خير الصناعات هي صناعة الثروة البشرية، التي تعتبر أهم الثروات لأي اقتصاد، والإمكانات التي نمتلكها كبيرة ولله الحمد، ولدينا نماذج نفتخر فيها ومؤهلة لتحقيق نجاح رؤية المملكة حتى 2030م، وأنا شخصياً متفائل جداً بالمرحلة القادمة، خصوصاً في تكاتف أبناء الوطن وشغفهم وعزيمتهم على خدمة الوطن.
في المؤتمر المرافق للإعلان عن رؤية المملكة بدأت الصورة تتضح بشكل أكبر لكل مهتم في مسار الرؤية، وأنا على يقين بأن كلمات سيدي ولي العهد «حفظه الله» مازالت حاضرة في أذهان جميع الحضور عند سؤالي له عن أهمية العنصر البشري وكونه أحد مقومات نجاح رؤية المملكة، وكان جوابه صريحاً بأن المملكة حريصة على إعداد قادة التحول من مختلف الأطياف فكرياً وعلمياً وعملياً لتحقيق الرؤية، وأضاف سموه إن المملكة لن تعتمد فقط على موظفي القطاع الحكومي ليكونوا قادة لتحقيق الرؤية، وأن القيادات موجودة في كل القطاعات «حكومي، خاص، فكري، إعلامي»، وتلك القيادات سيتم الاهتمام بها كونها ثروة وطنية مهمة.
ما نراه من مبادرات ما هو إلا دليل على حرص المملكة في تطوير كوادرها البشرية والانتقال إلى إبداعات مضافة لها انعكاس كبير على جميع أبناء الوطن والأجيال القادمة، وكلمات سيدي ولي العهد «حفظه الله» أكد فيها أن الثروة البشرية أحد أهم الثروات، التي تمتلكها المملكة ولله الحمد، وعند الحديث عن الثروة البشرية، فهذا لا يعني فقط التركيز على العناصر الشابة كما يظن البعض، فالثروة البشرية تشمل جميع الأجيال ابتداء من مراحل التعليم.
منذ إطلاق الرؤية والمملكة تقدم مبادرات ثرية في تمكين الثروة البشرية، وباختصار جميع المبادرات، التي تم الإعلان عنها أصبحت مصدر إلهام للكثير من الأجيال على مستوى العالم، وهذا الأمر ينبع من الإيمان بقدرات الثروة البشرية السعودية والثقة بشغفهم وطموحهم، والواقع الذي نعيشه اليوم يحمل العديد من الأمثلة وقصص النجاح، التي يُحتذى بها وكان أبطالها ثروات بشرية سعودية تحملت المسؤولية في مختلف المجالات.
الجيل الحالي والأجيال القادمة أمام فرصة كبيرة أتاحتها رؤية المملكة بوجود قائد شاب وملهم يقود ملفات الرؤية ويؤمن بثروات المملكة البشرية، واليوم نرى أن قادة التحول أغلبها دماء شابة تم تعيينها في مناصب مختلفة، وتوقعي الشخصي بأن المرحلة لن تقف عند هذا الحد فقط، فالأيام القريبة القادمة ومن خلال تسلسل زمني لا يؤثر على أداء المصالح العامة ستشهد تعيينات لكفاءات شابة متخصصة في مجالات مختلفة ليكونوا أذرعة مهمة في مسيرة نجاح تحقيق الرؤية، وكوجهة نظر شخصية أرى أن التوجه القادم والقريب سيكون بتأسيس مجالس استشارية في كل جهة تتكون من كفاءات متنوعة «متقاعدة وشابة».
أختم مقالي بشهادة على ما ذكره سيدي ولي العهد «حفظه الله» في أحد اللقاءات، «رؤية المملكة التي تم الإعلان عنها ليست حلماً، هذه إستراتيجية ستطبق بإذن الله».
@Khaled_Bn_Moh