاعتماد أي منهم على منصات رقمية أجنبية كوسيلة رسمية ورئيسية في الاتصال خطأ اتصالي إستراتيجي؛ لأن رسائلهم سيكون مصيرها بيد ساعٍ أجنبي للبريد إن شاء أوصلها، وإن شاء استبدلها أو أتلفها أو عطلها كما فعل بطل الفيلم «ساعي البريد».
woahmed1@