DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

إطلاق أسماء المثقفين على الشوارع يخلد ذكراهم للأجيال المقبلة

خطوة إيجابية تبرز إنجازاتهم وتدفع النشء للاقتداء بهم

إطلاق أسماء المثقفين على الشوارع يخلد ذكراهم للأجيال المقبلة
أعرب مثقفون عن سعادتهم بتسمية الشوارع المحلية بأسماء المثقفين والأدباء والمفكرين، مشيرين إلى أنها خطوة موفقة تؤكد اهتمام المملكة بالمثقفين، وتوثيق تاريخهم وعطائهم في المجالات الثقافية والفكرية والإبداعية، وتخليد أسمائهم في ذاكرة الأجيال.
وحرص المسؤولون على إطلاق أسماء بارزة على أهم الشوارع في المدن والمناطق، أبرزها إطلاق اسم الراحل د. غازي القصيبي على أحد شوارع الرياض، واسم الكاتب نجيب الزامل على شارع في حي المزروعية بالدمام، ومؤخرا إطلاق اسم الشاعر محمد الثبيتي -رحمه الله- على أحد شوارع الطائف.
خطوة موفقة
قال الروائي أحمد الدويحي: كل المبدعين الكبار في بلادنا في كل الأجناس الأدبية والفنية، يستحقون إطلاق أسمائهم على الشوارع، بدلا من الأسماء الغريبة التي تستخرج من باطن الكتب لعقود تاريخية بعيدة لا نعرفها، هي خطوة موفقة وعلامة تميز ووعي أقدمت عليها المؤسسات الثقافية في الطائف مؤخرا حين أطلقت اسم الشاعر الثبيتي على أحد شوارعها، وباركها كبار المسؤولين في منطقة مكة، ومحمد الثبيتي يستحق ذلك، فهو رائد القصيدة الحديثة في بلادنا.
أثر كبير
وأكد الشاعر د. أحمد قران الزهراني أنها خطوة مهمة مؤثرة وذات أثر كبير في المسار الثقافي، وعلى الأدباء والمثقفين، لأنه اعتراف بدورهم في الحياة وبما يقدمونه من عطاء ثقافي، كما أن هذا قليل من كثير يستحقونه، لأنهم روح وعقل الأوطان، ولأنهم سفراء الحضارات وصوت الحياة.
نصب تذكاري
وقالت الروائية مريم الحسن: إطلاق أسماء أعلام المملكة على الشوارع والميادين وتسميتها بأشخاص ترفع لهم القبعة من قادة تاريخيين أو شعراء أو علماء أو فرسان أو أدباء وفنانين، لهو اختيار موفق ومشروع يستحق العمل عليه بجدية، كما أن بعض الأسماء تستحق فعلا أن ننصب لها تذكارا، فهم أعلام يشار لهم بالبنان ويستحقون أن تطلق أسماؤهم على الشوارع، لتصبح للشوارع ألفة وحنين بتاريخ وعمق تلك الشخصية، فهناك دائما جاذبية للأسماء المميزة والتاريخية التي غيرت العالم، فأصحابها ليسوا بيننا، لكننا نحمل لهم صورة مثالية تستحق التكريم بشتى الطرق.
وأضافت: أنعم الله علينا بمنه وفضله بعدد كبير من الأدباء والعلماء والمبدعين في شتى المجالات ممن يستحقون التكريم، وينبغي أن تطلق أسماؤهم على الشوارع في مدننا لما يمثلونه من رمز وطني يتجاوز الأسماء الفردية الشخصية التي يحملونها، ليشمل كل فرد عمل واجتهد وأخلص ليكون علامة فارقة بتأدية واجبه على أكمل وجه في أي موقع وفي أي بقعة من الوطن، وهذا أقل ما يمكن فعله من أجل أولئك الذين عاشوا بيننا حتى بعد رحيلهم.
تقدير المبدعين
أما الشاعر والأديب د. أحمد الهلالي فيقول: نأمل حقا أن تعمم الفكرة، وأن نرى أسماء أعلام بلادنا ورواد نهضتها تزين شوارعنا في كل الأرجاء، بدلا عن الأسماء التراثية التي لم يسمع ببعضها، فلمثل هذا الفعل آثاره الإيجابية على المبدعين والمجتمع، فتقدير المبدعين في شتى المجالات يحفز الطاقات، ويعطي للإبداع قيمة معنوية عظمى.
وحول تسمية أحد شوارع الطائف باسم الثبيتي، أضاف: لا غرابة أن تحتفي الطائف بالشعر والشعراء، فهي أعمق نقطة في وجدان الشعر العربي، وما إطلاق اسم رمز الشعر العربي الحديث ابن الطائف الشاعر محمد الثبيتي «سيد البيد» يرحمه الله، إلا واحدة من شموس عناية الطائف بالشعر، فالشكر الجزيل العميق لسمو أمير منطقة مكة المكرمة ولأمانة محافظة الطائف ولأكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف على هذه اللفتة المميزة المستحقة.
التعريف بالمثقفين
وذكرت التشكيلية سلمى الشيخ أن مبادرة وضع أسماء المثقفين والأدباء على شوارع وحدائق مدننا يدل على مدى اهتمام دولتنا بالأدب والثقافة، وتخليد أسماء مثقفيها وأدبائها وتشجيع للأدب والثقافة، وتعريف أفراد المجتمع بهم، وعلى سبيل المثال الشوارع الرئيسية تكون بأسماء الخلفاء الراشدين والصحابة، على أن تكون الشوارع الفرعية بأسماء العظماء والأدباء من أهل المنطقة، فكل منطقة من مناطق المملكة تحتفظ بأسماء مثقفيها من خلال أسماء شوارعها، حتى تتيح للزائر من المناطق الأخرى التعرف على مثقفي المنطقة.
نماذج تحتذى
وأشار الناقد د. محمد البشير إلى أن تسمية شارع باسم الشاعر الكبير محمد الثبيتي مؤخرا تعد بادرة لتسمية مزيد من الشوارع والمشاريع بأسماء مبدعين ومميزين في شتى المجالات، ليكون هؤلاء نماذج للنشء يحتذون بهم في سعيهم للتفوق والتألق، فلا أكثر إقناعا من تقديم نموذج حي نراه معنا، ويعيش بين ظاهرانينا.
وأضاف: نتطلع لجهود مضافة بإنشاء مزار يشاهد فيه الزائر كل ما يعرفه بالثبيتي، وإحياء هذا الرمز في مقهى أو مكتبة أو مركز ثقافي أو كل ذلك معا، ليكون هذا المكان والشارع قبلة القراء والشعراء والمثقفين والزوار.
تخليد الأسماء
وقالت الأكاديمية والأديبة وفاء الطيب: حينما أطلقت أمانة مدينة الطائف اسم الشاعر محمد الثبيتي -رحمه الله - على أحد شوارعها، فكأنما أطلقت بذلك أسراب الحمام في سموات المثقفين، حقيقة شعرت بسعادة لا مثيل لها، فالمثقف يسعد باستمرارية ذكره وكينونته في الحياة، سواء داخل أروقة أعماله وإنجازاته على المستوى الشخصي، أو خارجها على المستوى الاجتماعي، وهذه المكرمة أعادت لي ذكرى قديمة عندما مررت بشارع الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- في جدة، ودهشت أن يكون هذا الترابط بين الأدباء العظماء ومدن المملكة، فكلنا لهذا الوطن وهو لنا، وأتمنى المزيد من مبادرات تخليد أسماء الأدباء والمثقفين على الشوارع والميادين والحدائق، لمنحهم حقهم الطبيعي في البقاء في أذهان الناس.
تكريم القامات
ووجه رئيس نادي الحدود الشمالية الأدبي ماجد المطلق، شكره على الاهتمام والتحفيز والتشجيع للمبدعين، آملا أن نرى مثل هذه المبادرة في مناطق أخرى مليئة بالمبدعين، الذين أثروا الساحة الأدبية والإبداعية، وممن أسهموا في تقديم الأدب السعودي إلى العالم العربي.
وتابع: لم يفاجئنا الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، وأمير منطقة مكة المكرمة، ورئيس مؤسسة الفكر العربي، باهتمامه بمقترح أكاديمية الشعر العربي، وموافقته على إطلاق اسم «سيد البيد» الشاعر محمد بن عواض الثبيتي على أحد شوارع الطائف، بل هو ما اعتدناه منه، فحرصه على تكريم القامات الأدبية والإبداعية في وطننا الغالي واضح للعيان لا يحتاج إلى دليل.