DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

زكاة الفطر.. أساليب مبتكرة تمنع التزاحم وتضمن الوصول للمستحقين

مختصون ومواطنون لـ«اليوم»: 10 أخطاء شائعة للمزكين

زكاة الفطر.. أساليب مبتكرة تمنع التزاحم وتضمن الوصول للمستحقين
زكاة الفطر فرض عين على كل مسلم قادر يخرجها عن نفسه ومن يعول للفقراء والمساكين، وحديثا جرى تدشين آليات حديثة لتنظيم عملية استلام الزكوات وتوزيعها، أبرزها: برنامج زكاة الفطر الموحد بالمنطقة الشرقية، الذي ينظم العملية ويضمن الحد من الهدر والفائض، إضافة إلى سد العجز في المحافظات والمدن والقرى والهجر التي تحتاج كميات إضافية من الزكاة بالتنسيق بين جمعيات الشرقية.
ورصد مختصون ومواطنون خلال ندوة «اليوم»، عددا من الملاحظات والأخطاء الشائعة في إخراج الزكاة، ومن بينها عدم تحري البعض للمستحقين، وتوزيعها في الأسواق بشكل غير منظم، وكذلك إخراج أنواع رديئة، إضافة إلى تهاون البعض في اختيار الوقت الشرعي للزكاة، مشيرين إلى أهمية العمل المؤسسي، الذي ينظم عملية الزكاة، سواء عبر منصة زكاة الفطر أو الجمعيات الخيرية؛ لضمان الوصول إلى المستحقين.
توزيع غير منظم بالأسواق
قال المواطن مضحي دغيم، إنه يخرج زكاة الفطر في أحيان كثيرة لبعض العوائل المتعففة والتي يعلم بظروفها، مشددا على أن زكاة الفطر يفترض فيها التحقق والحرص على أن تصل لمستحقيها فعليا.
وأضاف إن معظم أهالي الأحياء يمنحونها لشخص أو اثنين من المعروفين لديهم بالحي، بالرغم من وجود أشخاص أشد احتياجا في أحياء أخرى. وبين «دغيم» أن توزيع الزكوات في السوق القديم غير منظم وتعمه الفوضى، فضلا عن أن الازدحام الموجود يتسبب في عرقلة المرور.
وأضاف «يفترض أن يكون لدى الجهات الرسمية حصر بأسماء المحتاجين فعليا، كما هو الحال بالجمعيات الخيرية ودور الأيتام وغيرها».
تهاون في توقيت الإخراج
ذكر المواطن عايد رحيم، أنه يخرج زكاة الفطر على العوائل المتعففة الموجودة بالحي وأيضاً على الفقراء والمساكين بعد تلمس الأسر المحتاجة فعليا، مشيرا إلى أن البعض يتهاون في توقيت إخراج زكاة الفطر وعدم التأكد من المستحقين فعلا، إضافة إلى عدم إخراج القيمة المطلوبة شرعا.
وأكد «رحيم»، أهمية توخي الحذر في إعطاء الزكاة، حتى لا تذهب لغير مستحقيها، إضافة إلى توجيه قيمة الزكاة للجمعيات الخيرية التي تتكفل بإيصالها لمستحقيها.
طهرة للصائم من اللغو والرفث
أوضح عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام د. عبدالواحد المزروع، أن زكاة الفطر هي الزكاة الواجبة على المسلم عند انتهاء شهر رمضان، وتجب على كل مسلم ذكرا أو أنثى، صغيرا وكبيرا، والهدف منها هو إغناء الفقير عن السؤال. وأشار إلى أن زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطهرة لكل صائم قد يشوب صيامه بعض التقصير.
وبين أن أفضل وقت يتم إخراج الزكاة فيه هو قبل صلاة العيد كما جاء في الحديث، ويجوز تعجيلها قبل العيد بيوم أو يومين في حال خشي المزكي ألا يتوفر لديه وقت بعد صلاة الفجر، كما له أن يوكل جمعية خيرية يثق بها لتخرجها بدلاً عنه في الوقت الشرعي.
وأضاف إن مقدار زكاة الفطر هو صاع من طعام واختلف أهل العلم المتأخرون في مقدار الصاع، والأحوط الأولى أن يخرج المزكي قرابة ٣ كيلو من غالب قوت أهل البلد عن كل شخص من أهل بيته، وأن يحرص في ذلك على النوعية الجيدة التي يفضلها الناس.
ومن الممارسات الخاطئة التي يقع فيها بعض المزكين هو إخراجها نقدًا، والراجح في إخراجها أن تخرج طعامًا، بالإضافة إلى أن البعض يتهاون بها وبالتالي ينسى إخراجها وقد حصل ذلك، ومن الممارسات الخاطئة كذلك أن البعض يخرج أنواعا رديئة من الأطعمة، وأن تعطى لمن لا يستحق، لذلك ينبغي على المزكي أن يتحرى ويبحث عن الأسر الأكثر حاجة، كما ينبغي للمزكي عند اقتراب أيام العيد أن يذكر ويشعر أهل بيته بزكاة الفطر لاستشعار أمر هذه العبادة.
وذكر «المزروعي» أن من الممارسات الخاطئة حول زكاة الفطر هو نقلها من بلد إلى بلد آخر، واختلف أهل العلم في ذلك ولكن الأحوط الأولى أن تخرج في نفس البلد، مشيرًا إلى أنه لو كان في بلد آخر من بلاد المسلمين حاجة ماسة والبلد هذا في استغناء عنها فيجوز إخراجها لهم عند بعض أهل العلم ذلك.
وأضاف إن الكثير من الأشخاص يصومون رمضان في مكانين مختلفين وتحدث إشكالية لديهم حول مكان إخراج الزكاة، وأكمل قائلاً: كثير من العلماء يقولون الأولى أن يتم إخراجها في البلد الذي صام فيه المزكي أكثر.
دشنت جمعية البر بالمنطقة الشرقية برنامج زكاة الفطر الموحد لعام 1442هـ تحت شعار «سهلناها عليكم»، للتيسير على المزكي، وضمان وصول زكاة الفطر لمستحقيها في مختلف مدن ومحافظات المنطقة، وفي وقتها الشرعي، والحد من الظواهر السلبية الناتجة عن توزيع الزكاة.
استبدال بطاقات التوزيع بأكواد على الهواتف
وأعلن المشرف العام على برنامج زكاة الفطر الموحد بالمنطقة الشرقية نائب رئيس مجلس الجمعيات الأهلية بالمنطقة أمين عام جمعية البر سمير العفيصان، استقبال طلبات زكاة الفطر منذ أول أيام رمضان، على أن يتم توزيعها وتسليمها للمستفيدين في الوقت الشرعي لإخراج الزكاة، موضحا آلية استقبال زكاة الفطر الموحد، ومنافذ استقبال وتوزيع الزكاة، كذلك مستجدات برنامج زكاة الفطر الموحد، بمختلف المدن والمحافظات.
وقال إن البرنامج وزع العام الماضي من خلال مركز العمليات بالمنطقة 352 ألف فطرة على نحو 12 ألف أسرة يصل عدد أفرادها إلى 55680 مستفيدا بالمنطقة. وبين «العفيصان» أن هذه الجهود جاءت بتكاتف 33 جمعية و44 مركزا تابعا لها بالمنطقة الشرقية، وبتوجيه ومباركة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالمنطقة، لتنظيم زكاة الفطر والحد من الهدر والفائض من الزكاة والعمل على سد العجز في المحافظات والمدن والقرى والهجر التي تحتاج كميات إضافية من الزكاة بالتنسيق بين جمعيات الشرقية.
وأكد «العفيصان» أن البرنامج والجمعيات المشاركة به أوقفت الاستقبال العيني لزكاة الفطر العام الماضي، ويستمر الإيقاف هذا العام أيضا؛ حفاظا على سلامة ووقاية الجميع كما تستقبل وتوزع زكاة الفطر هذا العام عن بعد من خلال آلية عمل إلكترونية تسمح باستقبال وصرف الزكاة إلكترونيا دعما للتباعد الاجتماعي وحفاظا على سلامة ووقاية المزكي والمستحق للزكاة من عدوى فيروس كورونا، ويتم توزيع ما تم استقباله نقدا من المزكين عبر الحسابات البنكية على الجمعيات المشاركة بالبرنامج حسب الخطة المرسومة للنسب المتبعة وبشكل عادل.
وأكد أنه سيتم إرسال الرسائل الإلكترونية وبروابط بأرقام تسلسلية مخصصة لكل أسرة مستفيدة لتتمكن من استلام الزكاة العينية والتي يتم صرفها له من خلال مقرات توزيع الزكاة التي تم التعاقد معها من قبل اللجنة المنظمة لبرنامج زكاة الفطر الموحد بالمنطقة الشرقية، كما سيتم إشعار مستحقي الزكاة بمقرات التوزيع حسب أقرب نقطة توزيع لهم عبر الرسائل النصية SMS.
تعاون بين الأئمة والجمعيات
أوضح المواطن عبدالمجيد البذالي، أنه من أخطاء المزكين يحاول التخلص من الزكاة لا الإخلاص فيها، فيخرجها لمن هو أقل حاجة من غيره، وأحيانا غير المستحق، مبيناً أهمية التحري في إخراج الزكاة وإعطائها للمحتاجين، مع مراعاة الأولوية للأقربين، وبما أنها زكاة فهي نماء وبركة للمزكي، والأفضل أن تخرج من قوت أهل البلد.
واقترح «البذالي» التعاون من قبل أئمة المساجد لتزويد الجمعيات الخيرية بالأسر المتعففة، وكذلك إطلاق منصة لزكاة الفطر من قبل الجمعيات الخيرية لتسجيل المتعففين دون الإفصاح عنهم.
أسئلة مباشرة متعددة الخيارات
أوضح نائب المشرف العام على برنامج زكاة الفطر الموحد بالمنطقة الشرقية يوسف المقرن، أن تحديد نوع الفطرة واختيارها يكون بحسب الجودة، وتلبية رغبات معظم المستحقين والمزكين، بالإضافة إلى السعر المناسب، وتوفر الكمية المطلوبة في الوقت والمكان المحدد.
وأضاف «المقرن» إن زكاة قيمة الفطر تكون بحسب الأرز، الذي ارتفعت أسعاره قليلا هذا العام، وبالتالي تمت زيادة قيمة زكاة الفطر، منوها إلى أن الجمعية تعتمد في الزكاة على أجود أنواع الأرز، كما لا يمكن استبدال الأرز بأي صنف آخر. وذكر أن آلية التوزيع تكون عن طريق الجمعيات الخيرية بفروعها الـ 35، إضافة إلى و125 فرعا من الأسواق التجارية التي تم الإعلان عنها في موقع الجمعية.
تصوير المحتاجين خلق غير مقبول
بين المواطن مشعل العنزي، أن إخراج زكاة الفطر يكون للجيران المحتاجين المتعففين، مشيرا إلى أنه يخرجها للعوائل المحتاجة بعد الوقوف على حالتهم، ويحرص على إخراجها شخصيا.
وأضاف «العنزي» إن أبرز الأخطاء المتكررة عند إخراج الزكاة هي تصوير المحتاجين خلال إعطائهم الزكاة، أو الإعلان عنهم، وهو خلق غير مقبول، وكذلك عدم تلمس حاجة المستفيد للزكاه، كأن يأتي المزكي بكيس من الطحين البر، والأغلب يحتاج للأرز.
وحول مقترحاته لتحسين أداء الزكاة، أكد أهمية الحرص على معرفة حاجة المستقبل للزكاة، أيضاً حساب القيمة الصحيحة عند إخراجها، وأن يخرجها المزكي بنفسه وعدم توكيل شخص آخر.
آلية التسجيل على الموقع الإلكتروني
شرح مدير المركز الإعلامي والمتحدث لبرنامج زكاة الفطر فيصل المسند، آلية التقديم على الزكاة من خلال الموقع الإلكتروني، عن طريق كتابة عدد الأفراد المراد دفع الزكاة عنهم، ليقوم التطبيق بحساب الزكاة المطلوبة والانتقال إلى تسجيل البيانات المطلوبة، لتصل رسالة تأكيد استلام مبلغ الزكاة الذي سيتم صرفه في وقته الشرعي.
وأوضح أن البرنامج يتميز بربط آلية التبرع بكود يصل إلى المستفيد، وتم التخلي عن البطاقة الإلكترونية التي توزع سابقا ويذهب بها المستفيد إلى المراكز للاستلام، مشيرا إلى أن هذه الخطوة قفزة كبيرة في أعمال القطاع الثالث، من خلال الخدمات المقدمة للمستفيدين.
وأشار إلى أن خدمات الموقع أيضا تشمل معرفة الجمعيات المشاركة بالبرنامج، والتواصل مع برنامج زكاة الفطر الموحد، عند حدوث أي مشكلة.
دفع القيمة عبر «تبرع»
كشفت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن إدراج فرصة دفع قيمة زكاة الفطر عبر المنصة الوطنية للتبرعات «تبرّع» التي تعد واجهة معتمدة للصدقات والزكاة والتبرعات.
ويتيح هذا الخيار دفع القيمة المقدرة لزكاة الفطر مبكراً، الفعل الذي أجازته هيئة كبار العلماء على أن يتم إخراجها في وقتها المحدد شرعاً من قبل أبرز الجمعيات الأهلية في جميع مناطق المملكة، وتضمن وصول التبرعات إلى مستحقيها.
وتمكن منصة «تبرّع» مستخدميها عبر خيار «زكاة الفطر» من إخراج زكاة الموسم مباشرة من الصفحة الرئيسة.
تأخر الزكاة عن وقتها المحدد
ذكر المواطن مشعان الجنيدي، أنه يخرج الزكاة للأيتام الفقراء، من خلال جمعية «تراؤف» الخيرية التي تستقبل الزكاة وتوزعها على الأسر المحتاجة المسجلة لديها.
وأشار إلى أن من أخطاء المزكين تشمل تأخر الزكاة عن وقتها المحدد وكذلك إعطاؤها لأشخاص غير مستحقين أو جهات غير مرخصة أو إخراج زكاة الفطر من رديء الأقوات الذي لا تطيب النفوس بأكله أو لم يحظ عند التُّجَّار -غالبًا- بالبيع لعدم جودته.
وأما بالنسبة لأخطاء بعض مستقبلي الزكاة، فأوضح أنها تشمل العشوائية في الاستقبال وعدم ترتيب الزكوات وكذلك عدم إيصال الزكاة لمستحقيها في الوقت المحدد وكذلك قد يكون هناك إسراف في الاستقبال مما ينتج عنه هدر مبالغ فيه بالنسبة للأقوات.
وأكد أهمية العمل المؤسسي، في استقبال وتوزيع الزكاة حتى نسلم من الأخطاء التي يكون منشؤها اجتهادات فردية، مشيرا إلى أهمية الترتيب والتنظيم حتى نضمن وصول الزكوات إلى مستحقيها.
«الزحام» بؤرة خصبة لانتشار الوباء
قالت استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. عائشة العصيل لـ«اليوم»، إن التزاحم والتجمعات في إخراج الزكاة هو بؤرة خصبة لانتشار الوباء، ولا بد من منعها خصوصا إذا كانت الشريحة التي تستقبل الزكاة من الفقراء معرضة لخطر كورونا في حال عدم أخذ اللقاح إلى الآن، إذ إن منازلهم ضيقة والتهوية فيها ليست كافية وبالتالي فهم معرضون لمضاعفات الإصابة أكثر من غيرهم. وأضافت إنه يجب عند أداء الزكاة الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد وإخراج الزكاة في أوقات وأيام مختلفة، وليس فقط ليلة العيد؛ حتى لا يكون هناك تزاحم، مشيرة إلى أنه يفضل التواصل مع المنصات الخيرية كـ «إحسان» و«زكاتي»، إضافة إلى الجمعيات الخيرية المعتمدة في المملكة، التي توفر الجهد وتقلل من الازدحام وتضمن الوصول للمستحقين.