وأكد الأكاديمي في هندسة البترول د. مسفر بن كحلة أن ارتفاع أسعار النفط فوق مستويات ٧٣ دولارًا للبرميل خلال الأسبوع الماضي لأعلى مستوى يصل له منذ سنتين يعود إلى عدة أسباب، أبرزها: توقعات تعافي الطلب التي يدعمها تعافي اقتصاديات دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين ودول أوروبا، إضافة إلى تقرير وكالة الطاقة الدولية وطلبها من دول أوبك بلس «فتح صنابيرها» لتلبية الطلب الذي سيزيد خلال النصف الثاني من السنة الحالية، مشيرًا إلى أن وكالة الطاقة الدولية ناقضت تصريحها السابق بوقف الاستثمار في قطاع النفط مستقبلاً.
وأوضح أن هذا التناقض في تصريحات الوكالة بسبب واقع السوق الذي يفرضه تعافي الكثير من الاقتصاديات بعد جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن من ضمن الأسباب التي دعمت ارتفاع الأسعار أيضًا انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه اذا استمرت وتيرة الطلب في النصف الثاني من العام مدعومة بزيادة وتيرة التطعيمات ورفع حظر السفر في الكثير من الدول، فلن يكون سعر ٨٠ دولارًا للبرميل سعرًا بعيدًا عن متناول الأسواق.
وقال الخبير النفطي محمد الشطي، إن أسعار نفط خام الإشارة برنت ارتفعت نتيجة التحسن المتواصل في أساسيات السوق النفطية وسط أربعة مؤشرات إيجابية، منها تعافي الطلب مع توسع انتشار وتوزيع التطعيم وتقييد المعروض مع اتفاق أوبك بلس وتراجع إنتاج في عدد من المنتجين سواء داخل الأوبك أو خارج الأوبك، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والبرازيل، والتحول في هيكلة الأسعار إلى الباكورديشين، الذي يشجع بشكل متواصل سحوبات من المخزون النفطي وإقبال البيوت الاستثمارية على تعزيز مراكزهم المالية وشراء عقود النفط الخام.
ولفت إلى أن أسعار النفط بالقرب من أعلى مستوياتها في عدة سنوات مدعومة بتوقعات أفضل للطلب إذ تساعد زيادة لقاحات COVID-19 في رفع قيود السفر، كما عادت حركة مرور السيارات إلى مستويات ما قبل الوباء في أمريكا الشمالية ومعظم أوروبا.
وأضاف إن المحللين توقعوا زيادة الطائرات في الجو مع تخفيف الإغلاق والقيود، علاوة على انتعاش الطلب على الوقود في أوروبا والصين والولايات المتحدة، إذ أدى ارتفاع معدلات التطعيم إلى تخفيف القيود على انتشار الوباء.
وفي هذا الصدد توقع بنك غولدمان ساكس أن تصل أسعار خام برنت إلى 80 دولارًا للبرميل هذا الصيف، حيث عزز عمليات التطعيم النشاط الاقتصادي العالمي.
وأكد الشطي أن تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري أشار إلى أن منتجي النفط في أوبك سيحتاجون إلى زيادة الإنتاج لتلبية الطلب إلى مستويات ما قبل الوباء بحلول نهاية عام 2022، وهو يعني - بلا شك - توازنًا في أسواق النفط أو استمرار المسار بهذا الاتجاه بشكل ثابت، وقالت الوكالة الطاقة الدولية إن أوبك تحتاج إلى زيادة المعروض من الخام بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا فوق هدفها في يوليو 2021 ومارس 2022.
وتراقب الأسواق اجتماع أوبك بلس، الذي سيكون في الأول من يوليو 2021.
