وجاءت هذه التطورات بعدما اُتهم العكرمي، القاضي المحسوب على حركة النهضة التي يتزعمها راشد الغنوشي رئيس البرلمان، بارتكاب إخلالات في المسار القضائي لملفي اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وبالتستر على جرائم إرهابيّة وتعطيل التحقيق في آلاف الملفات المتعلقة بالإرهاب والإرهابيين. وأوضح المجلس: «يحال الملف فورا إلى النيابة العمومية لاتخاذ ما تراه صالحا من ٕإجراءات عملا ٔبأحكام الفصل 63 فقرة ثانية من قانون المجلس ٔالأعلى للقضاء».
وبحسب تقرير لهيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي الصادر في يونيو 2021 بعنوان «التفقدية العامة بوزارة العدل حول بشير العكرمي القطب في قبضة الإرهاب» تستر البشير العكرمي على 6268 ملفا إرهابيا و1361 قضية إرهابية وتهدّيده المجلس القطاعي العدلي.
وكانت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي، قد أشارت سنة 2018 إلى تورط حركة النهضة عبر «تنظيم سري» في اغتيال المعارضين التونسيين، وكشفت عن وثائق وصفتها بالـ«خطيرة»، قائلة إنها كانت مودعة في «غرفة سوداء» بوزارة الداخلية.
يشار إلى أن عائلة بلعيد لطالما أكدت اتهام حركة النهضة بالتورط في عملية اغتيال ابنها، كما دعا شقيق الراحل في ذكرى وفاته قبل أشهر، كافة التونسيين إلى التعبير عن غضبهم بسبب عدم محاسبة القتلة حتى اليوم.
وعقدت هيئة الدفاع عن الزعيمين السياسيين ندوة صحفية، أكدت فيها تورط الجهاز السري لحركة النهضة، مشيرة إلى أن مسار القضية أثبت أن زعيم النهضة راشد الغنوشي تواصل عديد المرات مع متهمين بالاغتيال.
وستتخذ هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي جملة من الخطوات من أجل حماية مسار كشف الحقيقة أهمها الشكاية، التي ستتقدم بها إلى مجلس المفوضية السامية والتي ستتضمن الخروقات، التي تم ارتكابها في قضية الاغتيالات.
ومن المنتظر أن ترفع هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي شكاية جزائية ضد وزير العدل بالنيابة حسناء بن سليمان من أجل التستر على الجرائم: «حاولت استرجاع نصوص الإحالة والملف التأديبي لبشير العكرمي ولم تقم بإضافة ما تمتلكه من معطيات إلى الملف التأديبي».
وأكد عضو هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي، رضا الرداوي، أنه تم كشف خفايا الجهاز السري والغرفة السوداء وأن حزب النهضة وراء الجهاز السري واتهم بشير العكرمي بالتستر على ملفات تدين حركة النهضة.
وقال الرئيس التونسي قيس سعيد: «لا أحد فوق القانون بشأن ملف الاغتيالات»، مشددًا على أن الدولة ستوفر كل إمكاناتها لكشف حقيقة اغتيال المعارضين السياسيين محمد البراهمي وشكري بلعيد، اللذين اغتيلا في 2013، ووجهت أصابع الاتهام إلى الجهاز السري التابع لحركة النهضة.
يذكر أن بلعيد اغتيل في فبراير 2013، وما زال هذا الملف تماما كاغتيال محمد البراهمي (25 يوليو 2013)، بين أيدي القضاء.
