والوسيلة الثالثة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، فالتويتر والفيسبوك تحديدا هما أكثر منصتين سهلتا عملية انتشار الفكر الحر الإلحادي لعدة أسباب، منها السرية والحصانة فيستطيع الناشطون مثلا عمل حسابات مغلقة على فيسبوك لتسهيل التحاور معهم وطريقة الجذب التسويقي للفكرة، أما التويتر فمن خلال نشر التغريدة القصيرة التي تثير الفضول للبحث وتكوين قاعدة كبيرة من المتابعين يؤثر نفسيا في الفرد بأن ينضم ويتابع لهذه الفئة، وكذلك سهولة التواصل مع أشخاص من ثقافات أخرى لديهم وجهات نظر مختلفة تدعم الفكر الإلحادي، كما أن هوس الشباب بشبكات التواصل الاجتماعي قد يحمس بعض الشباب بأن يدعو للإلحاد لهدف زيادة عدد المتابعين.
والوسيلة الرابعة من خلال متابعة الأفلام والبث ذات الطابع التلقيني مثل (نت فلكس) و(أمازون برايم) وغيرها من الشبكات التي أنتجت وروجت للعديد من الأفلام الوثائقية التي تحمل طابع الفكر الفلسفي عن الخالق، ومنها أحد أشهر السلاسل الوثائقية للممثل مورغان فريمان (قصة الله)، والوسيلة الخامسة هي إلحاد العديد من الفنانين والمشاهير المعروفين وإعلان رأيهم عن الخالق والوجود، وهذا يؤثر نفسيا بشكل كبير على الشباب ويفتح لهم آفاق البحث والقراءة حول هذه الأفكار وتقليدها.
أما الوسيلة السادسة فهي من خلال اليوتيوبرز من الشباب المتحدثين في الظواهر الفيزيائية والمواضيع السياسية والأمور الفلسفية ونحوها، وما يدمجونه في حديثهم فيه إثارة للفكر الإلحادي والتساؤلات للمتابعين مثل تسجيل حلقة لأحد المشاهير في اليوتيوب بالسخرية من قصة سورة الكهف، وغيرها من تفسيرات للقرآن والأحاديث خاطئة تأخذ المعنى الظاهري للنص ويتم انتقاده من خلال نظريات علمية غير موثقة.
فهذه ستة أساليب غير الكتب والجلسات الحوارية المباشرة والقنوات الفضائية تركز على مفهوم الإلحاد بطريقة ذكية وعصرية، لأن الفكر الإلحادي له أكثر من وجه، فالوجه الأول وهم من ينفون وجود الخالق تماما، والوجه الثاني من يقول لا ندري هل الخالق موجود أم غير موجود فيشككون بالثوابت الدينية والعقدية من خلال طرح أسئلة تشكيكية على الشباب ويسمون أنفسهم بالعقلانيين، أما الوجه الثالث فهم الذين ينكرون الحساب والعقاب والدار الآخرة ولكنهم يؤمنون بوجود الخالق، والشباب في الغالب لا يدققون في المعلومات التي يستقبلونها من شبكات التواصل الاجتماعي أو الأفلام والألعاب، كما أنهم ليست لديهم معرفة واضحة بدينهم ومعتقدهم فيختارون الأسهل والأنسب لهم فكريا وبما تمليه عليهم شهوتهم وليس عقولهم أو علمهم، فوعي الوالدين بهذه الأساليب يمنع من تغلغل الإلحاد الخفي لنفوس أبنائنا.
@drjasem