DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مكافحة الكلاب الضالة .. بين «سم الأمانات» ومعارضة «الرفق بالحيوان»

مواطنون: الخوف والقلق أصابا الأطفال.. ولا بدّ من حلول جذرية

مكافحة الكلاب الضالة .. بين «سم الأمانات» ومعارضة «الرفق بالحيوان»
استخدام السم
وبحسب مصادر «اليوم»، فإن عددًا من الأمانات في المملكة، خلال الفترة الماضية، عادت إلى استخدام طعوم السم للقضاء على ظاهرة الكلاب الضالة، نظير عدم جدوى المصائد، وعدم توافر مشاريع خاصة للتعاقد مع شركات متخصصة للمقترحات التي قدمتها جمعية الرفق بالحيوان، وهو النظام المعروف دوليا باسم TNR «الجمع - الإخصاء - الإطلاق»، بحيث يتم جمع الكلاب الضالة في مراكز معالجة مؤقتة لإخصاء الذكور، وتعقيم الإناث، واستشفائها، وأخيرًا إطلاقها في بيئاتها الطبيعية في أطراف المدن.
مكون بيئي
من ناحيتها، أكدت جمعية الرفق بالحيوان عدم التعامل مع هذه الكلاب على اعتبار أنها عدو، بل مكون بيئي وخلق من مخلوقات الله، وجودها له أهمية في توازن البيئة، ولكن بما أن تواجدها في بعض الأماكن المأهولة بالسكان قد يسبب مشكلة للأهالي، وكذلك للكلاب نفسها، فلا بد من البحث عن حل مناسب يضمن سلامة البشر، وكذلك يراعي تشريعات الدين الإسلامي، التي حثت على الرفق بالحيوان، وكذلك الأنظمة والقوانين المتعلقة بالرفق بالحيوان، التي اعتمدتها المملكة.
حلول عاجلة
في الوقت نفسه، طالب عدد من المسؤولين والمواطنين بأهمية إيجاد الحلول العاجلة لمواجهة انتشار الكلاب الضالة بمحافظة الأحساء، والحد من خطرها، الذي أصبح يشكل هاجسًا كبيرًا للكثيرين، خاصةً بعد الأحداث الأخيرة في شاطئ العقير، التي سجلت وقوع حالات هجوم من كلاب ضالة على الأطفال، نتج عن ذلك وفاة طفل «13 عامًا»، وإصابة آخر، وما نتج عن هذا المشهد من مشاهد خوف وقلق للأسر، وبقية الأطفال، وسط تأكيد ومطالب من المجلس البلدي بعقد لقاء ثلاثي بين أمانة محافظة الأحساء، وجمعية الرفق بالحيوان، والمجلس البلدي؛ لإيجاد الحلول المناسبة.
متابعة جيدة
وقال رئيس المجلس البلدي بمحافظة الأحساء د. أحمد البوعلي: إن الكلاب الضالة والمسعورة والمنتشرة، أصبحت واضحة خلال آخر سنتين، والسبب في ذلك ليس تقصيرًا من الأمانة، أو الإصحاح البيئي، فالأمانة متابعة بشكل جيد، وتبذل جهودًا كبيرة في سبيل ذلك، ولكن الحلول تغيرت، نظرًا لرأي جمعية الرفق بالحيوان، مضيفًا: «هذا الرأي قد يناسب في مكان، ولا يناسب في مكان آخر، خاصة أن الجمعية لها صوت وواقع ليس فقط محليًا، بل على مستوى العالم، وبالتالي أصبح هناك تغيير في بعض الطرائق التي تستخدمها الأمانات».
إمكانات كبيرة
وأوضح أن الطرق المستخدمة في الوقت الحالي، لا تأتي بحل جذري، لأنها تحتاج الى إمكانيات كثيرة، وفي نفس الوقت إلى عدم التعامل مع الحيوانات الضالة والمسعورة بالطريقة الأسلم، فيحدث أنها تتكاثر في المزارع، أو بالقرب من الشواطئ، مناشدًا الجمعية بالجلوس مع المجلس البلدي، وإعادة النظر في هذا الموضوع وتفهم الموقف الشرعي، الذي سيتم طرحه عليهم، ومحاولة الوصول إلى حل جذري.
وسائل مناسبة
وأشار إلى عقد اجتماع، قريبًا، مع إدارة الإصحاح البيئي بأمانة الأحساء؛ لمحاولة إعادة الوسائل المناسبة، وفق الأنظمة الموجودة، والكتابة للوزارة بأهمية إعادة النظر في الموضوع، وإيجاد وسائل توعوية لأبناء المجتمع في كيفية التعاون والتخلص من تجمعات الكلاب الضالة.
خوف وقلق
وقال المواطن «حسن المكينة»، والد الطفل المصاب بعقر أحد الكلاب الضالة له: إن ما حدث مع ابنه، لا يزال في مخيلة أطفاله، والأطفال الذين كانوا موجودين في موقع الحادث، ما أثر بالسلب على نفوسهم، وأصبحوا لا ينامون الليل - بحسب وصفه -، من الخوف والقلق، وأنه حاول إشغالهم في اللعب؛ لنسيان ما حدث، متابعًا: «الأمر لا يقتصر على ابني المصاب فقط، بل يشمل الجميع».
تعامل تربوي
وبين المستشار الأسري عبدالله بورسيس أنه عند تعرض الأطفال الصغار في السن لبعض المواقف التي تسبب لهم الخوف والهلع، ينبغي على أولياء الأمور التعامل مع هذا الموقف بطريقة تربوية صحيحة، حتى يستطيع الأولاد تجاوز هذا الموقف دون أن يسبب لهم أي آثار نفسية مستقبلية.
ونصح باحتواء الطفل، وإشعاره بالأمان، وبدء الحوار معه لمعرفة سبب خوفه، وعدم السخرية من خوف الطفل، لأنه يعتبر سلوكًا طبيعيًا، والسخرية تجعله لا يثق حتى في أقرب الناس إليه.
حذر وتأهب
وأشار المواطن «سعد العيد» إلى أن وفاة طفل الأحساء الذي تعرض لهجوم الكلاب الضالة بشاطئ العقير، حادث موجع، والجميع تجرع الألم في أقسى صورة، مضيفًا: «تتوالى الحوادث والحالات دون وجود حلول جذرية تحد من ذلك الأمر الذي جعلنا نرفع درجة الحذر والتأهب مع مرور الكلاب الضالة في الأحياء».
كيفية الوقاية
وقال طبيب الأسرة د. عبدالله الحمام: يعيش كثير من الآباء والأمهات هاجس الخوف على أبنائهم من تعرض الكلاب الضالة، وهذا هاجس مقبول، وينبغي منا أن نتعرف أكثر على الخطورة المتوقعة من عقر الكلاب وكيفية الوقاية منها وسبل العلاج المتوافرة، فالعقر قد تنتج عنه عدة أمراض، ومنها السعار، الذي قد يؤدي إلى الوفاة.
وأكمل: «من طرق الوقاية من الجانب الأسري، محاولة تواجد الأطفال في مكان آمن تحت مراقبة الأهل، ومعرفة الإسعافات الأولية وتطبيقها، وهي بسيطة من خلال تنظيف مكان العضة تحت ماء متدفق لمدة لا تقل عن 10 دقائق، والذهاب به لأقرب جهة صحية».
تأثيرات سلبية
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية رحمة للرفق بالحيوان في الرياض عبدالعزيز العقيِّل لـ (اليوم): إن الجهات المعنية لجأت في الفترات السابقة لاتباع أسلوب تسميم الكلاب، ويزيد هذا النشاط بعد كل حادثة، ولكن التسميم يقتل الكلاب العقورة وغير العقورة على حد سواء، وكذلك بعض الحيوانات الأخرى غير المؤذية، ناهيك عن التأثير السلبي على البيئة نتيجة استخدام السموم.
برنامج موحد
وأضاف: لا بدّ من تطبيق برنامج موحد على مستوى الوطن باتباع طريقة المسك والتعقيم والإخصاء والترقيم والإطلاق والمعروفة بطريقة TNR والمطبقة بعدد من الدول، والتي أثبتت نجاحها في القضاء على مشكلة الكلاب الضالة، وانعدام حوادثها، وسيكون ذلك هو الحل الأفضل.
رغم تزايد هجوم الكلاب الضالة على البشر، لا يزال الجدل قائمًا بين الجهات المختصة في مكافحة الكلاب، وجمعية الرفق بالحيوان، إذ قدّمت الجمعية طلبها بعدم وضع الأمانات سموما للكلاب، وقتلها، بحجة أن ذلك ينافي أنظمة الرفق بالحيوان العالمية، وأن تلك الكلاب غير مفترسة، في الوقت الذي استجابت فيه وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان قبل عامين، على أن يتم إيجاد حلول بديلة، كنصب مصائد خاصة، وصيدها بطرق صديقة للبيئة، إلا أن ذلك لم يكن ذا جدوى - بحسب مصادر داخل بعض الأمانات -، ما أدى إلى تفاقم المشكلة، وتزايد أعداد الكلاب الضالة داخل الأحياء.