بعض وسائل الإعلام الغربي وسمت الصفقة الصينية الإيرانية بصفقة القرن كونها تعني تمددا جغرافيا وتوسعا جيوسياسيا لصالح بكين أمام تنافسيتها المحتدة مع الولايات المتحدة، فمن خلال هذه الصفقة ستستفيد الصين من موارد النفط الإيراني، وستضمن تأمينا مستمرا لموارد الإمداد والطاقة، التي تحتاج إليها مصانعها ومشاريعها في المستقبل، كما ستضمن أيضاً، تشغيل شركات المقاولات الصينية الفائضة عن الحاجة في بكين، وهي بذلك ستدشن مرحلة جديدة ومهمة من منظومتها الاقتصادية الكبرى (الحزام والطريق).
هناك تساؤل يتردد حول أسباب الخضوع الإيراني للشروط والعقود الصينية، التي تخالف في جوهرها عقيدة ونظام الولي الفقيه، الذي يرتكز عليه النظام الإيراني في طهران، فهل يعد ذلك -من وجهة نظرهم- كضمان للهروب والالتفات على أية عقوبات اقتصادية محتملة في المستقبل؟، أم أن كبار الملالي قد أدركوا جيداً أن النظام قد أضحى متهالكا لدرجة كبيرة، وليس لديه أي قدرة لمحاولات الصمود أمام التغيرات الدولية الجديدة، فهرولوا تجاه الصين بنمطية يمكن تشبيهها بالبيع من أجل الحماية، فقد تخلوا عن النفط وهو أهم مورد اقتصادي تمتلكه إيران من أجل إبقاء النظام الميثيولوجي على رأس السلطة في طهران!!.
وأخيراً، معظم الدول الآسيوية والأفريقية، التي ارتبطت بعقود تنازلية ضخمة مع الصين تعاني اليوم من أزمات ديون خانقة، فعقود الشركات الصينية دائماً ما تثقل ميزانيات تلك الدول بديون لا يمكن الوفاء بها، ولهذا تظل تلك الدول أسيرة للمشروع الصيني الأكبر «الحزام والطريق»، ومن هذه الرؤية يمكن القول إن محاولة النظام الإيراني الهروب من العقوبات الأمريكية أو الغربية عموماً بالارتماء في الأحضان الصينية، يذكرنا بالمقولة العربية القديمة: كالمستجير من الرمضاء بالنار!!.
@albakry1814