DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هل اقتربت مارين لوبان من دخول الإليزيه؟

هل اقتربت مارين لوبان من دخول الإليزيه؟
قبل نحو عشرة أشهر من الانتخابات الرئاسية تحاول مارين لوبان زعيمة الحزب اليميني المتطرف تحقيق نجاح مهم بشكل رمزي على مستوى فرنسا، ففي الجنوب الشرقي من البلاد قد يتولى حزبها تشكيل حكومة محلية لمنطقة بأكملها.
ويقول اندرياس نول بمقال على «دوتشيه فيله»: تبدو الأمور جيدة، حسب استطلاعات للرأي أظهرها معهد إيفوب الفرنسي، وبيَّن الاستطلاع الذي أجري قبل أيام من الانتخابات المحلية في منطقة باكا التي يقطنها 5 ملايين فرنسي، والواقعة في إقليم «الألب كوت دازور» جنوب فرنسا، إذ يبدو أن اليمنيين الشعبويين سيصبح بإمكانهم الفوز وتحديد رئيس المقاطعة بغض النظر عن طبيعة الائتلاف القادم.
ففي انتخابات جرت قبل 6 أعوام في جنوب فرنسا فشلت ابنة شقيق مارين لوبان، ماريون مارشيال بفارق ضئيل، خلال الجولة الثانية حينها انسحبت قائمة يسار الوسط من السباق، ما مكن المحافظين من الفوز على حزبها «الجبهة الوطنية» اليمينية التي تحولت إلى التجمع الوطني لاحقا، إلا أن «الجبهة الجمهورية» المكونة من تحالف جميع الأحزاب لن تتمكن اليوم كما يبدو من إعاقة فوز لوبان.
وفوز التجمع الوطني على المستوى الإقليمي يعني بالنسبة لفرنسا تحولا سياسيا جديدا. إذ تمكن الحزب من الحصول حتى اللحظة على عدد قليل من المقاعد في مجالس البلديات على المستوى الإقليمي، وهكذا لم يتمكن من تشكيل أي حكومة في أي من الأقاليم الـ 13، ومنذ أعوام لم يقم التجمع الوطني قاعدة ناخبين مستقرة في الجنوب فقط، بل يفعل ما باستطاعته من أجل حضور مميز في شمال فرنسا، في منطقة «غراند إيست»، التي تضم إقليم الألزاس، وكذلك في مناطق أخرى.
ليس غريبا إذن إعلان زعيمة الحزب مارين لوبان أن الانتخابات الإقليمية نقطة انطلاق للوصول إلى رئاسة فرنسا، ففي مايو 2017 تلقت مارين لوبان هزيمة أمام الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في انتخابات الجولة الثانية، وتريد لوبان البالغة من العمر 52 عاما الانتصار بمنصب الرئيس في محاولة ثانية. وتعمل الجبهة الوطنية بتكتيك يعتمد على استقطاب مجموعات جديدة من الناخبين، فبعد نجاح الحزب لفترة طويلة في استقطاب الطبقة العاملة، تتجه مارين لوبان في الوقت الحالي لاستهداف المعسكر المحافظ. لهذا السبب لم تغير لوبان فقط اسم الحزب الذي أسسه والدها جان ماري في 1972 فحسب، بل غيرت البرنامج أيضا، إذ اختفت مطالب الخروج من العملة الموحدة اليورو ومن الاتحاد الأوروبي.
لقد غيرت لوبان نهجها السياسي فيما يتعلق بالقضايا الأوروبية، لكنها ظلت محافظة على قضية محورية بالنسبة للحزب، ألا وهي الأمن الداخلي حتى على مستوى الأقاليم.
فبالرغم من أن الأقاليم في فرنسا هي صاحبة الصلاحيات بشأن التخطيط العمراني والنقل الإقليمي وسياسة المدارس، إلا أن هذا لا يمنع الجبهة الوطنية والأطراف السياسية الأخرى من وضع هذه القضايا في صلب الحملات الانتخابية، فمثلا يحاول لوران فاوكيز، الزعيم السابق للحزب الجمهوري وهو حزب الرئيس السابق ساركوزي (LR)، اللعب بأوراق الأمن من أجل إعادة انتخابه رئيسا إقليميا لمنطقة «أوفيرني رون ألب»، ويطالب بتوفير «درع مراقبة بالفيديو» وكذلك إلغاء مخصصات الدولة عن آباء الجناة من القصر، كما يرغب بتوفير موظفي أمن للمدارس.
ومنذ أسابيع أشارت جميع الاستطلاعات إلى احتمال ظهور نسخة جديدة من مبارزة على كرسي الرئاسة بين ماكرون ولوبان، والمراقبون لا يستبعدون أي مفاجآت في الأشهر العشرة القادمة، وبالخصوص لأن المحافظين والاشتراكيين الذين هيمنوا في الماضي على الساحة السياسية لم يعلنوا بعد عن أسماء مرشحيهم.
والخريطة الحزبية القديمة في فرنسا أصبحت من الماضي، فالأحزاب القائمة تفتقد إلى قوتها السابقة.