DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ليتوانيا تفضح ضعف دبلوماسية الذئب المحارب الصينية

التنمر الاقتصادي ضدها قد يأتي بنتائج عكسية

ليتوانيا تفضح ضعف دبلوماسية الذئب المحارب الصينية
ليتوانيا تفضح ضعف دبلوماسية الذئب المحارب الصينية
مسؤول صيني يتحدث لوسائل إعلام أمام سفارة بلاده في فيلنيوس (أ ب)
ليتوانيا تفضح ضعف دبلوماسية الذئب المحارب الصينية
مسؤول صيني يتحدث لوسائل إعلام أمام سفارة بلاده في فيلنيوس (أ ب)
قالت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية: إن ابتزاز الصين الاقتصادي لليتوانيا قد يأتي بنتائج عكسية.
وبحسب مقال لـ «مارك إيبيسكوبوس»، حثت وزارة الدفاع الليتوانية مواطني البلاد على عدم شراء هواتف صينية الصنع وتجاهل أي هواتف قد تكون لديهم.
وتابع يقول: جاء إعلان وزارة الدفاع في أعقاب تقرير حكومي يزعم أن الهواتف التي تصنعها شركة «شاومي» العملاقة للإلكترونيات الصينية مزودة بقدرات مدمجة للكشف عن عبارات مثل «استقلال تايوان» و«الديكتاتورية» والرقابة عليها.
وأردف: يبدو أن وحدة الرقابة هذه خامدة في الهواتف المباعة للأسواق الأوروبية، ولكن يمكن تفعيلها في أي لحظة.
واستطرد: وفقا لمسؤولي الأمن السيبراني الليتواني، فإن القائمة السوداء يتم تحديثها باستمرار بعبارات جديدة لتعكس أحدث أولويات الحزب الشيوعي الصيني.
نقاط الضعف
ومضى إيبيسكوبوس يقول: تدرك الحكومات الغربية نقاط الضعف الأمنية المحتملة للأجهزة المحمولة الصينية منذ سنوات، لكن العديد من دول الاتحاد الأوروبي كانت مترددة في إثارة القضية رسميًا مع بكين، ناهيك عن اتخاذ تدابير فعالة ضد التكتلات التكنولوجية الصينية المدعومة من الدولة.
وأضاف: من ناحية أخرى، أثارت ليتوانيا غضب الحزب الشيوعي الصيني من خلال الانفتاح المستمر على تايوان، حيث أقامت «منتدى ليتوانيا وتايوان» في وقت سابق من هذا العام وأعلنت عن اتفاق مع تايبيه لفتح نقطة تواصل دبلوماسي تسمى مكتب التمثيل التايواني.
وأشار إلى أنه يتم استضافة مكاتب مماثلة في جميع أنحاء العواصم الأوروبية بما في ذلك برلين وباريس، لكنها تمثل رسميًا «تايبيه» على عكس دولة تايوان، وهو فارق دقيق دبلوماسي يهدف إلى استرضاء بكين، التي تعتبر الجزيرة جزءًا من جمهورية الصين الشعبية.
وأوضح أن الاتفاقية هي الأولى منذ 18 عامًا منذ أن افتتحت تايوان بعثة دبلوماسية رسمية معترف بها في القارة الأوروبية.
وأشار إلى أن بكين ردت بسرعة على ما وصفته بانتهاك ليتوانيا لمبدأ الصين الواحدة، حيث اتهمت وزارة الخارجية الصينية العاصمة الليتوانية فيلنيوس بتجاوز الخط الأحمر لـ «السيادة الوطنية» وحثتها على التصحيح الفوري لقرارها الخاطئ، وتبني تدابير ملموسة للتراجع عن الضرر، وعدم المضي قدمًا في المسار الخطأ.
ومضى يقول: كان الخبراء والمعلقون في بكين صريحين بشكل وحشي في التعبير عن الشكل الذي سيتخذه انتقام الحزب الشيوعي الصيني، مع افتراض أن الصين يمكنها وستقوم بإعاقة ليتوانيا اقتصاديًا لاتخاذها الموقف الخاطئ بشأن مسألة تايوان.
وبحسب الكاتب، فإن التهديدات والانتقادات والعقوبات هي أحجار الزاوية فيما أصبح يعرف باسم «دبلوماسية الذئب المحارب» الصينية.
الأهداف الجيوسياسية
ويواصل الكاتب إيبيسكوبوس بالقول: لقد أثبتت بكين استعدادها المتزايد لتسليح نفوذها الاقتصادي المتنامي في خدمة الأهداف الجيوسياسية، لكن حالة ليتوانيا تسلط الضوء على القيود المفاجئة والعواقب غير المقصودة لهذا النهج.
وتابع: من وجهة نظر بكين، فمن المغري رؤية ليتوانيا «الصغيرة» و«القابلة للاستبدال» كهدف سهل، علاوة على ذلك، فإن الهوة العسكرية والاقتصادية الشاسعة بين البلدين لا تتطلب أي تفصيل.
واستدرك: لكن حجم ليتوانيا على وجه التحديد وانفصالها النسبي عن شبكات التجارة العالمية هو ما يمكن أن يعزلها عن وطأة الإكراه المالي الصيني.
وأردف: أشار وزير الاقتصاد الليتواني أوسرين أرمونايت، إلى أن صادرات ليتوانيا إلى الصين لا تمثل سوى 1% من إجمالي حجم صادرات البلاد، على نفس المنوال، كانت الاستثمارات الصينية في ليتوانيا في العقود الماضية صغيرة نسبيًا.
وأضاف: القلق الأكبر لفيلنيوس هو الضربة المحتملة للتدفقات التجارية من حظر الشحن بالسكك الحديدية، لكن المسؤولين الليتوانيين يقولون «إن هناك طرقًا بديلة كافية للتخفيف من الآثار طويلة المدى للتعليق».
وأردف: على الرغم من التباين الواضح بين الجانبين، فإن الصراع المستمر لا يخلو من المخاطر على الحزب الشيوعي الصيني.
ولفت إلى أن تصور وجود قوة عظمى تتنمر على دولة أصغر حجمًا بشكل كبير لإخضاعها من غير المرجح أن يخدم سمعة الصين العالمية المتدهورة.
ومضى يقول: أعربت بلدان من الجبل الأسود إلى زامبيا عن استيائها من مشاريع البنية التحتية الصينية في الخارج التي وصفها المستفيدون وبعض المحللين بأنها «مصائد ديون».
وأضاف: أصبحت أوروبا الوسطى والشرقية، التي كان يُنظر إليها في يوم من الأيام على أنها أرض خصبة للاستثمار الصيني، حذرة من نفوذ بكين، كما اتخذت بولندا ورومانيا وإستونيا تدابير لاستبعاد شركة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا من شبكات الجيل الخامس.
غضب بكين
وتابع الكاتب في مقاله: حتى ألمانيا، التي عادة ما تتردد في إثارة غضب بكين، قررت على ما يبدو متابعة مزاعم ليتوانيا ضد شاومي من خلال تحقيق خاص بها في مجال الأمن السيبراني.
وأشار إلى أنه يمكن لنتائج مثل هذا التحقيق أن تحفز حوارًا أوروبيًا أوسع حول نقاط الضعف الأمنية للأجهزة المحمولة الصينية الصنع، وهو تطور من المرجح أن ترحب به واشنطن، التي طالما رددت مخاوف مماثلة.
ومضى يقول: بعيدًا عن دق إسفين بين ليتوانيا والدول الغربية التي تميل إلى توثيق التعاون مع الصين، فقد أدت المواجهة بين فيلنيوس وبكين إلى تصريحات دعم لا لبس فيها من جانب كل من واشنطن وبروكسل. ونقل عن إميليان كافالسكي، الأستاذ في جامعة جاجيلونيان في بولندا، قوله: تهدف حملة الصين التي لا هوادة فيها ضد ليتوانيا جزئيًا إلى إحداث تأثير مخيف على الدول والمؤسسات الأخرى التي تدرس علاقات أعمق مع تايوان، لكن هذا أيضا وبحسب رؤية بعض الخبراء، قد يؤدي إلى حدوث نتيجة معاكسة، ربما، من المفارقات، أن الحرب التجارية الصينية على ليتوانيا قد تأتي بنتائج عكسية من خلال تكثيف المحادثات في أوروبا حول معنى سياسة «الصين الواحدة»، وهو أمر حدث بالفعل خلف الأبواب المغلقة.
وتابع الكاتب: لم يقتصر الأمر على أن ليتوانيا لم تتزحزح في وجه عقوبات ومحاولات الحزب الشيوعي الصيني التي لا هوادة فيها، ولكن يبدو أن دولة البلطيق تمكنت من فرض بعض التكاليف الصغيرة على بكين في المقابل، ويسلط الخلاف بين الصين وليتوانيا الضوء على المدى والقيود المفاجئة لقدرة الصين على ممارسة القوة الاقتصادية كأداة للإكراه الأجنبي.