مسرحية هزلية
وفيما لا يزال ملايين السوريين مهجرين بين لاجئين ونازحين ويرفضون نظام الأسد جملة وتفصيلاً، ذكرت وسائل إعلام محلية أن هيئات ومجالس ولجان فاعلة في محافظتي درعا وريف دمشق قد دعت إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية خلال بيان مشترك أصدرته الإثنين، مع اقتراب موعد الانتخابات.
وجاء في نص البيان: «عقد من الزمان خاض فيه الشعب السوري ملحمة عظيمة ستذكرها الأجيال على مرّ التاريخ، ضد أعتى نظام قمعي في العصر الحديث».
وأضاف: «بينما يحلم شعبنا بدولة أساسها العدل والمساواة يخرج علينا النظام بمسرحيته الهزلية المسماة بالانتخابات»، وذلك في تعليق على ما يمارسه النظام عبر إعلامه وأدواته للترويج لانتخاباته المزعومة.
ولفت البيان: «إننا أهالي وعشائر حوران نؤكد أنه لا شرعية لانتخابات تجري في مناخ استبدادي تصادَر فيه إرادة السوريين وتعتبر هذه الانتخابات حلقة في سلسلة الهيمنة الإيرانية على قرارات الدولة السورية».
خزي وعار
وأشار البيان إلى أن «إعادة تأهيل النظام على أنقاض وطن محطم ما هو إلا تجاهل لحقوق السوريين والتفافًا على قرارات الشرعية الدولية، وإننا في حوران الإباء نعتبر يوم الانتخابات يوم حزن وحداد، وأن المشاركة فيها خزي وعار».
هذا وحمل البيان توقيع لجنة درعا البلد، مجلس عشيرة درعا، أعيان مدينة درعا، اللجنة المركزية في ريف درعا الغربي، أعيان المنطقة الغربية، أعيان وأحرار المنطقة الشرقية، أعيان وأحرار الجيدور، أعيان وأحرار الجولان في محافظة درعا، أعيان وأحرار اللجاة، وأعيان وعشائر وأحرار كناكر في ريف دمشق.
واعتبرت اللجان ووجهاء العشائر في البيان أن الانتخابات حلقة في سلسلة الهيمنة الإيرانية على قرارات الدولة السورية، والتفافًا على قرارات الشرعية الدولية.
وبالتزامن مع ما سبق انتشرت بخط ناشطين معارضين في درعا عبارات مناهضة للأسد على جدران عدة مناطق، بينها بلدة تسيل.
وتضمنت العبارات شعارات مثل: لا يوجد استقرار في البلد بوجود الأسد.
وفي الوقت الذي تشهد فيه محافظات سورية خاضعة لسيطرة النظام السوري احتفالات وإقامة ما يطلق عليه النظام «أعراس وطنية» داعمة للأسد، لم يخرج أي حراك داعم للأخير في مناطق الجنوب السوري.
رفض غربي
ومنذ بداية العام الحالي، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عدم اعترافهما بإقامة انتخابات رئاسية في سورية، وتوعدا النظام بالمحاسبة على ارتكابه انتهاكات لحقوق الإنسان.
وكان لافتًا في الأيام الماضية تركيز نظام الأسد في حملاته الانتخابية على المناطق التي دمرها في السنوات الماضية، كدوما ومناطق الغوطة الشرقية ومدينة حمص.
ولمناطق الجنوب السوري رمزية خاصة؛ كونها عادت إلى سيطرة الأسد بموجب اتفاقيات تسوية منذ 2018، وحين تم توقيعها كان أبرز بنودها الإفراج عن المعتقلين، وهو الأمر الذي التف عليه النظام السوري وأفرعه الأمنية، واتجهوا إلى فعل عكسي باعتقالات جديدة، طالت مدنيين بتهم مختلفة.
وينافس الأسد في هذه الانتخابات مرشحان؛ هما: عبدالله عبدالله ومحمود مرعي.