ونسق ماكرون مسرحية متقنة، بزيارة بيروت في أغسطس 2020، لإطفاء غضب اللبنانيين الثائرين، والإيحاء لهم بأنه يسعى للضغط والإصلاح وملاحقة المفسدين. وبعد شهر أضاف «مؤثرات» عاطفية بزيارة المبدعة فيروز لكسب قلوب اللبنانيين.
والحقيقة أن ماكرون مجرد مؤد في مسرحية أمريكية - إسرائيلية - أوروبية، لخداع اللبنانيين و«تسكينهم» وبقاء الأوضاع كما هي، والتأكد من أن حزب الله ومحازيبه وشبكاته يمسكون بتلابيب لبنان، لا إصلاح ولا ما يحزنون، والمفسدون هم الفائزون.
وبتنشيط الروح السلطوية لحزب الله، تتفتح آفاق جديدة للفساد وتهريب المدخرات وتفلت السلاح. بل تقدم الحزب خطوة في إذلال الدولة اللبنانية، إذ أجرى اتفاقا مع إيران لتوريد وقود، وإدخاله بشاحنات عبر منافذ «تهريب» وجالت المدن على مرأى الحكومة اللبنانية التي لم تتجرأ حتى على تفتيش الشاحنات والتأكد من نوعية حمولتها. وبدت الحكومة اللبنانية مجرد «ملحق» للحزب للتخديم والتستر.
ورحبت فرنسا بحرارة بحكومة حزب الله الجديدة، وكذلك أوروبا. ومن غرائب واشنطن أنها تفرض عقوبات على الحزب وفي نفس الوقت ترحب بحكومته وتدعمها.
وسبق لماكرون أن أهدى مقام الملالي في طهران، ثلاث حكومات تسوية ومساكنة لترسيخ سلطة الحزب في لبنان الشقيق.
ويقدم ماكرون لبنان قربانا وعربون ود للمرشد خامنئي، لأسباب أيديولوجية ولعودة شركة البترول الفرنسية «توتال» إلى العمل في إيران بعد إعادة إبرام الاتفاق النووي.
ومنذ جاء ماكرون إلى الإليزيه، لم ينشغل بأي شأن، قدر انشغاله بالتقرب من آيات الله ونظامهم الثيوقراطي. ونجح في تهدئة ثورات غضب ترامب، حتى أن المرء ليحتار ما هو نوع الخلطة السحرية التي يستخدمها المرشد خامنئي لتنويم الفرنسيين والديمقراطيين الأمريكيين، حتى يوالوا الملالي بهذا الود الأعمى.
ֺ وترتودع الضيع اللبنانية بهاءها..
والميجانا.. والصباح..
وتتنفس السفوح الخضر رائحة بارود و«نترات».. ومآتم..
إذ تحيي الميليشيات أمجادها في ليالي بيروت الحزينة
@malanzi3