مثال آخر حول الاحتيال في كل مدينة هناك أحياء قديمة ويوجد بها مساكن متهالكة ومع مثل تلك المنازل تجد بعض الأسر ممن امتهن الشحاذة من يستأجر فيها بعض الشقق أو البيوت المعدمة وشبه التالفة لا ليسكنوها ولكن لاستخدامها في المواسم بحيث إذا قام بزيارتهم من يتلمس احتياجات المتعففين من أهل الخير والجمعيات يجد تلك العينة المتظاهرة بالفقر بين المحتاجين الحقيقيين، تروي إحدى السيدات في أحد الأحياء لأحد المحسنين عندما زارهم وسأل عن أهل الحي لمعرفة المحتاجين، فكانت المفاجأة أن ذكرت له أن جيرانها يأتون فقط في شهر رمضان إلى منزلهم المتهالك المهجور طوال العام، وهنا يجب أن يتحرى أهل العطاء والمتصدقون عن المتعففين ممن لا يسأل الناس ولا يعلم حاجتهم إلا من تحرى عنهم.
هناك محتاجون سلكوا طرق البيع لكسب الرزق الحلال وقد يكون من بينهم بعض المحتالين لذا نجد بعض السيدات وبعض الشباب هنا أو هناك عند مداخل المخططات وعلى بعض الشوارع داخل المدن، ومع هؤلاء الباعة علينا أن نغلب حسن الظن عند التعامل معهم، فكما قام مقدم البرنامج بتقديم المساعدة للسيدة على أنها فازت لتأخذ المبلغ دون أن تشعر بأنهم يقدمون لها صدقة، كذلك علينا تغليب حسن النوايا على التوجس عندما نتعامل مع من جلس في هذه الأجواء ليبيع، كم هي جميلة مشاعر الجود وحب العطاء للمحتاجين على شكل بيع وشراء والنوايا الصادقة والجميلة والثواب عند الله خير وأبقى.
وحتى لا نغلب العاطفة على العقل والمنطق للتعامل مع هؤلاء الباعة يجب أن يكون مكان البيع آمنا لهم ولمن سيقف للتسوق منهم ونقترح إيجاد أماكن مخصصة لمحتاجين من هؤلاء من قبل الأمانات وبلديات المناطق ما لم يتعارض مع حقوق الآخرين ممن لديهم محلات وإيجارات.. إلخ لتجنب العشوائية، والخوف أنه بمجرد انتشار الأخبار حول تفاعل أهل الجود مع هذه الحالة أو تلك، سوف يتنافس المحتالون مع المحتاجين وساعتها يحتار أهل الخير بين المحتال والمحتاج.
التحري مطلوب وما أكثر المتعففين واسألوا الجمعيات الخيرية المنتشرة في المدن عن أحوال من حولهم.. وكل عام وأنتم بخير..
Saleh_hunaitem@