فإذا نظرنا في جانب الاعتقاد، لوجدنا أن الباري جل وعلا فطر عباده على التوحيد فقال عز من قال (فأقم وجهك للدين حنيفا ۚ فطرة الله التي فطر الناس عليها ۚ لا تبديل لخلق الله ۚ ذٰلك الدين القيم ولٰكن أكثر الناس لا يعلمون)، فبالتوحيد تنعم حياتنا وتستقيم سلوكياتنا وتهتدي قلوبنا.
ومن ذلك أيضا ما قاله ابن عاشور من أن الفطرة: هي ما فطر - أي خلق - عليه الإنسان ظاهرا وباطنا، أي جسدا وعقلا. فسير الإنسان على رجليه فطرة جسدية، ومحاولة مشيه على اليدين خلاف الفطرة.
وفي الخليقة وأصل النشاة أن يحافظ كل مخلوق على خلقته وفطرته، فلا يصح أن يكون الأسد لبوة ولا أن تكون الفرس حصانا، ومن المستحيل أن نشاهد في حياتنا غرابا يغرد أو بلبلا ينعق، ولذا فمن القبيح أن يتأنث الرجال أو أن تترجل النساء، فأجمل ما في المرأة أنوثتها، وأكمل ما في الرجل رجولته، ففطرة كل منهما مختلفة عن الآخر، فالرجال من كوكب المريخ والنساء من كوكب الزهرة، كما يقرر ذلك جون غراي في كتابه.
الفطر السليمة تعمل وفق ما خلقها الله عليه، قال عليه الصلاة والسلام (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) وتحول الإنسان عن الفطرة التي فطره الله عليها، مدخل شيطاني على النفس البشرية لإبعادها عن طريق ربها وخالقها قال تعالى (ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ۚ ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا).
لذا فمن المقرر سلفا أن خسارة الإنسان في الدنيا أمر بسيط يمكن للإنسان معه التعويض، ولكن الخسارة الأخروية خسارة عظيمة لا سبيل للنجاة منها.
قال الرافعي:
وما عجبي أن النساء ترجلت
ولكن تأنيث الرجال عجيب
azmani21@